عندما خرج حسين كامل صهر صدام الى الاردن، بحجة انه يريد معارضة النظام، فقامت بعض القنوات بتغطية ما سمي بمؤتمر صحفي له ليقدم نفسه للعالم، عندما استمعت الى حسين كامل وهو يتكلم او يجيب على بعض الاسئلة، شعرت بالمهانة، نعم شهرت بالمهانة وانا اشهد واسمع بعض من كان يحكم ويسير بلدي في اي مستوى من التخلف والسذاجة هم، قلت لصديقي الجالس قربي احقا امثال هؤلاء كانوا يحكموننا؟
بهذا ذكرني السيد حارث الضاري امين عام هيئة علماء المسلمين في خطابه يذكرناايضا بخطابات القادة العرب قبل الايام السوداء هذه، صال السيد الضاري وجال وهدد ووعد طارحا شروطه ولما لا اليس هو المنتصر، بالعمليات الارهابية التي يسميها المقاومة، نعم من سمع خطاب حارث الضاري يعتقد انه امام قائد منتصر من زمن هتلر وموسليني وصدام.
فهذا الذي يدعي الدفاع عن العراق وشعب العراق، وهذا الذي يدعي الدفاع عن العروبة ومجدها والاسلام وعزته، برغم كل ماذكره عن الارهاب والارهابيين لم يقم يوما بفتح فمه لينتقد ولا نقول ليدين صدام وممارساته، لا بل لا زال وامثاله برغم كل الشواهد والاثباتات عل جرائم النظام السابق يناور دفاعا عن مؤسسات النظام ومنها الجيش السابق الذي قال انه لم يكن طائفيا!
قيل ان لم تستحي فافعل ما شئت، واليوم ولا زالت جراح العراقيين مفتوحة والامهم مستمرة واهاتهم وصراخهم من الوجع ترتفع الى السماء يأتون ليبرروا قتل العراقيين بالمقاومة، لم يسألوا يوما مالذي اتى بالامريكان الى العراق؟ لم يسألوا انفسهم ماالذي وضعنا في هذا الموقف؟،اليست ممارسات النظام وقراراته المتتالية والتي لم يسلم منها لا شعب العراق ولا الشعوب المجاورة.
هذا الذي صار اليوم يتحدث عن حقوق الانسان ويتكلم بها ويطالب بتطبيق اتفاقيات جنيف، اين كان يوم لم يطبق صدام اي بند من بنود الاعلان العالمي لجقوق الانسان، لا بل انني متأكد انه شخصيا سيعارض على الاغلب بنود هذا الاعلان، لان ايديولوجية الانسان تفصح عن ما يريد، اذا لا زال البعض يريد ان يستمر بالكذب والدجل وكأن العالم لا يعرف ما الذي يحدث، انها نفس الشعارات التي مللنا منها، والتي لم تشبع جائع او تنصف مظلوما، لا بل شتتت الشعب في اصقاع العالم طلبا للخبز والعدالة، كليهما وبلدنا مرتع الخيرات والثروات.
هذا هو الضاري الذي يصول ويجول موزعا اتهاماته يمينا ويسارا، لم يستثنى احد الا هو وبلدانه العربية وجامعته الصماء البكماء والتي لم تدخل مشكلة الا وعقدتها، وحفنة من القتلة المهوسين بالدم من طالبي الجنة على حساب اشلاء العراقيين.
لا يمكن للمرء ان يستمع الى مثل هؤلاء الناس من الذين لا يعيشون واقعهم وعصرهم وقدراتهم وامكانياتهم، الا ان ينزوي خجلا من ان يقال له انه عراقي، خجلا لانه قد يقارن بهم، انهم يدعون العراقية ونخوتها فاين النخوة من هذا الشلال المستمر من الدم؟، اين النخوة من هذا الاحتضان لكل قاتل ودعي العروبة والاسلام لكي يمارس ساديته في العراقيين؟، ان العراقيين ورب الكعبة ليخجلون من ان يسمى البعض بقادة، ان يكون شاكلة القادة مثل هؤلاء الذين سكتوا عن كل ممارسات صدام وعدي وقصي وعزت والجزراوي وغيرهم كثر، سكتوا ولم ينطقوا ببنت شفة، واليوم لما فسح لهم القادة الجدد والنظام الجديد كل مجالات الحرية هاهم يريدون ان يتم تسليم الحكم اليهم على طبق من الذهب.
ان السيد الضاري، لا يبكي في الحقيقة على حقوق الانسان لانه اساسا لا يفهم للانسان حقوقا خارج اطار ايدولوجيته، بل انه يبكي امتيازات كانت محصورة بطائفته واليوم قد تتوزع قد يشمل خيرها غيره، انه يبكي ان تطال العدالة كل مرافق الحياة فحينها لن يكون له ولخاصته الاولية، بل سيعامل كالبقية، حاله من حالهم، والا فاي انسان سوي يقول عن كل ما يجري انه مقاومة؟ الم يكن السيد الضاري اول المشككين في وجود الزرقاوي او من نسب كل الاعمال الاجرامية لما سماه قوات الاحتلال، هاهم الزرقاويين ينسلون الى دول الجوار ليطعموهم شيئا مما ذاق العراقيين، اهي مقاومة عندنا وارهاب عند الغير يا سيد ضاري؟
السيد ضاري مستقويا بالاسلحة التي وزعها النظام، مستقويا بالنظام العروبي الخائف مما يسميه الشيعة وسيطرتهم على العراق، مستقويا بالعروبيين المتخوفون من النظام الفيدرالي، مستقويا بالخائفين من ان يكون العراق مصدرا لاشاعة فكر التحرر والتطور والانفتاح، مستقويا بكل من يخاف اشعة النهار وقيم الحضارة الانسانية، مستقويا بكل هؤلاء تحدث وصال وجال، انه لم يكن مستقويا بشعب العراق، لا ابدا.


تيري بطرس