إن مقالي هذا لا يزيد عن كونه التماسا. إلا أنه ليس بالتماس إلى جهة حكومية أو استعطافا لمجتمع. بل هو التماس إلى أشقائي في الهوية... أشقائي أبناء الكويتيات.

أنا أدري و أنتم تدرون أننا خلقنا من روح امرأة كويتية، من رحمها ولدنا و من عاطفتها تشكلت أرواحنا و في عروقنا تدفقت دماؤها. إلا أن مجتمعنا و لأسباب عدة لا يعترف بدم الأم و يصنف هوية الأبناء تبعا لهوية آبائهم. حتى إذا ما كبرنا و نحن ننظر إلى أنفسنا ككويتيين، وجدنا أن مجتمعنا ينظر إلينا كأنصاف كويتيين. و بين نظرتنا و نظرتهم تتحطم أحلامنا تكسر خواطرنا و تتبعثر آمالنا.

فما الحل؟ الحل قبل أن يكون بيد الحكومة أو المجتمع هو بيدنا.

الحل أن نعترف بذاتنا، أن نعترف بتناقضاتها و نتأمل للحظة فسيفسائها. أن نحتضن ذاك النصف الآخر فينا الذي نجهله و نرفض حتى مجرد التعرف إليه خوفا من أن يزعزع ذلك حقيقتنا التي نؤمن بها. فما هي حقيقتنا؟

حقيقتنا أننا كويتيون بالخيار و الهوى لا بالتبعية. حقيقتنا أن حبنا و ولاءنا و انتماءنا للكويت هي ثوابت لا نحيد عنها. إلا أن حقيقتنا أيضا أننا أردنيون سوريون فلسطينيون سوريون عراقيون لبنانيون. فإن لم نعترف بتلك الحقيقة نكون قد دفنا نعمة التنوع فينا و حرمنا أنفسنا فرصة نادرة في المزج بين ثقافتين و الذي من شأنه أن يغنينا و يضعنا في تمايز عن الآخرين و عن المألوف. و إذا بنا بهذا الدفن و الحرمان ننتقص من وجودنا و هويتنا. و متى ما حصل ذلك نكون قد تحولنا فعلا إلى مجرد أنصاف أرواحها ضائعة بين حجر جنسية لا نعترف بها و طاحون انتماء نؤمن به و لا يؤمن بنا.

فيا أبناء الكويتيات.... آمنوا بحقيقتكم.


إيمان أسعد

[email protected]