زمن تعج فيه المتضايقات والمتناقضات والهرج والمرج والعبث والدمار والقتل والخراب زمن العراق،، زمن الحكومات العاجزة عن حماية شعبها زمن التسلّط وإستعراض العضلات فليس هناك مكان لحكومة ضعيفة عاجزة عن إدارة وحماية شعبها الذي ضحى وأنتخبها في أعظم ملحمة شهدها العراق في أتون التحديات الخارجية والإرهابية فماذا يجب على الحكومة أن تقدمه لشعبها الوفي إذا كانت غير قادرة على الأداء المثالي والحماية الحقيقية بدون مجاملات ورتوش عنقودية منمقة تضع كل الإحتمالات وكل إخفاقاتها أمام الشعب العراقي لتكن خارج نطاق هذه الصورة المتمثلة في قطع الرؤوس عن أجسادها وتفجير الأسواق بروادها وهدم المساجد بمصليها وتفجير الكنائس بقدّاسها.
صور تقشعّر منها الأبدان وتبعث في القلوب الحزن والأسى والمرارة من مشاهد الشارع العراقي وضمن الأداء البطيء العاجز عن الأداء والمتكتف أحياناً أخرى لأعتبارات أهمها صيانة المنصب الذي أرتقى اليه المسؤول فلايهم مايجري بل يهم ماسيؤول الأمر فيما بعد من توزيع الغنائم المقتسمة بين الذين يبيعون الشعب العراقي بأموال رخيصة ومناصب زائلة فمثل هكذا حكومة عليها أن ترحل وتغادر مكانها إذا كان أداؤها على هذا الشكل من جميع أشكال المرارة والموت الذي لايعرف طفلاَ وأمرأة وشيخاً كبيراً ولايميّز تارةً أخرى بين طائفة وأخرى فالكل تحت مطرقة الموت القادم والحكومة العاجزة وبأقل التقادير قد فشلت ستراتيجيتها في حماية الشعب ولابد أن تكون هناك بدائل أخرى والأهم من ذلك كله هو تطبيقها للقانون ضد الجريمة فمازالت الحكومة عاجزة عن تطبيق القانون ضد المجرمين بحذافيرة فسوف يبقى الشعب والحكومة على حدٍ سواء تحت رحمة الهجمات الإرهابية وتحت وطئة المجاميع الملثمة التي تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً ولا أحد يردعها سوى صدور العراقيين ورؤوسهم التي أصبحت الدروع التي تتلقّف رصاصاتهم وحرابهم.
فعلى الحكومة العراقية مغادرة مكانها وإحلال بديل لها وهذه حقيقة يحب أن يدركها كل مسؤول في حكومة المالكي أن قيادتهم للعراق في هذه المرحلة قد فشلت وتناغمت وتواطئت مع أداء بعض الذين يدعون بأسم المقاومة والذين يبطشون بالحكومة والشعب معاً وتحت مسميات وجيوش إسلامية جعلت من الإسلام موضع إتهام أمام الأديان السماوية مع العلم أن الدين الإسلامي هو أكثر الأديان رحمة ورأفة بالناس فلم يكن يوماً نقمة على البشرية كما يصورة عتات وجرابيع الوهابية وأذنابها ودعاة التحرر من الإحتلال وهم من صنيعتة وتحت أمرته وسطوته.
الحكومة العراقية دأبت ومنذ توليها زمام الأمر بتلاحم الشعب ولكن هذا الأداء غير واقعي وغير مسبوق بدون أحكام القبضة ككل على العراق وحمايته من الخارجين على القانون بتطبيق القانون على أي جهة أو فئة كانت ولاتوجد هناك إعتبارات تحكم الساسة غير سيادة القانون وهذا سيولد شعور حتى لدى الإحتلال الأمريكي بقوة وعزيمة الحكومة العراقية ولاتكن الحكومة أداة بيد السفير الأمريكي ليجعلها تفعل كذا وتؤدي كذا فمن سياق جميع المبادرات التي أطلقت من الحكومة العراقية كانت من إعداد السفير الأمريكي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضعف وفشل الإدارة العراقية في حكم العراق،، فإما إذا كانت الحكومة تمتلك شيئاً من القوة والعزيمة في الأداء بحماية الشعب العراقي ويكفي التبريرات المتلازمة معهم وإيقاف ومنع سطوة السفارة الأمريكية على صناعة قرار عراقي يحكمة القانون وليس لأعتبارات أخرى كأن تكون هناك ميل لجهة على أخرى لحسابات سياسية وليست أمنية والمتضرر الوحيد هو الشعب.
شوقي العيسى
التعليقات