الإرهاب.عائلة غير محترمة..لها أب.وأم..وأبناء فالأب هو التسلط والقهر والأم هي القوة الغاشمة والأبناء هم المصالح والانتهازية..أما الأحفاد فهم بلا شك الحقد والتعصب والكراهية.

الإرهاب أشكال وألوان..منه إرهاب الدولة..ومنه إرهاب الطلقة ومنه إرهاب اللقمة..ومنه إرهاب الكلمة!!

فعندما تقوم إسرائيل مثلا بالقصف الوهمي أو الفعلي على الناس الآمنين وعندما تقوم أمريكا بترويع المدنيين في الرمادي وقندهار فان هذا وذاك يندرجان تحت بند إرهاب الدولة..!!

وعندما تجرم قوة عظمى حق شعب مضطهد في المقاومة وتنعته بالإرهاب فان هذا يعني بكل تجرد قمة الإرهاب والتزييف.

وعندما يغتال أو يسجن كاتب أو شاعر أو صحفي أو محام أو وزير أو إمام مسجد لبث الرعب في أقرانه والمحيطين فهذا هو ما نعنيه بإرهاب الطلقة..!!

وعندما يفصل موظف أو يحرم من وظيفته بشكل تعسفي بسبب موقف أو رأي فهذا هو بالتأكيد إرهاب اللقمة..!!

أما إرهاب الكلمة وهو في رأيي أخطر أنواع الإرهاب و أوسعها انتشارا في الوطن العربي والعالم الإسلامي فقد يواجه المرء هنا بعاصفة هوجاء من السباب والتكفير والتخوين وربما التهديد بالقتل لو نطق بكلمة تهز ولو على استحياء العقول المستغرقة في سبات المنظومات الصفراء و المهترئة،

والأمثلة على ذلك عديدة والقائمة أكبر من أن تحصى..!!

إن إرهاب الكلمة يعبر بوضوح عن اختناق أمة وإفلاس حضارة وإرهاب الكلمة أسلوب قديم جديد..غير قابل للزوال يلجأ إليه ضعفاء الحجة لحماية
مصالحهم و مكتسباتهم بغير وجه حق وقد يتخندقون غالبا في تخوم الدين أو الوطن للدفاع عن باطل لمعرفتهم أن هذين الموقعين لهما حصانة شبه مطلقة ضد الهجوم..!!

وإرهاب الكلمة في الحقيقة هو نتاج تربية عنصرية مغلقة أسس لها الجهل والفقر والحقد والأنانية وكلها تغلغلت في نفوس بشرية مريضة بهوس التميز والاستعلاء.

ولابد من تربية بديلة تبنى على حب واحترام الفرد للآخر وقبوله من خلال التسامح والتفهم والحوار لكي تخرج امتنا من أزمتها وعقولنا من إفلاسها.

وإلا فنحن سنئول حتما دون عزاء إلى الفناء في غابة يؤله فيها البغض ويسودها الصراع ويتوج فيها الإرهاب علينا ملكا مدى الحياة.

توفيق الحاج