من امثالنا العراقية الدارجة، مثل يقول الي يتزوج امي اصيحلة عمي، ويضرب على الاكثر، لمن يستلم السلطة، فمن استلم السلطة يتم التودد اليه، وتقال فيه الاشعار والمدائح، اما من خرج من السلطة فيلعنون سلفات سلفاته، ويلصقون به كل الرذائل والاخطاء، وخصوصا ان لم يكن من حزبك او من طائتفك او من قوميتك، والحمد الله ان الدكتور اياد علاوي، رجل عربي وشيعي و رئيس الوفاق الوطني العراقي، وانا اشوري، مسيحي شرقي، ومنتمي للحزب الوطني الاشوري، فلا رابط بيننا، الا رابط المواطنة لبلد واحد اسمه العراق(وكلمة الوطني لدى التنظيمين وفكرهم الليبرالي)، ولكن اسمحوا لي ان اقول كلمة في هذا الرجل الذي على يديه وزملائه الوزراء، تمكنا من تحقيق سوابق ليس في العراق لا بل في منطقة الشرق الاوسط، ففي الوقت الذي كان الكثيرين يمنون النفس بعدم اجراء الانتخابات، وفي الرجل بوعده واجرى انتخابات، صداها هز المنطقة، هذا البعض راهن على فشل علاوي لكي يثبت ان الدكتاتورية والسلطات القائمة افضل لشعوب المنطقة وافضل لمخططات امريكا، والبعض راهن على عدم تسليم السلطة، وان ديدن العرب هو التمسك بكرسي الحكم الى الرمق الاخير، ولكن اياد علاوي كذبهم وسلم السلطة كما وعد وتعهد.

ان انجازات السيد علاوي وحكومته، قياسا الى عمرها وما واجهته من العراقيل ومن مواقف عدائية وخصوصا من الاعلام العروبي المتأسلم، كانت هذه الانجازات اكثر من رائعة وكبيرة بحق.

فبعد سقوط الصنم، ادارت الدول العربية وجهها عن العراق بحجة انه محتل، وانه فاقد للسيادة، وكأنه في زمن صدام كان يمتلكها، وكأنها (الدول العربية) كاملة السيادة، وهكذا تمكن السيد علاوي من اعادة العلاقات بين العراق ومعظم الدول العربية والاجنبية، كما تم انجاز اسقاط الكثير من الديون، التي اثقل نظام المقابر الجماعية كاهل العراقيين بها، حيث استدان ليصرف على مغامراته. كما حاول بكل قدراته تحقيق انجازات اقتصادية فعالة الا ان يد التخريب والقتل والتفخيخ لم تترك مجالا لفاعل لكي يبني، فالمحطات الكهربائية التي كانت تنشاء، كانت تفجر في اليوم التالي، ومرافق النفط يتم تفجيرها بعد كل اصلاح، وبرغم كل هذا، فان العراقيون يحسون بتحسن مضطرد، في قدراتهم الشرائية نتيجة للارتفاع الكبير في الرواتب. اما من الناحية الامنية فقد تم بناء جيشا وشرطة يقدر اعدادها باكثر من مائة وخمسون الف فرد، وهي في طور التقدم المضطرد، وان شاء الله ستأخذ دورها كاملا في حفظ امن البلاد والعباد.

اننا نقول للسيد علاوي هذه هي الديمقراطية التي ارتضيتها، ودوركم في العراق باق، المهم بقاء العراق سالما حرا ابيا.

لقد تكالبت سيوف وخناجر العربان على العراق والعراقيين، وكأنه لم يكفيهم سنوات الاذلال والقمع التي عاشوها، هذه السيوف التي ترغب في ادخال المارد العراقي في قمقم التخلف واعادته الى ما قبل اربعة عشر قرنا الى الوراء، فمن قنابلهم وانتحاريهم الى وسائل اعلامهم المسمومة، كان كل شئ معدا لقتل البذرة وهي في المهد، لان هؤلاء العربان ادركوا ان نسمات الديمقراطية معدية، وان الحرية مضرة بمشروعهم الرجعي المتخلف، الا ان حكومة السيد علاوي ادت الواجب، باقتدار وفي اصعب الاحوال.

وهذا لا يعيني ان الحكومة كانت خالية من السلبيات ومن الاخطاء، وخصوصا اننا شعرنا في احيان كثيرة ان الحكومة فاقدة لبوصلتها الموحدة، وان كل فرد فيها يعمل ما يحلو له، وليس للحكومة سياسات موحدة، كما ان الفساد الاداري لا زال مستفحلا
وبدرجات كبيرة، هذا الفساد الذي شجع عليه النظام السابق، حيث شرعه ورعاه.

ان السيد علاوي خضع لارادة الناخب العراقي، ولكن للسيد علاوي دور مستقبلي، وهنا نود ان نقول ان كل ساسة العراق المتنورين المؤمنين بالديمقراطية والحريات الفردية والنظام الفدرالي والتعددية الثقافية، سيكون لهم دور في صنع حاضر ومستقبل العرق، اما من يتشبث بالماضي ويريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء، فان العراقيون سيلفضونه، لان العراقيين يريدون بناء مستقبلهم، يريدون ان يعيشوا في عالم اليوم، بكل منجزاته التكنولوجية والثقافية والعلمية وقيمه الحضارية.

واخيرا من القلب نقولها شكرا دكتور اياد علاوي شكرا الطاقم الوزاري.

تيري بطرس