لست من هواة نظرية المؤامره. وليست لي الرغبة في النبش في المياه العكرة وانا مقتنع وسعيد بدوري كشاهد من تحت على بناء الجمهوريه الثانيه، انه موقع المحظوظ.
ولكن ما حدث مع عرض بعض مقاطع من مثول صدام امام قاضي التحقيق ألزمني ان أخرج عن هذا الخط وابتعد عن المساحة التي رسمتها لنفسي بيني وبين الدوله.
من حقي ان اطرح بعض الأسئلة من موقعي كسينمائي ومونتير محترف.
انني على يقين، بأن وقائع مثول صدام امام قاضيه وبصحبة محاميه قد صورت بالكامل فلماذا عرض هذا الجزء اليسير منه؟
من الذي اختار هذه المشاهد؟
كيف تمت عملية المونتاج؟ هناك فبركة ما فمن غير المعقول ان يكون المونتاج بهذا السوء بحيث يبدو وكأنه مسرحية وان البطل فيها هو صدام، وان مجمل الصورة والمشهد احالنا الى حالة (الاسد في قفص).
انا اعرف جيدا وعندي من المعلومات ما يؤكد ان الشريط المصور كاملا لوقائع الجلسة فيه من المواقف البذيئه لصدام وخاصة جداله مع محاميه اثناء استماعه الى لائحة الأتهام وردود افعال جبانه وتنصلات طفولية وساذجة، وجمل سخيفه وهذيان انشائي. اين هذه الفقرات من الشريط ولماذا لا تعرض كلها وبالكامل للجمهور؟ اذا كانت الحجة قانونية فالقانون قد انتهك فعلا بعرض هذا البعض فما المانع بأن يكون الشريط كله في هذه الحالة؟
في الواقع اني في حيرة من امري هل هو غباء اعلامي؟
ثم هل هناك اعلام غبي؟
ان كل مسوؤليّ الدولة لهم مستشاريهم ومكاتبهم الأعلاميه وكلهم ما شاء الله دكاتره في الأعلام والأعلام الموجه خصوصا، فكيف تمت الصفقه وعلى أي مستوى من المستويات الأعلاميه؟
اخيرا
بعد التغييرات التي حدثت في هيكلية المحكمة الخاصه بصدام وشركاؤه اليس من حقنا ان نتسائل عن الهيكليه الأعلاميه ليس لهذه المؤسسه فحسب وإنما على مستوى اداء الدولة الأعلامي بمجمله.
الجبهة الأعلاميه مخترقه وبشكل خطير لأن لها امتدادات ثقافة ثلاثين سنه في المجتمع.
النجده

سعد سلمان