فتح الان وبعدالاندحار الاسرائيلي المؤقت من غزة وفي غمرة الاستعداد للانتخابات التشريعية تذكرني بافغانستان بعد انتهاء المرحلة السوفيتية حيث تدافعت الميليشيات المنتصرة ثم تناحرت فيما بينها حسب السيناريوهات التى رسمتها الدول المجاورة والقادرة لمصالحها في المنطقة.
ووجه الشبه ان الشارع الفلسطيني من حيث غياب الامن والامان فيه كان يشبه كثيرا الشارع الافغاني في تلك الفترة والسلطة الحاكمة هي سلطة الميلشيات وقانون السلاح ومن لايرتاح الى هذه المشابهة عليه ان يسترجع الصور القريبة لمعارك القبائل أيام البرايمرز وينظر حوله ليرى كم هو الامن مستتب..فلا قتل ولا اختطاف..ولا اقتحام لمؤسسات..ولا تهديدات..ولا استعراض عضلات..اللهم لك الحمد..!!
وفتح ستان ستنجح في الانتخابات بقدر ماتنجح في تنظيف دهاليزها وشعاراتها من الطفيليات والعفن الذي تغلغل فيها على مدى40 عاما وتعود الى جذورها القوية والاصيلة التي عرفناها أيام quot;فتح مرت من هنا quot; وأيام الكرامة ولن تنجح بالديماغوغيات والزعرنات والتغني بالماضي خاصة وان وجوهها المستهلكة والانتهازية المحسنة قد أفسدت كل شيء ولم يعد يطيقها أحد حتى ولو طليت بالعسل..!!
أقول هذا حرصا على استمرار وريادة التنظيم الوطني الام وان تصور البعض انها قسوة زائدة فليكن ليصحو الشرفاء في فتح قبل فوات الاوان.
أما حماس لبان.. فهي تذكرني بطالبان والحركتان لهما نفس الجذور ونفس النشأة فكليهما ترعرعا من جذر ديني وفي كنف الرضا الرسمى الاسلامي والعالمي ولكن ما ان خرجا عن النص في دوريهما حتى أصبحا مطلوبين لعدالة الدول العظمى .
فقامت أمريكا بالقضاء على حكم طالبان في اسبوعين وعلى مرأى من نظر وتواطؤ الدول الاسلامية
واليوم تقوم امريكا باظهار الوجه الحقيقي لديمقراطيتها بوضع فيتو صريح على مشاركة حماس في الانتخابات ربما لتخوفها من ان تصبح حماس طالبان جديدة في المنطقة .
تهدد زلمها وربيبتها اسرائيل
واعتقد ان حماس ستدخل الانتخابات بكل قوة وتتمسك بفرصتها جيدا رغم الظروف الدوليةالتي لاتسير في صالحها وستفوز بعددكاف من الاصوات يعطيها دورا فاعلا ومؤثرا ان هي تخلت عن نرجسيتها في التعامل مع المقتضيات الراهنة فحماس التى احتفلت بانطلاقتها قبل ايام رفعت راياتها ولم ترفع العلم الفلسطيني واتمنى ان يكون هذا الامر صدفة.. وليعلم القائمون على حماس ان الحس الوطنى والحس الدينى صنوان وان غاب الاول فالثاني يصبح بالضرورة مشبوها
كلي أمل ان يتعلم الحمساويون من درس طالبان جيدا وان يلتصقوا أكثر بهموم شعبهم ويستبدلوا نظرتهم الضيقة بنظرة اكثر شمولا وانتماء لانه في ساعة الجد والتحدي سيرى العالم كله حينئذ اننا أمام أمريكا واسرائيل لن نخذل حماس..!!
توفيق الحاج
التعليقات