اغلب الأفلام و المسلسلات العربية أظهرت المرأة في صور سلبية مختلفة تجمعها الخيانة و الغدر والدعارة و بنات الهوى و المخدرات و غرف النوم و السيقان العارية و الصدور المنتفخة و العنف و الخضوع.

و أدخلت بعض الفضائيات العربية، الأنثى و الجسد في قالب مشوه لصورة المرأة، كظاهرة التعري و ثقافة جنس المذيعة و شكلها و ثنايا جسدها و تثاؤبها وإغوائها للمشاهد عبر حركاتها و مفاتنها على الشاشة الفضية بغض النظر عن الفكر و الثقافة و العلم التي تحملها.

و في كل هذا و ذاك لم تحظ المرأة بحقها الطبيعي في الوسائل الإعلامية العربية إلا كوسيلة استهلاكية ضمن ثقافة جمهور "الترسو " أو الدرجة الثالثة. و بدا واضحا حرمان المرأة مرتين من حقها الطبيعي في المساحة الإعلامية. المرة الأولي في عدم تخصيص وقت كاف لها يماثل ما يأخذه الرجال و قضاياهم في السينما و التلفزيون و الجرائد، و المرة الثانية في الصورة التي أظهروها بها.

و لذا فأن كثيرا من النساء اللواتي يستحققن الظهور الإعلامي هم خارج الإطار سواء الأكاديمي أو السياسي أو الاجتماعي أو غيره من الصور، و باتت قلة تعبر بشكل غير مرض عن النساء بأنماط مرفوضة في الإعلام من المجتمع.

و غابت النماذج النسائية الناجحة.

و هذا ساهم في نشر الوعي الخاطيء عن المرأة وشكل الاتجاهات التي لا تخدمها و بالتالي تم عرض لوجهات نظر في غياب مرجعية فكرية وموضوعية لتوجهات المجتمع للمرآة ودورها فيه.

و فقدت المرأة العربية المساواة و الفرص المتكافئة في الإعلام مثلما حرمت من شئون الحياة و قيمة المساواة بشكلها المجرد في المجتمع العربي، و جاءت العولمة و حقوق المرأة عبر الانفتاح الإعلامي والضغوطات الدولية لتفتح لها المجال في حقها الطبيعي ولكن ظل الإعلام العربي قاصرا تجاهها و تعامل معها كسلعة ترويجية لسياسة الدولة أحيانا و صورة جنسية على الشاشات و في الأفلام أحيانا أخرى في مقابل المفاهيم القديمة السائدة والانحياز التام للسلطة الذكورية في شتى مناحي الحياة اليومية.

و يرى البعض أنها قدمت كسلعة فاسدة في وسائل الأعلام مما اضر بها و تلاعب بصورتها.و يكفى الإطلاع على صورها و طريقة التعامل معها في البومات الغناء المصورة للدلالة على الإفساد المقصود للمرأة إعلاميا و القصور الفكري لمعالجة الغناء و الطرب من جهة أخرى.

وفي المجال السياسي قدمت بعض من الدول العربية نماذج من السيدات اللائي اعتلين أوضاعا متميزة في المجتمع كورقة اعتماد للغرب على ديمقراطيتها الابتدائية.

و يعتقد البعض أن التحيز الكمي في المعالجة و عدم التوازن في التغطية و التفرقة في التعامل الإعلامي مع قضاياها و نجاحاتها بالإضافة إلى التحيز الكيفي في المعالجة السلبية وتنميط صورة المرأة وعدم الأخذ بآرائها يؤكد بأن صورتها الإعلامية تشير إلى انه لا دور لها في المجالات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية باستثناء أنها سلعة جسدية تصل في الكثير من الأحيان إلى اتهامها على سبيل المثال في حالات الاغتصاب بأنها" المرأة " المسئولة عن اغتصابها.

·
و يحق السؤال ما هو الفرق بين الحقيقة والواقع لصور المرأة في الإعلام؟ وكيف تستطيع المرأة أن تتكامل مع الإعلام العربي و الدولي ؟ و ماذا يجب على النساء والقيادات النسوية إيجاده لخلق وإيجاد صورة إعلامية صحيحة و عادلة ؟.

·

·
وفي المقابل يغدو السؤال الأخر هل يقبل المجتمع العربي ألذكوري النجاحات الإقليمية للمرأة في السياسة وقصص نجاحاتها ؟ هل تريد الدول العربية حقا إشراك المرأة سياسيا و اقتصاديا أم أنها مجرد ديكور ديمقراطي؟. إن هذه المعطيات و الأفكار تدعو إلى إعادة النظر في وضع الإعلاميات في التلفزيون، الصحف، المجلات والراديو وميكانيزمات وإطار الأعمال المطلوبة لتحسين صورة المراة في الأعلام العربي و إعطائها مساحات متكافئة و صحيحة دون تحيز مسبق.

الصورة التي ظهرت بها المرأة في الأعلام العربي لم تحقق الايجابيات التي تعبر عن الوضع الحقيقي لها في المجتمع و دورها و بالتالي فأن الأعلام مطالب بأن يتخطى عقلية الذكورة المطلقة و حسابات الربح والخسارة في عرض المرأة كسلعة سياسية و إعلامية وان يسعى إلى خلق صورة إعلامية ايجابية واقعية عنها.

القدرات القيادية والإبداعية للمرأة التي استطاعت من خلال موقعها إحداث تغيير إيجابي ملموس في الحياة بعيدة عن الأعلام، و التساؤل إلى متى يمكن السكوت على هذا؟

[email protected]