كيف سيكون هناك حوار للأديان مالم يتفق الجميع على إحترام المشاعر الدينية لبعضهم البعض؟، إن صراع الحضارات قد يتحول الى صراع أديان مالم تحل قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم التي بدأت شرارتها الملتهبة من الدانمارك وتضامن دول أوروبا وأمريكا معها ضد المقاطعة الإقتصادية وضد أعمال العنف والتهديدات التي قد تتعرض لها والسؤال الآن هو كيف للدول العربية والإسلامية أن تتضامن فيما بينها لقيام مؤتمر دولي لنصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ وتنسيق الجهود لتطويق الأزمة التي لم تنته بعد.
وإستكمالاً للحلقات السابقة نود في البداية أن نستعرض أهم النقاط التي وردت في quot;الحلقة السادسةquot; لنستكمل بعدها آخر التطورات والأفكار التي نشرت ويمكن تلخيص أهم النقاط فيما يلي : المطالبة بحقوق المسلمين المشروعة، بعض الصحف الأخرى أعادت النشر إستكباراً وتحدياً وإستهتاراً، منظمة مراسلون بلا حدود ورأيها في الرسوم، محاولات لتطويق الأزمة، قوانين النشر ودورها في التعرض للأديان، مطالبة الكاتب لتغيير قوانين النشر من خلال الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

دور وسائل الإعلام الصهيونية في تأجيج الصراع، المفهوم الغربي لأيديولوجية quot;الخير والشرquot;، أثر سقوط الشيوعية على الإسلام والمسلمين، الإساءة إلى المسلمين غدت أقصر الطرق للشهرة، المقاطعة الإقتصادية وأثرها، الخطاب الإعلامي وأثره، هل هناك مخططات تستهدف القضاء على الإسلام والمسلمين؟، هل هناك صمت عربي وإسلامي؟، وماهو دور شعوب هذه الأمة؟، كتاب دنماركي جديد يستهتر بمشاعر المسلمين.
وفي هذه الحلقة سوف نستعرض أهم ماتداولته وسائل الإعلام وآخر تطورات القضية ونحن مازلنا في أول المشوار فقد أعادت نشر الرسوم العديد من الصحف وهذا يعني تمادياً في الجريمة مع الإصرار ضد الإسلام والمسلمين وتشكل تحدياً صارخاً ولابد من وضع حد لكل تلك الإساءات سواء كانت للنبي محمد أو للنبي عيسى أو غيرهم من الأنبياء.

وليس من المنطقي أن نجد التبريرات بالقول أن هؤلاء الأشخاص يعبرون عن رأيهم الشخصي فقط، ولا يعبرون عن رأي الشعب الدنماركي بأكمله، صحيح أنهم لايعبرون عن رأي الشعب، ولكن إذا كان الأمر سيعرض أمن البلاد للخطر سواء كان إقتصادياً أو أمنياً فيجب معاقبة المسؤولين عن هذا الرأي، لا أن تقف الحكومة مكتوفة الأيدي من أجل قانون وجب تغييره الآن بما يخدم المصلحة العليا للبلاد.

نحن جميعاً فى حاجة الى التضامن من أجل حماية سنة رسولنا الكريم quot;ليسquot; بحرق الاعلام أو المظاهرات ولكن بالتطبيق العملى وإتباع سنته صلى الله عليه وسلم، ولنا أن نتسائل هل الدنمارك هى الدوله الوحيده التى أساءت للاسلام؟.

ونسأل أنفسنا كمسلمين لماذا يقوم معظم الناس من كل الاديان والجنسيات بمهاجمه الدين الاسلامى؟، لنتعرف على السبب فى مهاجمه الاسلام و الرسول و تعاليمه و التشكيك فى صدقه طالما أن تعاليم الدين الاسلامى تتميز بإيقاظ ضمير الانسان و جعله يحب أخيه الانسان مهما كانت عقيدته أو لونه أو جنسيته ولايعتبر عاقلاً من يقوم بقتل أخيه الانسان لمجرد أنه يخالفه فى الفكر أو العقيده.

وبعد أن نتعرف على الأسباب ينبغي أن تقوم الجهات المسؤولة ممثلة في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي بطلب إستصدار قرار دولي من هيئة الأمم المتحدة بتجريم الإساءة للإسلام وسيدنا محمد، كما أستطاع اليهود إستصدار قرار بتجريم من ينكر محرقة الهولوكوست.


كما ينبغي أن يعلم دعاة الحضارة الجديدة أن ثمة محرمات لا تطالها الحريات وأن الديانات بشكل عام و السماوية بشكل خاص بل و الاسلام بالأساس هي من أكثر الأمور حساسية و المؤثر الأكبر في النفوس فمع كل تخاذل للمسلمين إلا أن المساس بشخص الرسول علية الصلاة و السلام حرك هذه الموجة العارمة من الغضب والإحتجاجات والمظاهرات.

لقد أخطأ الإعلام الغربي وكذلك المسؤولين الأوروبيين عندما أرادوا ان يصوروا لنا الإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على أنها تدخل ضمن حرية التعبير، كما أن محاولة الصحف الأوربية الأخرى للتضامن مع الصحيفة الدنماركية من هذا الباب ينبغي أن ينظر لها بأنها عملية في غاية الخطورة والغرض منها إشعال حرب دينية عالمية، وهو ما قد يؤثر على التعايش الإنساني برمته.

أعتقد بأن المطلوب حالياً من المسلمين التعقل ودرس الأمور بحذر وتأني فالإستفزاز العالمي قادم وليس من دولة الدنمارك وحدها بل سيتبع ذلك مراحل أخرى حتى تستيطع قوى الشر في العالم السيطرة على العالم الاسلامي أجمع ووصمه بالارهاب العالمي فلا بد من أخطاء يتم إرتكابها حتى تكون أعمالهم مبررة من قبل البعض وهذه الأخطاء لن تتم إلا بالإستفزاز العالمي الذي تترأسه قوى الشر في العالم عندما بدأوا بنشر صورة معادية للديانة الاسلامية ومن ثم ينتظروا ردود الأفعال فإذا لم تحصل حاولوا مرة أخرى وهذه هي السياسة الصليبة الجديدة القادمة للسيطرة على العالم الاسلامي فهم ينتظروا ردة فعل عنيفة من قبل بعض المسلمين ليتحركوا ضد هذه الدولة الإسلامية أو تلك.

وهذة الإستراتيجية لم تعد غريبة، فقد دنس المصحف الشريف في (غونتانامو) وأسيء الى رسول الهدى في الدنمارك والنرويج وغيرها من الدول، و كأننا فقدنا كل شئ، نقوم بمظاهرات لفترة محدودة وتنتهي موجة الغضب ثم ننسى كل شئ، فسواء إعتذروا أم لم يعتذروا، فقد وقع الظلم ويجب رفع الظلم حتى لاتتكرر المأساة وتزداد الإهانات.

هناك صورة مشوهة عن العالم العربي والإسلامي والكثير يشارك في صنعها وإزداد التخلف وعم الفقر حتى أصبح العرب والمسلمون أمة مستهلكة وغير منتجة، فأكثر الذين أساءوا للإسلام من اليمين المتطرف الذين هم أول من تكلم عن الإرهاب الإسلامي وتبعهم القطيع فصدقهم مغفلوا العرب لكي يزجوا بالمسلمين في أتون الإرهاب والعنف، وهذا العراق يصرخ وأفغانستان تأن ويستنجدان بالأمتين العربية والإسلامية فهل من مجيب؟ لذا ينبغي أن نتدارك الأمر قبل إنتشار موجة العنف الى باقي الدول فيضع الغزاة شروطا على العالمين العربي والإسلامي.

صحيح أنه يتوجب علينا أن نقبل الإعتذار ولكن ينبغي علينا أن نعمل على نصرة الحبيب وننتصر لأنفسنا ونعيد للأمة عزها ومجدها ونغير من أنفسنا حتى يتغير حال الأمة ولن يتم لنا ذلك إلا من خلال تطبيق شرع الله وأن نعمل على إحترام الإنسان وتطبيق قاعدة لا إكراه في الدين والصدق في المعاملة والإتقان في العمل لنصبح أمة منتجة تفرض إحترامها على باقي الأمم وبذلك سيكون هناك حوار للأديان مبني على إحترام المشاعر الدينية.

وقبل أن أودعكم أتسائل هل هناك علاقة ذات دلالة علمية أو دينية ستؤدي الى غزوة كوبنهاجن؟ وهل ستكون من الداخل أم من الخارج؟

الحلقة السادسة

مصطفى الغريب
شيكاغو