حزب الدعوه الاسلاميه حزب عراقي اسس في الخمسينات من القرن الماضي علي ايدي ثلاثه شخصيات عراقيه وهي الامام الشهيد محمد باقر الصدر { اعدم عام 1980 } والشهيد مهدي الحکيم { اغتيل عام 1991} والسيد مرتضي العسکري.
وکانت مراحل تاسيس الحزب المذکور مراحل بسيطه انطلقت من تقييم الموسسين وخصوصا الصدر والحکيم لحاجه المرحله انذاک الي انشاء دوله اسلاميه تصان فيها حقوق الافراد وتخدم مقدساتهم واسلامهم.
ومثلما کانت هذه الافکار تراود الساده الثلاث کانت ايضا محط امال قاعده عريضه من الشباب الذي فتح عينه في العراق علي حاله سياسيه واسعه وناضجه خصوصا في العهد الملکي وفي بدايات العهد الجمهوري.
وعندما نقرا تاثر الکثير من السياسيين العرب بالحاله السياسيه في العراق عندما کانوا طلابا في جامعاتها فلا غرابه ان يرحب الشباب العراقي والنخب العراقيه بهذا الحزب الذي يعتبر اول حزب سياسي اسلامي شيعي توسسه نخبه من العلماء ويضم المثقفين والجامعيين من ابناء الامه.
وليس خافيا فان افکار الحزب استاثرت باهتمام النخب العراقيه التي کانت خارج اطار الاحزاب المارکسيه والقوميه وحتي الاسلاميه امثال حزب التحرير والاخوان المسلميين.
وعلي الرغم من نجاح حزب الدعوه في التاثير علي الکثير من الحزبيين اللذين کانوا منظميين الي تلک الاحزاب الاانه ومنذ البدايه کان محاربا من قبل تلک الاحزاب ؛ حيث واجه عداءا مشترکا عندما قامت الجبهه الوطنيه والتقدميه بقياده حزب البعث وعضويه الحزب الشيوعي العراقي في منتصف السبعينات..ولطالما اعدم اعضاء حزب الدعوه في مابعد بناءا علي تقارير رفعت من الحزب الشيوعي الذي کان يصفه بالنشاط الرجعي والبرجوازيه الدينيه.
ولااريد ان اتسلسل في هذا السرد الذي قد لايهمنا في هذاالمقال لکن الغريب في الامر ان هذا الحزب الذي هاجر الکثير من اعضائه ومويديه بعد صدور قرار قانون اعدام اعضاء حزب الدعوه عام ثمانيين الي ايران بعد ان امتنعت کل الدول العربيه من استضافته - ماعدا سوريا حافظ الاسد - واجه اشد المواجه والقسوه من قبل الثوريين اللذين کانوا يمسکون بخيوط الثوره الاسلاميه الايرانيه والتهمه کانت عدم اعتراف حزب الدعوه الاسلاميه " بولايه الفقيه " !!!
فقد کانت الدوائر الثوريه التي سيطرت علي اجهزه القرار بزعامه مهدي هاشمي { اعدم في مابعد بتهمه التامر علي نظام الجمهوريه الاسلاميه وولايه الفقيه } تعد العده لمواجهه دمويه مع حزب الدعوه الاسلاميه الذي تطوع للدفاع عن الثوره التي قادها الامام الخميني... ونجحت هذه الدوائر وبقاياها من تهميش حزب الدعوه خلال وجوده في ايران بحجج مختلفه تتخذ من يافطه عدم الايمان " بولايه الفقيه " ستارا لها.
وقد حاول الحزب المذکور عبثا اقناع الايرانيين بانهم ليسو ضد ولايه الفقيه واصدروا البيانات تلو البيانات لتاکيد احترامهم للامام الخميني الاان ذالک لم يفلح من تغير معتقدات الايرانيين التي وضع حجر اساسها مهدي هاشمي بمساعده البعض من الايرانيين اللذين کانوا يعيشون في العراق وتحديدا في مدينه کربلاء !!!.
وهکذا سعي کل من انبسطت له الوساده للعمل مع العراقيين المتواجدين في ايران الي تهميش حزب الدعوه وتفکيکيه وتشطيره " قربه الي الله تعالي " بحجه انه لا يومن " بولايه الفقيه " واستمر ذالک حتي اخر يوم کان فيها الحزب في ايران قبل سقوط نظام صدام.
والاغرب من ذالک ان يواجه حزب الدعوه اليوم ذات التهمه لکن بشکل معاکس وهي ايمانه " بولايه الفقيه " ويسعي الي اقامه حکومه اسلاميه علي غرار النظام السياسي في ايران....!!!
مسکين انت ياحزب الدعوه.... تاسست في العراق حزبا تنتقل من بيت الي بيت.... ومن مدينه الي مدينه... ومن الجنوب الي الشمال.... تتربص بک الدوائر... لاتجد من ياويک الاصدور من امنوا بک... ودماء من احبت ان تراق علي ارض العراق...!.
ومسکين انت ياحزب الدعوه.... فرحت عندما اردت الدخول الي ايران واعتقدت انک ستاخذ بالاحضان وتفرش لک السجاده الحمراء في مطار طهران.... لکن القدر لم يکن معک... دخلت جسما واحدا وخرجت اجساما تقطعت بک الاوصال وصرت جسدا بلاراس ولااطراف...!!! خرج اعضاوک من ايران والحسره تمليء قلوبهم الي بلاد الغربه الاخري.. ومازالوا يتذکرون ماجري بالم وياس ومراره...!!!..
واخيرا... ياايها المسکين يتهمونک بانک مع ولايه الفقيه وتريد ان توسس دوله اسلاميه علي غرار دوله ايران... وعلي ذالک يجب ان تستاصل من العراق...!!!.
قلبي معک ياحزب الدعوه ولک الله.....
محمد صالح صدقيان
مدير المرکز العربي للدراسات
[email protected]