جعفر علاوي.. أحد رواد العمارة العراقية الحديثة .. في ذمة الخلود

علمٌ آخر من أعلام العراق يهوى بعيداً عن الوطن الذي كان يربطه به عشق أبدي. أكثر من ستين عاماً من العطاء قدمه المرحوم جعفر علاوي للعراق والعراقيين هادفاً لمستقبل زاهر للوطن الذي أنجبه فكان مثالاً للرجل الوفي والمواطن المخلص. غادرنا الأستاذ جعفر علاوي إلى الأبد على أثر حادث سيارة أليم وهو في طريق عودته لوطنه العراق عبر الأردن.
للفقيد جعفر علاوي وزوجته السيدة الفاضلة مليحة جعفر أبنان وبنت هم، الأساتذة سعد وأحمد علاوي، والسيدة جيهان علاوي. وله حفيد واحد هو السيد عمار الركابي من السيدة جيهان. وله أخ وحيد هو السيد كريم علاوي.
عن تسعين عاماً فارقنا الرجل الذي صمم وبنى أغلب مدارس العراق الحديثة، فقد ولد في العام 1915 وتوفي في‏ العشرين من حزيران 2005 لينهي سنوات طويلة من العمل الشاق المضني في خدمة العراق والعراقيين.
حاز على شهادة البكالوريوس في العمارة من بريطانيا في العام 1933 وكان أول من يحصل على أجازه فتح مكتب هندسي معماري استشاري في العراق كما أنه أول وزير معماري عراقي حيث أستوزر في العام 1965 كوزير للأشغال والإسكان.
أمتاز الفقيد بحبه وولعه بالمطالعة والقراءة، وبعلاقاته الاجتماعية العديدة التي بنى من خلالها وبها جسور للمحبة والود والإخلاص مع الكثير من العوائل والشخصيات العراقية فأصبح مثالاً يحتذي به.
أنجز الفقيد العديد من المشاريع المعمارية العراقية وكان جلها خلال فترة عمله في وزارة المعارف العراقية حيث أبدع في تصميم العديد من المدارس والمؤسسات التربوية التي ساهمت بنقل العملية التعليمية من طورها التقليدي إلى طور الحداثة والمدنية، كما أن مشاريعه الأخرى في مجال العمارة الحديثة ساهمت في تصنيفه كأحد رواد الحداثة في الحضارة البنائية والمعمارية العراقية.
رحم الله الفقيد جعفر علاوي وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه وأحبته والعراقيين الصبر والسلوان وأنا لله وأنا إليه راجعون ولنستغل الفرصة لنصلي جميعاً من أجل راحة الفقيد وصبر عائلته ومحبيه وتلاميذه متمنين أن تتحقق أحلام الفقيد وأحلامنا في عراق واحد تسوده عناصر المودة والوفاء.

علاء مهــــدي – سدني