في برنامج " أدب السجون" الذي تبثه قناة الجزيرة كان الممثل السوري عبد الحكيم قطيفان وكوكبة من الفنانين السوريين هم ضيوف الحلقة التي بثت على أجزاء وأعيد بثها لأكثر من مرة خلال الأسبوع الماضي.

الفنان عبد الحكيم وجه معروف وله حضوره الدائم في الدراما السورية وهو يحضر حاليا على شاشة التلفزيون الأردني من خلال دور"لؤي" في مسلسل "رجال تحت الطربوش".

كانت استضافته في هذا البرنامج كنوع من أدب الاعتراف المتلفز، فقد روى وبأسى حاول جاهدًا أن يؤثر فيه على المشاهد ما كان قد تعرض له هو وزملاء له في مهنة الفن من اضطهاد على أيدي النظام السوري سابقا أي في فترة بداية الثمانينات وكيف تمت مصادرة حرياتهم واعتقالهم ونسب التهم إليهم، أما شجون السجون والمعتقلات فقد قال فيها الكثيروالكثير مما يعتقد بأنه يستدعي تعاطف المشاهدين ويؤثر على اتجاهاتهم نحو النظام السياسي السوري وامتداداته.

في واقع الأمر كان لحديث الفنان عبد الحكيم ومن معه ممن لا تحضرني أسماؤهم أثر عميق وقد ترك حضورهم في هذا التوقيت للحديث بأثر رجعي عما تعرضوا له من اضطهاد الكثير من التساؤلات: أهمها لماذا الآن بالتحديد؟

لست بصدد مناقشة الموضوع بجوانبه السياسية، كما أن الحديث عن الموقف الشخصي تجاه ا لنظام الذي وضعوه في مشرحة الإعلام ليس من أولوياتي لكن أقل ما يمكن قوله هو أن التوقيت المبرمج لاستضافة المضطهدين سابقا هو توقيت غير مناسب وفيه استخفاف بعقلية المواطن العربي، وفيه الكثير من التذاكي الذي يسهل كشفه ويعطي نتائج سلبية من منظورا لقائمين على إنتاج مثل هذه البرامج، فبدلا من تشكيل موقف ضد قد ُيدفع المشاهد لتشكيل موقف مع، وبدلا من التعاطف مع المضطهدين بأثر رجعي يكون هنالك سخط واستنكار لرواياتهم تلك، لكن على ما يبدو أن صورة رجال تحت الطربوش لا ترتبط فقط بنمط من الرجال الذين يحاولون فرض وجودهم من خلال السيطرة على النساء لكنها قد تمتد إلى أولئك الذين يجترون مآسيهم لتحقيق هدف أو منفعة ما فيرتدون الطربوش تارة وتارة أخرى يخلعونه، ينسجمون مع ا لنظام تارة وتارة يجعلون من تجاربهم الشخصية إحدى أصابع الاتهام التي تعمل جنبا إلى جنب مع بقية الأصابع للإطاحة به

هؤلاء هم المضطهدون بأثر رجعي وبتأثير آني وهم بلا شك رجال تحت الطربوش

ميساء قرعان

[email protected]