ارفعي رأسكِ يا بيروتَ الحضارةِ ولا تنحني، ميلي أمام العاصفةِ الهوجاءِ التي تعصف بك حاليا لكي تمرَ على خير وبأقل الأضرار، ولكن عن حقكِ في الحقيقة وتشكيل المحكمة الدولية لا تتنازلي !
ولن تتنازلي !
فالحقيقة حق تعمد بدماء الشهداء، والباقي وهمٌ وباطلٌ، هرجٌ ومرجٌ ونفخُ نرجيلةٍ وقبضُ هواء.
لقد فقد القتلة صوابهم بإصرار اللبنانيين على كشف الحقيقة وإحقاق الحق في جرائم اغتيال بشعة نكراء، يندى لها الجبين، لا يرتَكبها إلا كل حاقد لئيم، ولا يدافع عن مرتكبيها إلا كل فاقدِ ضمير ودين.
الحق نورٌ من نور الله له مدادُ السماواتِ والأرض، وجنودٌ لا ترونَها بأعينكم تعيد الحقَ إلى أصحابه. وترد سهمَ الشر إلى مطلقه فيمزقُ قلبَ صاحبه.
فاللبنانيون هم الأقوياء في حقهم المسالم، والمجرمون هم الضعفاء في باطلهم الظالم!
المحكمة ستتشكل رغم أنف هؤلاء الواهمين الحاقدين.
لبنان في عين العالم. العالم ومجلس الأمن على المحك، ولن يترك لبنان وحيدا. قراراتُ مجلس الأمن بخصوص لبنان هي مسؤولياتٌ أخلاقيةٌ وقانونيةٌ بامتياز وسياسية كبيرة، ولا يمكن للمجلس التخلي عن مسؤولياته الجسام. وللتذكير حدثت وقائع في يوغسلافيا وأفغانستان أثبتت أن قرارات مجلس الأمن تحت البند السابع لها أسنان.
لا صفقات ومساومات مع نظام القتلة الشرير وحماته الأشقياء.
هناك محاولات قبل الضربة التي ستنزل بالمجرمين كمحاولة وزير الخارجية الألماني شتاينماير إفهام النظام السوري المتفرعن بلاهةً بالانصياع وعدم زعزعة استقرار لبنان، وإلا! فالضربة قادمةٌ على رأسه إذا تابع فرعَنته!
الوزير الألماني لم يزر دمشق لفك عزلة بشار الأسد وإنما لإيصال رسالةً تحذيرية بخصوص لبنان وبأن لصبر العالم حدود!
ارفعوا الرأس يا أهلنا في بيروت الحرة الحبيبة.
أنتم يا أباة بيروت كلنا إلى جانبكم عرب ولبنانيين مقيمين ومغتربين. بقلوبنا وأرواحنا نفديكم.
أنتم معكم الحق والملايين، وهم إلى جانبهم الباطل وفلول المجرمين.
بيروت الأبية لن تكون لقمة سائغة في فم صبيان بشار وأذلاء ولاية الفقيه!
ارفعي الرأس يا بيروت الحضارة وفيروز، الثقافة والفن، الرقي والتقدم، العروبة والتنوير، النضارة والنظافة في وجه القذارة والجهل ونفخ النرجيلة، والمذهبية البغيضة والطائفية المريضة والتعصب والحقد.
لقد لطخوا سمعة شوارعك النظيفة بشتائمهم ودولاراتهم النجسة. ولو كانت حقا طاهرة لما تركت فضلاتها في الشوارع مرمية.
أنتم لكم حضارة الحياة والأمل والطموح والعمل والأخلاق وقيم الدين والديمقراطية وتفتح الورود والزهور
وهم لهم حضارة الموت والعبودية والصنمية والكذب والرياء والافتراء والتلفيق والتجني والتخوين والسباب وثقافة القبور!
غرورهم المجنون سيعدهم انحدارا إلى جحور الظلام التي فيها سيرقدون.
أذاهم سينقلب عليهم وبالا على وبال، حيث يرتعون في وخم الضلال وسيلفظهم المجتمع اللبناني إلى مزبلة الزوال.
أنتم ترفعون العلم اللبناني من القلب راية للنظام والوطن والدستور
وهم يرفعونه خدمة للآخرين وفقط منظرا وديكور!
وكما أنه لا يوجد حل وسط بين الجنة والنار، فأيضا لا يمكن أن يكون هناك حوار وسطي بين الاستبداد المذهبي الديني وبين التمدن الديمقراطي الحضاري.
إنها المحكمة كشفت حقيقتهم قبل أن تتشكل. فقدموا استقالاتهم على عجل. وأخرجتهم من جببهم فضاع وقارهم.
منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبسبب إصرار اللبنانيين على معرفة الحقيقة، ارتكب النظام السوري وعصاباته في لبنان الخطأ تلو الخطأ.
أي الجريمة تلو الجريمة لوقف المحكمة منذ اغتيال سمير قصير مرورا بحرب تموز إلى اليوم، استقالات، ملاحظات لحود، حرب افتراء على الحكومة وما يحدث اليوم من فوضى وفتنة هو للقول لمجلس الأمن : إن متابعة المحكمة الدولية سيؤدي إلى خراب لبنان! أنتم يا مجلس الأمن تابعوا إصدار القرارات ونحن نخرب ونغتال من نختار من الزعامات!
لن يخرب لبنان، وكل زعيم يتعرض لمكروه سينضم عملاقا إلى لائحة الخالدين في سجل التاريخ!
وكما جر حسن نصر الله المغرر بهم من أبناء طائفته الكريمة إلى حرب يوليو المدمرة فهو يجرهم اليوم إلى تدمير لبنان ولكنه لن ينجح لوعي الشعب اللبناني وانضباط أحرار 14 آذار ويقظة الجيش وقوى الأمن. في كل مظاهرات واعتصامات 14 آذار لم تقع ضربة كف. أما هم ففي اعتصاماتهم تكسير وتخريب وذهب الشاب أحمد محمود ضحية سياسة حسن نصر الله العوجاء.
المطلوب الآن الصمود مع السنيورة والحكومة، لكي لا يرضخ الحق لقوى الشحن المذهبي تموِّهُ نفسها زورا باسم الله عز وجل !
المطلوب الصمود الحضاري السلمي أمام قوى الهمجية تتلطى باسم الديمقراطية كذباً وبهتاناً، وحرية الرأي والتعبير صارت عندهم اعتداءً وتكسيرا.
لقد انكشفت كل تكتيكات ومفاجآت حسن نصر الله على حقيقتها إنه يتكتك بالتخطيط مع بشار وخامنئي لإرهاب الشعب اللبناني ليخنع لهم ولسياساتهم في فرض ولاية الفقيه المتخلفة على لبنان الرسالة وتلاقي الشرق مع الغرب.
إن ما يحدث من شغب وتحريض واعتداءات واستفزازات على الأرض تؤججه قناة quot;المنارquot; التي أعلنت الحرب على الحكومة والديمقراطية وأحرار 14 آذار، إنما لجركم إلى الفتنة فتيقظوا !
شعب لبنان بكامل طوائفه لن ينجر لخراب بلده المنكوب عشرات المرات.
فكفى يا من لا تعرفون الوفاء إلا لمن يسودكم بكرباجه!
وهل هذه هي تكتيكات quot;حزب اللهquot; أن تعيث ميليشياته وحلفاؤها في الطريق الجديدة وغيرها تكسيراً للسيارات وحرقا للمحلات ؟
وهل هذه هي مفاجآت quot;حزب اللهquot; بضرب الاقتصاد الوطني وتعطيل الوسط التجاري وقطع أرزاق الناس؟
وهل هذه هي ساعات أصفار quot;حزب اللهquot; بمحاولة قطع طريق المطار شريان لبنان الحيوي في الحادية عشرة ليلاً ؟
سعيد علم الدين
التعليقات