هل هناك شخصا ً جسورا ً من رجال الحكومة العراقية ليخرج ويقف أمام الكاميرات والآعلاميين ويؤكد بأن الآرهابيين والقتلة أخترقوا ألاجهزة ألامنية الحساسة في العراق؟
بالتأكيد لا.. ولا.. ولا يقدر أحد أن يضحي بمنصبه وموقعة وراتبه. بل العكس نسمع يوميا ً قصص وهمية كعلاج مخدر للشعب العراقي، ويسمعوننا بأنهم على وشك القضاء على الآرهابيين، ويسمعوننا بأنهم ألقوا القبض على مساعد الزرقاوي في المنطقة الفلانية والفلتانية!! ولا أدري كم مساعد وسائق ومراسل للزرقاوي والحمراوي والضاري في العراق!!
والا هل من المعقول أن يكون خيرة شبابنا أهداف مكشوفة لهؤلاء المجرمين، ليأتوا يوميا ً بسيارة مفخخة ومن ثم بنذل أنتحاري أو بكلب مفخخ، ويتبادلون الآدوار في المسرحية كل يوم؟ وياترى ماذنب عوائل هؤلاء من أرسال أبناءهم ليتطوعوا في الآجهزة الآمنية. وهؤلاء الجبناء لايفرقون بين منتسبي الشرطة ومنتسبي شرطة المرور ومنتسبي الدفاع المدني ورجال الآطفاء، والمهم عندهم القتل والقضاء على أكبر من أبناء الشعب العراقي. والقادم من خلف الحدود العراقية لايريد أن يذهب الى الجهنم وبئس المصير مالم يقترف العشرات من الجرائم ثم ينتحر ويقضي على أمال العشرات ويحطم معه عوائلهم.
هل هناك من يصدق أن يأتي أحدهم الى مركز للمتطوعين والبناية محصورة من كافة الجوانب وجسر القادسية مغلق للسيارات. وهل معقول أن يعبر هذا الخسيس كافة نقاط التفتيش ومعه كل هذه المتفجرات. وياترى ماذا يفعل رجال الشرطة في نقاط التفتيش وكيف يفتشون الداخلين الى المنطقة المحرمة؟ وياترى هل التفتيش فقط للسيارات أو الدراجات؟ أم أن التفتيش فقط للذي يقول معي متفجرات؟
لو لم يكن هناك خيانة أو أيادي خفية في الآجهزة الآمنية أو في نقاط التفتيش، لم يكن بمقدور الآنتحاريين الوصول الى أهدافهم. أنظروا الى أماكن الآحداث. الطرق المؤدية الى المراكز مغلقة تماما ً وهناك العديد من نقاط التفتيش. كيف يعبرون ويندسون بين المتطوعين دون أن يكون مساعد أو خائن لهؤلاء؟
أن الآجهزة الآمنية ومراكز التطوع ورجال الشرطة في خطر من وراء خيانة العديد من منتسبي هذه الآجهزة في أنحاء العراق. وتعرض هؤلاء الى العشرات من الحوادث فهل من المعقول عدم التفكير في حل لآيقاف وكشف هؤلاء الخونة والمجرمين والذين باعوا شرفهم من اجل المال. وأصبحوا شركاء مع الآرهابيين في قتل زملائهم. أم أن هؤلاء أذكياء وعقلاء أكثر من ضباط ومنتسبي تلك الآجهزة!!
وللتأكيد على خيانة الآجهزة الآمنية وزرع بذور الفتنة القومية في العراق، اليكم قصة واقعية حدثت لآحد التجار من أربيل، والقصة أغرب من الخيال ويمكن أن نشاهد فلما ً عن ذلك في الشاشة البيضاء قريبا ً.
المدعو مصطفى ( أسم وهمي ) تاجر أقمشة من أهالي مدينة أربيل. سافر بسيارته BMW الى بغداد لآنهاء بعض المعاملات التجارية الخاص بأستيراد الآقمشة من الصين. فقال لي :
وصلت بغداد وبقيت في الفندق لآيام وأنتهيت من المعاملات وفي صبيحة أحد الآيام أحضرت نفسي لآعود وصعدت السيارة وفي منطقة السعدون أوقفني مفرزة للشرطة وطلبوا أوراق السيارة وهويتي وأعطيتهم كل شيء. وبعد التدقيق في الاوراق والهويات والبحث في السيارة،طلبوا مني أن أرافقهم الى مركز الشرطة لوجود أشتباه في لوحة السيارة. وبعد مناقشة طويلة لم أتمكن من أقناعهم، وذهبت معهم الى مركز شرطة لم أنتبه الى القطعة أو أسم المركز. وهناك بعد أخذ أفادتي وأسباب حضوري الى بغداد وأمور أخرى. أدخلوني سجن المركز. وبقيت هكذا حوالي يومان بدون فراش او دون أستفسارات أخرى ورغم الآلحاح عليهم حول أسباب أعتقالي لم يكن هناك مستمع أو مجيب. وفي اليوم الثالث. حضرت أمام أحد ضباط الشرطة في المركز وأعتذر عن الآشتباه والخطأ وطلب مني أن أعود الى أربيل.
ورفعت وجهي الى السماء وقرأت دعاء الشكر. وأعطوني مفاتيح السيارة فقط. وأنذاك طلبت ألاوراق والهويات الآخرى. فقالوا لي : عليك الذهاب الى هذا العنوان ( مركز شرطة أخرى ) لآستلامها هناك، حيث ستجدها في قلم المركز. وصعدت السيارة متجها ً الى العنوان المذكور دون فحص وكشف السيارة لآني لم أصدق بأنهم أطلقوا سراحي. وبعد أن مشيت حوالي ربع ساعة وأبتعدت من المركز أحسست بأن السيارة تنطفيء وفيها خلل. فأوقفت السيارة وفتحت الغطاء ألامامي. أنذاك أندهشت وتفاجئت. حيث شاهدت العشرات من الكابلات الكهربائية وأمور أخرى في المكينة وخفت وترددت من فتح صندوق السيارة. وفي لحظات أنزلت الغطاء وتركت السيارة هكذا وأخذت تكسي الى كراج أربيل ورجعت بسيارة خاصة منقذا ً نفسي من ورطة كبيرة ومصيبة مشينة لاسامح الله.
وفي طريق عودتي مع أحد السواق من أهالي أربيل، سألني السائق عن أسباب التوتر في أعصابي وخوفي بهذا الشكل فقلت له كل ماجرى لي. أنذالك تعجب السائق وأعطاني الحق في كل الآمور. وقال لي : حسب تحليلاتي، عندما كنت في غرفة توقيف مركز الشرطة قام أحد الخونة بأخذ سيارتك الى مكان ما وفخخوا سيارتك بالمتفجرات وأعاد السيارة الى أمام مركز الشرطة وأخلوا سبيلك بعد أن عملوا اللازم وطلبوا منك أن تذهب الى المركز الفلاني لتنفجر السيارة هناك أو يكون هناك سيارة يتبعك وعن بعُد يفجر السيارة وأنت فيه عند وصولك الى الهدف. أنذالك كانوا يقولون أن كورديا فجر نفسه بسيارة مفخخة!!!!
وبعد وصولي الى البيت بقيت لمدة أسبوع مندهشا ً وضحيت بالسيارة بدلا ً من أن أتورط بجريمة غير أنسانية من وراء هؤلاء الآنذال وألارهابيين.
هذه كانت قصة من العشرات القصص الواقعية التي تحصل في العراق، وهناك متورطين من الخونة الذين أخترقوا الآجهزة الآمنية ولكن لو تفحصنا ملفات هؤلاء سنجدهم بقايا من أيتام صدام وكانوا من منتسبي الآمن وألاستخبارات والمخابرات ورفاق في الحزب العفلقي.
وبالتأكيد سيكون هذه المراكز والآماكن الحساسة هدفا ً مكشوفا ً لهؤلاء وسنشاهد المزيد من جرائم هؤلاء بحق الشعب العراقي، ولن ولم يكن هناك مصداقية في الآجهزة الآمنية في العراق، وسنبقى نحلم بالآمن والآمان في العراق. ونبقى نضحي بالعشرات يوميا ً.
والمطلوب من حكومة السيد جعفري و حكومة أقليم كوردستان أعادة النظر في طلبات التعيين، بالآضافة الى تنظيف المراكز والآجهزة الآمنية من الخونة والجبناء والذين باعوا ضمائرهم والعراق الى الآرهابيين وتعيين أشخاص من هم يستحقون نيل هذا الشرف وليحموا العراق والعراقيين ويعيدون الآمن والآمان الى العراق.
* كاتب وصحفي مقيم في هولندا..
التعليقات