نشر أحدهم في ( إيلاف ) مقالا كان مثابة نشيد حماسي للملثمين و القتلة المحترفين، و ذلك تمجيدالعمليات الذبح و قطع الرؤوس و الأجساد الممزقة و المتناثرة و لبرك الدماء القرمزية المسفوحة لضحايا عراقيين مسالمين من النساء و الأطفال و الرجال،كان كل ذنبهم أنهم من العراقيين فحسب. حيث بذل هذا الكاتب البعثي جهدا و بأسلوب غوبلزي مضلل واضحـ من أجلإعطاء انطباع مفاده : بأن ( المقاومة ) البعثيةالعراقية و(المجاهدين ) العرب الجزارين و الانتحاريينالقادمين منوراء الحدود، يتمتعون بتعاطف شعبي بين صفوف أغلبية الشعب العراقي، و مشيرا في الوقت نفسه إلى ( النقلة النوعية ) في أعمال هذه ( المقاومة ) الشريفة ؟!، و إلى فشل قوات الاحتلال و كذلك القوات الحكومية و مليشيات الأحزاب الأخرى ، في التصدي لهؤلاء ( الأبطال ) الخارقين من الانتحاريين و زارعي العبوات الناسفة على قارعة الطرق !!!. و بهدف دحض هذه المزاعم و بطلانها و كشف جانب التضليل و التلفيق منها نود التأكيد على العوامل التالية :ــ

1 ـ ليس فقط لا تتسع شعبية و قاعدة هذه العصابات الفاشية المسماة ب( المقاومة ) العراقية، و إنما بالعكس : إذ أن الغضب و السخط و النبذ الشعبي المتفاقم بين صفوف أغلبية الشعب العراقي، بسبب الأعمال الإرهابية اليومية التي تحصد العشرات من الضحايا و المئات من الجرحى العراقيين الأبرياء،
هو الذي يتسع يوما بعد يوم، بدليل أن المواطنين العراقيين يبدون تعاونا ملحوظا مع السلطات الأمنية العراقية الجديدة، وهو الأمر الذي أدى إلى اعتقال مئات من عناصر هذه العصابات الإجرامية من الملثمين البعثيين، و السلفيين.

2 ـ لم تحدث أية( نقلة نوعية ) في العمليات العسكرية ( ل( المقاومة ) العراقية، و إنما ما يجري هو تكثيف للعمليات الانتحارية الهستيرية
و العشوائية و العبثية ضد الأهداف المدنية العراقية كالمساجد و أسواق الخضار و الحافلات التي تنقل التلاميذ إلى المدارس و غيرها، من أهداف أخرى كمراكز و نقاط التفتيش و المرور العراقية، و يمكن القول بأنه ليست لهذه العمليات الانتحارية الجبانة أية علاقة،
لا بالمقاومة و لا بتحرير الوطن من قوات
الاحتلال : و إنما مجرد قتل عبثي،
ليعقبه
قتل عبثي أخر فحسب، يمارسه أناس ممسوسون و مرضى،
يفجرون
أنفسهم في حشد كبير من المشترين و المارة
في
أسواق للخضار لكي يذهبوا إلى ( الجنة ) ؟!، أما عملية زرع قارعة الطريق بالألغام، فأن المسألة لا تحتاج سوى إلى مائة دولار و إيجاد عاطل عن العمل ـ و ما أكثرهم في العراق !! ـ
و كفى، أي أن البعثيين العفالقة ( يقاتلون ) بأيدي غيرهم، و يريدون ـ كعاداتهم دائما، استعادة
سلطتهم السابقة
بهذه الطريقة الغادرة !!.

3 ـ منذ سقوط النظام العراقي، و حتى الآن، يمكن ملاحظة عدم جدية إدارة بوش في القضاء على الإرهاب و الإرهابيين في العراق بل بالعكس من ذلك،
نرى ثمةليس تساهلا واضحا ـ كأوراق لعب سياسيةفي المستقبلـ مع هؤلاء المجرمين الساديين فقط، و إنما نلاحظ إشادة و مدحا و تمجيدا ل ( قدرات المقاومة ) القتالية، من قبل جنرالات قوات الاحتلال في العراق، و كذلك من قبل رامسفيلد، ناهيك عن (التنبؤ ) الدائم من قبلهم باستمراريةأعمال العنف و الإرهاب في العراق،إلى عشر سنوات قادمة !!!، وهوالأمر الذي لم يكن شائعا في حرب فيتنام ؟! على سبيل المثال.

4 ـ أن تواطؤ بعض المسؤولينالأمنيينالمتسللين و المندسين ـ وهم من البعثيين الصداميين أصلاـ في أجهزة حكومة علاوي السابقة، و تزويد عصابات الإرهاب و الخطف و الذبح بالمعلومات المطلوبة، عن تحركاتالجيش و الشرطة، و كذلك التهاون الواضح مع هذه العصابات، ناهيك عن موقف المراجع الدينية في النجف، القاضي بعدم الرد على العنف بالمثل، فهذه العوامل مجتمعة كانت بمثابة تشجيع كبير لعربدة هذه العصابات الإجرامية للإيغال في مواصلة ارتكاب أبشع جرائم العصر في العراق.!.

5 ـ أن العمليات الانتحارية الأخيرة، و المتسمة بالهستيريا و الجنون و العبث و العشوائية و عديمة المعنى تماما، و المقتصرة بالدرجة الأولى على قتل مئات من العراقيين المسالمين من المارة و عابري السبيل و المشترين في الأسواق، لهي دلالة قاطعة على ضعف هذه ( المقاومة )
النازية، وعلىعزلتها، و انحسارها، و على تلقيها ضربات موجعة في الآونة الأخيرة، الأمر الذي جعلها أكثر هستيرية و جنونا مما من القبل، إذ أنهم يبدون الآن، مثل طيار عسكري راجع إلى قاعدته يريد التخلص من أثقال حمولته من قنابل و صواريخ،بأيشكل من الأشكال حتى ولو أدى الأمر إلى إلقائها على مناطق أهلة بالسكان ! : فهناك ثمة سيارات مفخخة و انتحاريونمستعجلون، يسعون إلى ( الجنة ) بأي ثمن كان، بينما أن البعثيين يريدون استعادة سلطتهم المنهارة، عن طريق( تحرير ) العراق من أغلبية الشعب العراقي، و بين هؤلاء،و أولئك تتساقط عشرات من الضحايا القتلى ، و آلاف من الجرحى !. و إذا قارننا بين مئاتالضحايا العراقيين المسالمين و بين بضعة جنود أمريكيين قتلى، كعملية إحصاء في شهر واحد فقط،فسنرى :إلى أي مدى شريفة هذه المقاومة العراقية، ومن هم أولئك الذين يشكلون مفاصل هذه ( المقاومة ) النازية ؟!.

[email protected]