أثناء الحرب العراقية الإيرانية، إنتشرت إشاعة حصول الجمهورية الإسلامية الإيرانية على السلاح الإسرائيلي لإعادة أراضيها من تحت سيطرة القوات العراقية التي إحتلتها في بدايات المعركة. إيران كذبت تلك المعلومات بينما أكدتها مصادر إسرائيلية في أعلى المستويات.!
غضب المرحوم الإمام الخميني آنذاك لربط إسرائيل بجمهوريته الإسلامية التي لطالما أعلنت أن هدفها الإساسي هو تحرير الأراضي المقدسة وإعادتها للفسطينيين!
خرج الإمام على الملأ ليرد على تلك الأقاويل بجملة ثاقبة حيث قال / إسرائيل تدرك مكروهيتها جيداً لذلك عندما تريد الإساءة لعدوها. تعلن بأنها صديقته!!.
الهيئة العليا لإجتثاث البعث. لا يعلم أحد بدقة أسماء شخوصها كي يتعرف الشعب عليهم ومن ثم ليطمئن إلى أدائهم إن كانوا هم أيضاً منزهين من تهمة البعثية التي صار حتى بزران التكريتي يلصقها بمن لم تذكره الهيئة في قرارها مع القاضي سعيد الهماشي الذي منعته من ترؤوس محاكمة صدام بعد أن إستقال منها القاضي روزكَار محمد أمين. بحجة شموله بقرار إجتثاث البعث!.
إستفسرنا سالفاً عن السبب الذي أخر السادة أعضاء الهيئة من إصدار قرارهم المفاجيء وهم كانوا على بينة بعضويته في الهيئة العليا لمحاكمة صدام منذ تشكيلها قبل عامين وكان ظاهراً للعيان في الجلسات السبع السابقة! وقلت في مقالة آنفة لي. إن القرار جاء في الوقت الضائع، وتوقعت تأجيل المحاكمة. وها قد اُجلت!
لست ملماً بخلفية القاضي سعيد الهماشي الأيديولوجية والتي تستوجب على كل من يدخل السلك القضائي أن يتجنب أعتناق أيتها منها، توخياً للعدالة. غير أن رد القاضي الهماشي على التهمة الفضيعة التى قالتها فيه الهيئة العليا لإجتثاث البعث وتحديه لها بإثبات تلك، بالوثائق والأدلة جعلنا نثق ببراءته، إن لم تصدر الهيئة، الحيثيات التي إستندت عليها في إصدار قرارها الرمادي وقبل إنعقاد الجلسة القادمة التي اُزيح عن رئاستها، لتوكل إلى قاضي كردي آخر. تكون اللهجة التي قصمت ظهر سالفه هي الثغرة الكبيرة نفسها التي نفث الدكتاتور صدام وأعوانه منها لإلقاء خطاباتهم وشتائمهم دون رادع! لعدم تمكن القاضي جمع شتات مفردات (الإسكات) باللغة العربية الصعبة والتي لم تكن من أولويات قومه ( دعوتي إلى الله أن أكون مخطئاً هذه المرة ) وإلا ستكون المحاكمة القادمة، طبق الأصل كالسابقات. تماماً مثل فيلم ( الرسالة ) الذي صور بنسختين لموضوع واحد!
شرفاء العراق، يشاركهم الملمون بحقيقة حزب البعث الإجرامي. تواقون ليوم بلا بعث ولا بعثية، ليس في العراق وحده بل في العالم العربي والإسلامي كله.
فالبعث والبعثية صارت تهمة قبيحة توسخ إنسانية الفرد فلا يجب إطلاقها جزافاً على كل من نخالفه الرأي من أجل إزاحته من موقع المسؤولية دون دليل ووثائق تؤكد إنتمائه للفكر الذي أذاق العراقيين وكثير غيرهم، الويلات
لذا، فعلى الهيئة العليا لإجثاث البعث، عدم ثلم شرف أيهما كان بلصق البعثية به دون إثبات، وقبل الوقت ( الضائع ) ولمجرد وضع الذي هم يرغبونه في موقع القرار والمسؤولية. فكروا بحياة عوائلهم في بلد، رسخ صدام في ناسه بقراراته الجهنمية، الإنتقام من مخاليفيهم لحد عدة درجات القرابة!
إن النزاهة، أمانة. وهي دينية قبل أن يضعها الدنيويين في وثيقة الشرف.
حسن أسد
التعليقات