هكذا حال العراق هذه الأيام، لا ماء ولا كهرباء ولا وقود، وكأن العراق الجميل يعيش في غابر الأيام، حيث يعاني العراقيون من القتل الجماعي وعدم الإستقرار، وحالات الفوضى والنهب المنظم والفساد الإداري والمالي والسياسي، إضافة الى الضعف التام في توفير الخدمات الضرورية لحياة الإنسان وإنعدامها في أغلب الأحيان
وأن هناك من يقول، أن سبب إنقطاع التيار الكهربائي ولساعات طويلة من اليوم، وعدم توفير الماء الصالح للشرب وشحة البنزين والنفط والغاز وإرتفاع أسعارهم، كل هذا يرجع
بسبب العمليات الإرهابية والتخريبية، وليس هناك غيرها من أسباب إخرى تعيق توفير كل ما يحتاجه المواطن العراقي
صحيح أن للعمليات الإرهابية والتخريبية المنظمة دور معين بذلك، ولكن بالمقابل أن من يريد أن يحارب الإرهاب والإرهابيين ويكافح الجريمة والفساد واللصوص، عليه أن يوفر أولا، كل ألإحتياجات الضرورية للمواطنين حتى يستطيعوا في المساهمة لمكافحة ومحاربة كل من يقف في وجه عملية البناء والإستقرار وعودة السيادة الوطنية الكاملة للعراقيين والبدء في عملية التحول الديمقراطي وإشاعة الحريات العامة
فهل يعقل أن بلد النفط والثروات والخيرات والطاقات، لا زال يعاني من فقدان الماء والكرباء والوقود بكل أنواعه بعد مرور ثلاث سنوات على إنهيار دكتاتورية الموت في التاسع من نيسان عام 2003
؟، ولا زال العراق الغني يعيش في الظلام والجفاف والجوع والموت اليومي والفوضى
ومع كل هذا الظيم والدمار، لا زالت الأحزاب والكيانات والقوى السياسية العراقية المتنفذة والمتحكمة في القرار العراقي وعلى جميع المستويات، تجتمع وتتحاور لا من أجل العمل لتقديم أفضل الخدمات للشعب العراقي، بل هي تلتقي يوميا من أجل الإستحواذ على هذه الوزارة السيادية أو تلك، أو هذا المنصب المهم أو ذاك.
وكأن العراق تحول الى مقاطعات طائفية مذهبية وقومية ومناطقية، وليس ذاك العراق الواحد المتعدد المتآخي منذ أن وجد قبل آلآف السنين
حمزة الشمخي
التعليقات