جميع أمراض الشعوب قابلة للعلاج – حتي المزمنة، والتاريخية
شعب مصر لديه قابلية النهوض، ويحمل بذور التحضرلا أختلف مع القائلين بأن الصبر الطويل جدا.. رزيلة من رزائل شعبنا المصري..وقد عبر عن ذلك أحد شعراء الشعب – نجم – قائلا ولائما في كلمات غناها فنان الشعب – المطرب السياسي الراحل – الشيخ امام عيسي :" يا موضر شبابك بسنين العذاببين وهم الأماني والصبر اللي شابصبرك عالمساويبيزيد البلاويتبقي انت المصيبة يا ولديوتبقي انت المصاب " وكذلك ثار الشاعر المصري الكبير الراحل " عزيز أباظة " في وجه أهله- شعب مصر -معنفا أشد تعنيف حين قال :ليس شعبا.. شعب ينام علي الضيم ويشفي غليله في نكاته..!
وأنا ككاتب مصري لا أنكر أيا من رزائلنا كشعب ابتداء من الصبر الطويل للغاية الذي لا يعطيسويثمار الحنظل التي تكبر وتتنوع وتتكاثروتتلون في مرارتها، وكذلك رزيلة مقاومة الضيم وشفي الغليل بالنكات التي اذا تأملنا أيا منها سواء كانت نكاتا سياسية أو نكاتا جنسية من النوع الشديدة البذاءة - وما أكثرها مع الأسف –فاننا سوف ندهش مما تحمله تركيبتها من فلسفة عميقة وفنية عجيبة، وحكمة فريدة.. مما يجعلني أجزم بأن عبقرية الانسان المصري القديم في صناعة بناء وهندسة الأهرامات والمعابد والمسلات، وعلم الطب الفرعوني وخلافه، قد وضعت كلها في صناعة النكتة سواء كانت سياسية ساخرة متهكمة لاذعة، أم جنسية موغلة في البذاءة – مع الأسف -... ويجعلني ذلك أيضا أوقن بأن تلك العبقرية لو عادت لمجراها الأول : صناعة الحضارة، بدلا من صناعة النكتة.. لعاد لمصر مجدها الحضاري القديم..
ومن يتابع بعناية تواريخ الأمم والشعوب والحضارات.. صعودها وهبوطها،ثم صعودها ثانية – أو العكس – فانه سوف يتأكد من أنه لا يوجد شيء اسمه قدر مكتوب معقود علي أمة أو شعب ما ولا فكاك له من قدره هذا، بل ان أي شعب ميت لو أراد الحياة فلابد من أن يستجيب له القدر - كما قال " الشابي " شاعر تونسومثلما أرصد كواحد من أبناء مصر الكثير من الأمراض الأخري لشعبنا بالاضافة لمرض الصبر الطويل الرزيل، والنوم في سرير الضيم علي مخدة النكات المسكنة للأوجاع!! كذلك أرصد العديد من الشواهد والمواقف التي تؤكد أن هذا الشعب قابل للنهوض ولا يزال يحمل بذور الرقي والتحضر، الصالحة للانبات..، ويمكنني أن ألخص ذلك في الآتي :اعط الانسان المصري عن عمله عائدا مجزيا ومرضيا وحاسبه بحسم وصرامة اذا قصر أو أهمل أو لم يتقن، ثم انتظر بعد ذلك أروع النتائج.. دقة وانضباط وأمانة لم تكن تتوقعها منه!!
وقد كانت هناك تجارب غير جادة من النظام الحالي – غير الجاد – لاعادة الانضباط لدي الشارع المصري – هكذا أسماه من تسببوا في ضياع كل شيء وليس الانضباط فقط -، وذلك علي سبيل المثال..، وبالرغم من أن التجربة في كل مرة كانت تفتقر بطبيعة حال
النظام القائم والقائمين عليه الي الرؤية العميقة والبعيدة – والنية الصادقة – للعلاج.. الا أن الشعب في كل مرة كان يستجيب وينضبط.، ولكن ماهي سوي أيام قليلة حتي يري أن القائمين علي ضبط الانضباط لم يسهروا علي عملهم وانما : " كانت مجرد تهويشة ".. فيعود المواطن الي ما كان عليه.. مادام قد رأي أن أبواب التسيب قد فتحت علي مصراعيها وبعناية رجال النظام..ّّ!!
مثال آخر لقد كان- ولا يزال الي حد كبير – من الصعبأن تقنع مواطنا مصريا بعدم التدخين في المواصلات أو الأماكن العامة، وقد تعرض نفسك لما لاترضاه اذا أصريت علي حقك في منع مدخن.. وقد لا تجد من ينصفك أو يؤازرك حتي لو وصل الأمر للشرطة التي ستعبر لك عن دهشتها الشديدة – أي الشرطة!! وغالبا سوف تحثك علي التعاطف مع المدخن وتقدير ظروفه – ان كنت سعيد الحظ، ان لم تزجرولم يذكر الضابط أو الشرطي والدتكبالسؤ!
ورغم وجود قانون في صفك..!!
ولكن : عندما طبق القانون بحزم وصرامة وجدية في مترو الأنفاق بالقاهرة – وقت الادارة الفرنسية
المرحلية – كانت الاستجابة من المواطن لعدم التدخين :لا مثيل لها..!
وعرفت وأعرف شركات ومصانع في مصر - كانت، أو لا تزال توجد – اذا دخلتها لوجدت فيها دقة وانضباط وحسن خدمة للعميل وحسن انتاج أيضا يجعلك يخيل اليك أنك في أمريكا أو اليابان، بينما الجميع – من المالك أو المدير الي العامل والخفير – كلهم مصريون ...! وكل ما في الأمر أن توفر لهم المناخ الذي يكونوا به هكذا : فكانوا... وليس شعب مصر هو الشعب الوحيد الذي يصبر 50 سنة ويقول انها فكة.. فالشعب الصيني ربمل أكثر صبرا.. ومما يؤكد ليثراء ونقاءبذرة الانسان المصري : ( من الأقدم الي الأحدث ) :أن الشعوب المحبوسة في قفص العروبة والتي لم تتفق قط علي ثمة قضية، استطاعت امرأة مصرية أن تجمعهم في محراب الفن الراقي – سيدة الغناء العربي.. أم كلثوم -.
ولم يردد معظم أبناء تلك الشعوب الناطقة بالعربيةالآذان الشوفيني العربي مثلما رددوه وراء ديك مصري هو : ( عبد الناصر). وأن عبالحليم الشعوب الناطقة بالعربية – ذاك الحاضر الغائب – هو : مصري، وعادل امامهم، وأحمد زكيهم – السينمائي -وكذلك عبد الوهابهم، ومحفوظهم النجيب و،،و (شعبان عبد الرحيم.. التحفة الفنية المصرية في عصر مبارك، والذي لم تنجب مثله كل شعوب الأرض مذعرف الانسان الغناءسوف يذكره التاريخ كأصدق وأوضح شاهد علي عصر مبارك) وحتي نصل الينانسي عجرم.. التي لمتتعجرم ولم تكن لها ثمة شهرة تذكر.. حتي جاءت مصر، والشعب المصري هو الذي عجرمها (!!)
وربما يكون المصريون هم الشعب الوحيد في الشرق الذي حصل اثنان من أبنائه علي جائزة نوبل في بحر 10 سنوات تقريبا - محفوظ ، زويل -، وناهيك عن نصف جائزة نوبلية أخري حصل عليها الحاج أنور- الرئيس المؤمن – رحمنا الله واياه-
… اذ حصل علي جائزة نوبل في السلام مناصفة مع صديقه " مناحيم بيجن ": ومن أبرز علماء وكالةالفضاء الأمريكية مصري معروف " فاروق الباز " ومن أشهر من عالجوا قلوب أطفال العالم المصري " مجدي يعقوب " جراح القلب العالمي..
وكلما شاهدت صورة في الصحف أو التليفزيون لذاك الرجل الأسمر الأجعد الشعر الذي أعلنت الدول التي غزت الفضاء أنه "اينشتاينالقرن الواحد والعشرين "
..
من قبل أن يبدأ هذا القرن، وبعدها حصل علي جائزة نوبل (( في العلوم ))، ويوم تسلمه للجائزة قال للجنة بثقة العلماء " انتظروني مرة أخري مع الجائزة "...
ذاكالمصري الشكل والمضمون " أحمد زويل" كلما رأيته فان أملي وثقتي في نهوض مصر وشعبها يتجدد ويبقي كما هو كبير..
التعليقات