الحورية.. التي هبطت من السماء على رؤوس العراقيين عنوة تخيلوها كعذراء داخل فانوس سحري بمجرد لمسها ستلبي الحاجات بالمعجزات، فأمسكوا بها وطاروا فرحين كالفارين من نار جهنم! فأحبوها وشكروا واهبيها ومدعيها وانطلقوا بها يتكلمون ويكتبون ويرسمون ويغنون ويرقصون ويلبسون ويشربون ويضربون اجسامهم كيفما يشاؤون، انها الحرية نعم لقد هبطت الديمقراطية واصبح من حق اي عراقي التمتع بمميزاتها، وانطلق من يريد ان يطيل من لحيته او شعر وجهه او يحلق شاربه او يطرح معاناته واشمئزازه جراء أوضاعه الأجتماعية المأساوية المتردية، او ليندد باوضاعه السياسية العنيفة معتقدا بانه اذا ما مارس هذا الحق فان مشاكله ستحل وان هناك من يعينه، كما ان بعضهم راح ابعد فخرج امام الجموع يضرب نفسه بالسكين والسلاسل حيث كان قد حرم من هذه الحرية طيلة حكم صدام المخلوع، معتقدا بان دمه وعويله سيدخلانه الجنة من اوسع ابوابها ليلاقي ربه وقد ادى الأمانة كمؤمن مدافع عن المظلومين...ليظمن له في الجنة مكانا آمينا وغزيرا بالماء والخضراء والوجه الحسن!

ومثل هذه الألوان من الحرية اصبحت اليوم ثقافة عامة منتشرة يدعمها ويمارسها البعض ممن يحكمون العراق اليوم ومن يتبعهم...... واليكم أمثلة اخرى من الطروحات الديمقراطية.

أ. مثـال

قال احدهم....
ايها العراقيون..{ لا تصدقوا من يقول لكم ان العراق قد حرر من الدكتاتورية والطائفية ولا تصدقوا من يقول لكم ان دوائر الدولة خالية من الفساد المالي والأداري ولا توجد هناك محسوبية ولا تعيين على المذهبية ولا يوجد هناك قتل واختطاف وجريمة طائفية ولا يوجد هناك اي تدخل من دول الجوار التي تخشى من نجاح التجربة في العراق وانتقال الديمقراطية اليها، وان ما تسمعونه من الذين قدموا مع المحررين على انهم جائوا لأنتشالكم من نار دكتاتور عتيد ليؤسسوا لكم عهد الحرية، فان ذلك كله كذب وخداع ودجل وان القائلين انما يخدعون انفسهم قبل ان يخدعونكم لأن الحقيقة هي، ان في العراق اليوم دكتاتورية العمامة، ودكتاتورية الفتاوى، والقتل على الهوية، والتهجير الطائفي، والجريمة المنظمة وكل انواع الأحتيال.

ويقول آخر....
ايها العراقيون ان ا لذين غزوا العراق ومن جاء معهم كذابون ودجالين ولا يصلحون لحكم العراق حيث فشلوا في تأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة والأمان الذي افتقده العراقيون لعقود مضت، فمنذ سقوط النظام ولحد هذه اللحظة لم يرى العراق غير الرعب والجريمة والأنقسام، فلا يمكن للعراق أن يقبل بالفتنة الطائفية ولا يمكنه أن يصدق المنافقين أو أن ينخدع { بالعمائم } أو يصدق أولئك الذين باعوا ضمائرهم واستسلموا للمذلة في مستنقع الحاقدين من الذين يحاولون ابتلاع العراق من خلال المرتزقة الذين عبروا الحدود للاعتداء على إنسان العراق دون تمييز في الدين أو في العرق، إنه م درب وا ل كي ي نهش وا جسم العراق لي زرَع وا فيه تقاليد وعادات هي بعيدة عن الأرث العراقي الذي يرفظ الذل والهوان وخدمة الحاقدين.
ان العراقيين الشرفاء سيقاومون المنافقين الذين وُظِفوا ل تنفيذ حلقات التآمر ويوسعون دائرة الجريمة بدءاً من جرائم المليشيات العميل ة مروراً بعصاب ات الموت إلى جانب أولئك البعض من المعتوهين الذين يسمون أنفسهم بر جال دين من الذين رضع وا و ما زالوا ي رضع ون من حليب { مرضعة } لطالما وقفت ضد العراق ارضا وانسان وتأريخ ودين }.


ج. مثال آخر
وحيث ان الطرح الديمقراطي الغربي اقوى واوسع فالديمقراطية لديهم قد قطعت شوطا كبيرا في فهمها وتوقيت طرحها، حيث نسمع ونقرأ ونشاهد بعض الساسة الغربيين ينتقدون السياسة الأمريكية نقدا جريئا وعنيفا مباشرا واليكم نموذجا....

يقول أحد الغربيين......
ايها الناس....


ان القادة الأمريكان وحلفائها قد كذبوا على العالم وعلى الشعب الأمريكي حين قالوا ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل.
وقالوا ايضا ان حكومة العراق لها علاقة بتنظيم القاعدة الأرهابي.
وانه يهدد اسرائيل.
ونؤكد لكم ان اميركا تجاوزت الأمم المتحدة في حربها على العراق.
وانها هددت الشرعية الدولية حين هاجمت دولة العراق المستقلة.
وان حربها على العراق خطأ كبير ضد حقوق الأنسان وان ما يحدث اليوم في العراق هو تعبير عن عجز الأمريك ان وحلفائ هم في العراق من تحقيق ما أرادوه من أهداف وفق مخططهم في إطار الزمن القياسي الذي حددوه للحرب على العراق واحتلاله وتفتيته وتمزيقه أرضاً وإنساناً... فلم يجدو أمام فشلهم هذا إلا الانتقال إلى الصفحة الثانية من مخططهم الإجرامي التي تتركز في إشعال الفتن الطائفية والعرقية، اعتقاداً منهم إنها سوف تخرجهم من مأزقهم وتحررهم من تنامي غضب شعب العراق المتواصل وتحميهم من الطوفان القادم الذي بات على الأبواب.
إن الأمريكان واتباعهم واهمون ومخطئون اذا ما اعتبروا انفسهم منتصرين، كذلك ف ا ن ا لإحباطات المحيطة به م تتزايد والهزائم تتصاعد والعالم المستقل بات يراقب ويش ا هد بأم عين ي ه بكامل الوضوح مسلسل التقهقر الذي يلاحق ال قوات الأجنبية.

خاتمة ديمقراطية.

اتمنى ان لا تكون هذه الديمقراطيات ملهاة للشعوب.... والله من وراء القصد.

ادورد ميرزا
اكاديمي مستقل