الكاتب الكويتي محمود كرم. يزور السويد مرافقاً لشقيقه بغرض العلاج في واحدة من مستشفياتها. هاتفته تلفونياً وضربت معه موعداً، فتشرفت بلقائه.
جالسته في الكافيتريا التي نقلتُ إليكم في بعض مقالاتي السابقة الحوارات التي دارت بين روادها من دولنا حول الأحداث السياسية في منطقتنا وتعليقاتهم على ما يعايشونها هنا في السويد..
صدق المثل القائل ( شبيه الشيء منجذب اليه ) فلقد تواردت خواطرنا وأتفقت آراؤنا ( أنا والأستاذ محمود كرم ) على غالبية إن لم تكن جميع المواضيع التي طرحناها على طاولة النقاش..
رغم قصر الفترة التي مرت على تواجده في السويد فقد صادفته مواقف وأحداث كثيرة سجلها في ذاكرته ليقول فيها ملاحظاته في كتاباته الصحفيه القادمة..
جل مشاهداته التي سردها عليَ سلباً بحق تصرفات بعض اللاجئين العرب والمسلمين في السويد. تُؤأرقنا نحن أيضاً. الذين قضينا نصف عمرنا في الغربة.إذ أتيناها ليس فقط هرباً من الأنظمة القمعية في بلادنا، بل تركاً للعادات والتقاليد البالية. وتوقاً للحرية والسلام والمحبة. كذلك الإدماج في المجتمع الجديد الذي لا يستسيغ الدجل والكذب في الممارسات كما حال غالبية الدول العربية والإسلامية. حكومة وأفرادا. أي نظفنا أماكننا هناك لأوساخهم. غير أنهم أبو إلا ملاحقتنا إلى حيث ما قالوا ولايزاون عنها بأنها أرض الحرب والكفر..
إستأذنتُ الأستاذ محمود كرم لنقل واقعتين من كثير غيرهما حدثت له هنا في السويد، كان هو الطرف الآخر فيهما.
كما رواهما لي..
إستجاب لمرادي..
وهانذا أكتبهما لكم عن لسانه..


1 - حوار في التاكسي.
كان سائق سيارة الأجرة التي ركبتُ معه لإيصالي إلى عنوان ما، عربياً. من الجزائر.
حياني على الطريقة الإسلامية بأحسن مما حييته. ثم بادرني بالسؤآل.
أخونا من أية دولة حضرتك ؟.
قلت / من الكويت.
قال / الحمد لله. فكم كنت أرغب بلقاء شخص خليجي.
قلت / شكراً. ولكن لماذا خليجي بالخصوص ؟!.
قال / لأني أتمنى الحياة في دولة خليجية..
قلت مستغرباً / أتريد ترك السويد ؟
قال / نعم.
قلت / ما السبب ؟
قال / إنها دولة كافرة. لا دين فيها. وأنا أتوق للعيش في دولة إسلامية.
قلت / ولكن دولة الكويت ليست كما تريد. ففيها الكثير من أمثالي الذين نرغب في أن تصير مثل السويد. وإسترسلت قائلاً. بما أنك مشتاق للعيش في دولة تطبق الإسلام فما عليك إلا بالصومال خاصة الآن صارت المحاكم الشرعية الإسلامية تحكمها..
قال / أخي أنا قلت في دولة خليجية.
قلت / وأنا أسأل. أتريد أن تتنفس الإسلام أم جمع المال؟
قال / لقد وصلنا إلى العنوان الذي تريد النزول عنده..


2 - دعاء تغيير دين دولة
سمعت الكثير من الأدعية التي ترجو الله الأنتقام من أعداء الدين الإسلامي. فمنها الطلب من رب الجلالة. أن يجفف أنهارهم ويحرق زرعهم ويقتل الجنين في أرحام أماهاتهم. ويسكت مدافعهم. ويسقط طائراتهم. ويعطل دباباتهم. ويصديء رشاشتهم ويُخلب رصاصاتهم. ويهدم البيوت على رؤوسهم..
يطلبون كل ذلك من الله إنجازها لهم وهم في صومعاتهم، قابعون.
المصيبة في أنهم يقرأؤن يومياً الآية القرآنية التي تدين قوم موسى لقولهم له. إذهب وربك وقاتلا. وها نحن هنا قاعدون !
كما قلت في بدء الكلام. لقد سمعت الكثير من أدعية المسلمين في حق الأعداء ولكن الذين سمعته من مضيفي المسلم بعد إنتهائه من أداء الصلاة كان جديداً على اُذني.
إذ دعى من الله أن يجعل دولة السويد إسلامية !
إستفسرتُ منه مستغرباً / ما الشيء الذي لم يعجبك فيها كي تريدها أن تكون مسلمة ؟
أجابني بنبرة غاضبة / أستغفر الله. أنا لم أقل فيها ما يسيء أليها فهي بعكس ما ظننت أنت بدعائي.
قلت / كيف ؟ نورني ؟
قال / أن كل شيء فيها جميل وعادل.
نبل أخلاق ناسها. تعامل موظفيها. عدالة قوانينها. نظافة بيئتها.
عفاف ألسنتهم. صدق تعهدهم. أمان غدرهم.
كل ما سلف هو سنن وشرائع إسلامية موجودة في القرآن الكريم ويجب تطبيقها في دولنا الإسلامية..
قلت / إذا كانت المحاسن التي ذكرتها، لمستها هنا في السويد فلا يجوز لك الدعاء بأن تصير السويد دولة إسلامية. بل عليك وأقرانك الذهاب إلى الدول الإسلامية.
هناك.
فيها.
ترجون و تدعون جماعة من الله عزوجل أن يجعلها مثل السويد. فلربما يستجيب رغم شكي...
والآن إخوتي القراء. تعمقوا في مضمون الحكايتين.
هل هنالك تشابه ام تنافر ؟
مابين فكري سائق التاكسي ومضيف الأستاذ محمود كرم.
وماذا عن موقفي.
أنا الذي بدولة السويد باهر.؟؟
ومع إنسانية بشرها سائر.
فهل أنا بكافر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اُريد جواباً.
فاُذني لكم صاغر..


حسن أسد