في تصوري أن ما تفعله قنوات الام بي سي وخاصة الثانية والرابعة،يحقق الأهداف التي وضعتها قناة الحرة وهي تقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب ولكن بشكل أكثر رقيا من حيث جعل العالم العربي يفهم الآخر أكثر وذلك عبر نقل مجموعة من البرامج والأفلام الأميركية المنتقاة وتقديمها للمشاهد العربي مع الترجمة وعلى رأس هذه البرامج برنامج ستون دقيقة الذي كان أول من تعرض لمأساة سجن جوانتانامو بالتفصيل وبرنامج 20/20،
وأيضا برنامج الحوارية الرائعة أوبرا وينفري،هذا الى جانب الأفلام الأميركية المنتقاة والحاصلة معظمها على جوائز،في الحلقة التي عرضت قبل يومين لبرنامج أوبرا تناولت فكرة جميلة -كعادتها - في التعرف على النساء من شتى أنحاء العالم ولمقارنة العادات والتقاليد ما تحب المرأة وما لا تحب،في كل منطقة من العالم بدأت باستضافة ممثلة هندية شهيرة تحدثت عن اسرتها المحافظة ورفضها للقبل في أفلامها والترابط الأسري في عائلتها،ثم انتقلت الى امرأة اخرى تعيش في أيسلند وتحدثت عن الحرية الجنسية في بلادها وعن الزوجات الوحيدات اللواتي يربين أبناءهن وعن المساكنة وأنه من الطبيعي أن يعيش رجل وامرأة ويربوا خمسة أطفال دون أن يكون مطلوبا منهما الزواج -طبعا لن أجرؤ على انتقاد هذه الأوضاع حتى لا أتهم بالتخلف والرجعية لكنني أتصور أن أسوأ شيء يمكن أن يحدث للانسان هو أن يأتي الى هذه الدنيا وهو لا يعرف بالتأكيد من هو والده ؟دون أن يضمن له أحد هذا الحق البديهي -بعد ذلك تناولت أوبرا امرأة من بلجيكا وعن عشقها للموضة والشكولاتة وهكذا حتى جاء دورنا نحن الشرق الأوسط وكان النموذج الذي عرضته هو الاذاعية السعودية رانية الباز بالصور التي تظهرها وهي مشوهة بعد اعتداء زوجها عليها وقصتها مع العلاج وبعد أن انتهت التفتت أوبرا على المشاهدات وقالت :"عرضت عليكن ذلك لتعرفوا كم أنتن محظوظات لأنكن أميركيات
هذا هو نموذج المرأة العربية الذي تم اختياره في أكثر البرامج الحوارية مشاهدة في العالم ليدعم صورتنا الأخرى المرتبطة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر،وهي صورة تسيء للرجل السعودي أكثر مما تفعل ذلك بالمرأة السعودية ولا أعرف لماذا اختارت أوبرا هذا النموذج الاستثنائي رغم أنه الأولى أن تختار نموذج نمطي للمرأة العربية كما فعلت في الدول الأخرى،فهي لم تختر للنموذج الأميركي تلك المرأة التي قذفت بولديها في النهر بعد أن ربطتهمابالسيارة مثلا كان الأولى أن تعرف المشاهدات بالمرأة العربية بعاداتها وتقاليدها وطرق الزواج وما تحب ومالا تحب بدلا من اختيار حادثة واحدة واعتبارها النموذج الذي يمثل الشرق الأوسط بدأت أسأل نفسي :كم نحتاج من الوقت لتحسين هذه الصور التي تبث عن مجتمعنا -دون أن أنكر دورنا في دعم ذلك -!واذا كنا فعلا بهذا السوء الذي يحاول أن يصوره الآخرون عمدا أحيانا وجهلا في أحيان كثيرة ولماذا لم نسمع يوما عن جالية سعودية مهاجرة بل نعاني كثيرا من الهجرات المعاكسة والاقامات غير الشرعية ؟لماذا عاش بين ظهرانينا ثلاثة اجيال من منسوبي أرامكو الاميركيين بعضهم لم يعرف بلدا آخر غير المملكة ؟وكيف سنفهم العالم أننا لسنا أحداث سبتمبر وحادثة رانية الباز ؟ولماذا ولماذا ولماذا ؟أسئلة كثيرة تداهمني ولا اجد لها جوابا
[email protected]