رائع هو حجم التطور العلمي الطبي في كل لحظة وثانية يدهشنا باكتشاف جديد، يفتح معه آفاق جديدة من الاكتشافات ويدفعنا الى التفاؤل والأمل لربما كنا من أجيال المستفيدين من بعضها مستقبلا..
لكن بعض هذه الاكتشافات الطبية لا تبدو بريئة في أهدافها التي تصب في نتائج تثير قضايا فكرية وفلسفية عظيمة.
احدى أهم وآخر هذه الابحاث التي أثبتها فريق علمي من جامعة جنوب كاليفورنيا تقول أن الكذابين يمتلكون أدمغة ذات بنية خاصة تختلف عن الصادقين تجعلهم غير قادرين على كبح أو لجم أنفسهم عن الكذب من خلايا عصبية مرتبطة بعملية الكبح أو التثبيط عن فعل أمر ما !
اكتشاف طبي كهذا لا يمكن أن يمر مرور الكرام رغم أنه قد لا يعني للكثيرين كونه لا يقدم لهم خدمة طبية مباشرة بقدر ما يقدم تحليل علمي لبعض سلوكيات الانسان الطبيعية والمنحرفة.
وأذكر خبرا علميا سابقا لعالم بريطاني كان قد اكتشف أن هناك جين وراثي يتحكم في صفة الخيانة الزوجية مع عدم نسيان العوامل الاجتماعية طبعا..
ونحن الذين قد سبقناه منذ زمن بعيد عندما الصقنا صفة الخيانة الفطرية ببعض الشعوب أو الطوائف كالأكراد واليهود، كما ليس اتهام المرأة للرجل بأنه كائن خائن فطريا سوى دليل ربما على حدس المرأة واكتشافاتها الانثوية المتطورة من خلال خبرتها الحياتية البحته خارج جدران المختبرات ومراكز البحوث..
الا أن ما يتبع هذه الاكتشافات المتعلقة بالصفات الو راثية للانسان هو احتمالات القضاء على الامراض والصفات أو الموروثات غير المرغوبة من خلال سحبها من الخلية الانسانية واستنساخ انسان خالي من أي خلل صحي أو أخلاقي في ثورة علمية أكبر ستفرض نفسها على العالم وتقود الى انقلابا اجتماعيا وأخلاقيا وربما يقود الى عالم أكثر صحة وسلاما !
ما ينطبق على الميل الى الكذب أو الخيانة بشكل فطري أو لأسباب جينية ينطبق بالتأكيد على باقي الصفات أو السلوكيات كالعنف والإجرام والذكاء والغباء وغيرها الكثير..
لكن اذا كان لكل شيء حكمة في هذه الحياة، فما هي الحكمة من وجود الاشخاص الخائنين أو الكذابين بالفطرة بيننا وهم من يدفعون ثمن سقطاتهم الاجتماعية والأخلاقية ؟
وهل يتوجب علينا أن نعذرهم بدلا أن نحاسبهم ؟
أو نغفر لهم زلاتهم لان آخر الاكتشافات الطبية تؤكد أنها ليست كذلك لكنها آفة طبيعية لا ذنب لهم فيها وسيبقون كذلك الى ما شاء الله اذا بقوا بدون علاج او تدخل جيني؟
الحقيقية أنني الى اللحظة الأخيرة كنت على يقين بأن الفضل لي وحدي في صدقي ووفائي وربما ذكائي ودهائي أيضا..
لكن وبعد أن تحول يقيني الى شك.. هل من يعيده الي؟
مجرد سؤال؟
quot;جوابه يقدر بالملايينquot;
حنان بديع
[email protected]
التعليقات