اعجبتني فكرة ان يلغي شخص كل تاريخه السابق، وتمنيت لكثير من الاشخاص والدول ان يتمتعوا بتلك الاريحية ويفعلوها عن طيب خاطر حتى نرتاح ويرتاحوا للابد من تاريخهم " المنيل بستين نيله ".
وبما انني نعمت منذ زمن طويل بهجوم عنيف من قبل عقول متحجرة غيورة حقودة حاربتني لاني قمت باختراع زر صغير يثبت داخل مخ الانسان لمسح ذاكرته تحت اى ظرف بمجرد ضغطة صغيرة، وزر اخر يثبت فى اى مكان ظاهرعلى الجسم مباح للاخرين حتى يضغطون عليه ببسر لتصفية العقول من كل ما تحويه، هذا وقد سجلت اختراعي هذا فى الشهر العقاري.
وقد آلمني ان ارى اختراعي يدخل حيز التنفيذ ولكن بطريقة قديمة " مانيول " على سي السيد القمني الذى هيج مواجعي عندما عمل " ديليت " لكل ما سبق من تاريخه الاسود والابيض وعمل فورمات جديدة ليعود كما ولدته " ميكروسوفت " اسفة كما ولدته " امه " شفافا ومباهيا بسجله الجديد الناصع الذى سيحاول ان يخطه من جديد بما سوف يتاح له من بقية العمر ليفتح بذلك امامي افاقا جديدة لتطوير اختراعي واعادة تسجيله مع بعض الاضافات الضرورية.
ان ما فعله ذكرني بمعاركي مع الرافضين والمشككين بلا وازع وبلا مبرر فى كفاءاتي العالية واختراعي الرائع العجيب الذى سيتيح للسلطة فى اى مكان ان تتخلص من افكار اعدائها المثقفين ومن مروجي الاشاعات " ما علينا ربنا يسامحهم ".
وحتى ينسب الفضل لاهله فان سي السيد القمني نجح فى ان اعيد النظر فى اختراعي ووضعه من جديد فى بؤرة اهتمامي مع اضافة بعض التعديلات وخاصة بعد ان استمعت لهذا الحوار الاجباري لتقارب الطاولات فى مقهى الفيشاوي بيه طيب الله ثراه.
- ما هذا الذى فعله القمني ؟ لقد سقط من نظري هذا الرجل !!
- من حقه ان يخاف يااخي.
- ولكن هذا اساءة لنا نحن المثقفين وتطاول علينا.
- ياسيدى قول ياباسط اى مثقفين ؟ هم فين المثقفين ؟ دا احنا شوية ناس فاضية ومش قادره تعمل اى حاجه لا تغيير ولا عمل جاد ولا ما يحزنون.
انا اتكلم عن عملة القمني ومخاوفه وانت تتكلم فى اتجاه اخر. -
- لأ ياسيدى انا اتكلم فى صلب الموضوع فالخوف احد المشاعر الطبيعية والمشروعة وعندما يتملك المرء يشله عن الحركة ويجمد نشاطه ويصيبه بحالة من التيبس الفكري
- انا لا اصدق ان القمني مهدد اصلا او حتى هدد، واعتقد انه فعل هذا لاسباب يدريها هو ويتهامس بها اصدقاءه واعداءه وربما جر الى نفسه المتاعب بعدم احترامه لوجهات نظر المجتمع المألوفة.
- ان عدم احترام وجهات النظر الاخرى وتسفيهها والتعالى عليها شئ يسئ الى اى شخص وخاصة اذا تناسى ان الحرية تبدأ من احترام وجهات النظر الاخرى، والكارثة ايضا عندما لا يستوعب بأن الخوف لن يكون من نفسه وانما منالاخرون مثل " الخوف من الاجانب، الخوف من الزحام، من الافاعي، البحار، المحيطات، الزمن، السلالم، الزواج، التفكير، الرجال، النساء، العمل، المرض، الادوار العليا، الظلام، السلطة، بطانة الحاكم والصوت الذاتي آه من الصوت الذاتي خاصة اذا كان يتمتع بضمير حي وحس يقظ، كل تلك المخاوف من الاخر تجبرنا وقبل الدخول فى معارك دنكوشتية ان نلتزم تجاهه ومهما اختلف معنا او عنا بحقه وحريته فى ممارسة حريته فى التعبير والرد عليها او اعتراضها بشئ من التهذيب.
- مش فاهم عايز تقول ايه ؟
- عايز اقول ان صاحبنا القمني متعالي ومصر على تسفيه اراء الاخرين التى تتعارض مع افكاره لذلك سنجد ان الجانب الذى اخافه ارهبه لديه سمة التمسك الصارم بالقيم المتفق عليها حسب مفاهيمه عن التقاليد الاجتماعية السائدة والسلوك النمطي والعقاب القاسي للمنحرفين والشاذين فكريا وكراهيتهم. وبالطبع تؤدي تلك الكراهية بين الناس وفى ظل حالات الانفعال الشديد الى اتخاذ مرحلة اخرى من سلوك العنف او شبه العنف الذى يتمثل فى العدوان على الشخص موضوع الكراهية وهذا يشكل المرحلة النهائية للعداوة بين الناس التى غالبا ما تشمل على التصفية الجسدية " الاتجاهات العصبية لعمي الدكتور / معتز سيد عبد الله "
- الزبده ياسيد يعني " القمني " جبان ولا تائب.
- الخلاصة.. سيد يخاف من القتل وهذه جملة مفيدة مثل " زيد ضرب عمرو " اولى النصوص التى تعلمنا اساسيات العنف وقد هلكونا بها ونحن اطفال، وها نحن فى مراحل حياتنا الاخيرة نتعلم جملة مفيدة اخرى نحمدك يارب.
وربما يريد السيد الخائف توصيل رسالة لنا نحن المثقفين " على اعتبار انه يدرك تماما ان المفكر نموزج لغيره ".
هذه الرسالة تتلخص في ان علينا كلنا ان نحتذى حذوه ونرتعب رعبه ونقشعر قشعريرته ونتوب عن كل ما فكرنا وعبرنا وكتبنا ونشرنا توبة نصوحة ليخلوا الميدان لاصحاب الجنازير المبروكين وحاملى السنج والمطاوى لتنتهى المعركة بخسارة فريق " الحروف " وفوز فريق " الكلاشنكوف.
- يعني انت مع خوف القمني ولا ضده ؟
- انا ضد جبن النبلاء.. ولكن هناك سؤال يلح على هل كان القمني بافكاره التى محاها وابتلعها نبيلا نحترمه ويحترمه الاخرون ؟؟ !!!
- اترك الاجابة للنبلاء من المثقفين ولا اراكم الله مكروها فى مثقف لديكم ولا عزاء للقراء
- آخر تحديث :
التعليقات