أحد الذين علّقوا على الحادث الذي تعرّض له الصديق الشاعر شربل بعيني، مدّعياً انه من خلق الخيال وان لا أحد يقرأ في استراليا لأن المهاجرين العرب فيها لاهون في العمل وجمع المال، أصاب نفسه دون ان يدرك مرتين: في المرّة الاولى لقلّة فطنته، إذ لو كان لبيباً لأدرك ان المساهمات العربية - الاسترالية بـ «إيلاف» هي تأكيد على اهتمام المهاجرين بالثقافة وسواها، والثانية ان صاحبنا، ولغاية ما، اراد ان يفرّج كربته او يفشّ خلقه وقد عَثَر هذه المرة واخطأ الهدف، إذ ليس بهذا السلاح وهذا المكان نذرّ كوامن النفوس ونطعن اهل المعرفة. ولو كان صاحبنا يقرأ لعلم ان دايفيد معلوف صاحب الجوائز العالمية الكبرى هو من اصول لبنانية، وان هناك اكثر من مئة وعشرين صحيفة ومجلة ودورية عربية صدرت حتى الآن في استراليا، وان خمس صحف عربية تصدر اليوم باستمرار اضافة الى ثلاث مجلات عربية محلية ومحطة إرسال عربية واكثر من عشر اذاعات بين رسمية وخاصة تتناول كل المواضيع السياسية والاجتماعية والثقافية. ولو سأل صاحبنا لزوّدناه بمئات الكتب التي أصدرها حتى الآن كتّاب عرب في استراليا ولأخبرناه ان ادباءنا وشعراءنا يشاركون في أكبر منتديات الشعر العالمية ولا مجال لذكرها الآن، وانهم مشاركون فعليون فعليون في كل الصفحات الثقافية في الصحف العربية بين بيروت ولندن والخليج. إن «إيلاف» مقروءة ومقروءة جداً ايها الصديق العزيز، وان جمع المال كما ذكرت ليس عيباً بل هو من ضرورات الحياة، وان العمل شرف والبطالة عار، وان الهجرة ليست طارئة فهي جزء من تاريخ العروبة، وان التعليق جزافاً على الاحداث يستحقّ القليل من التبصّر والله ملهم الجميع.

انطوان القزي رئيس تحرير «التلغراف» الاسترالية