في معركة الوصول لكرسي البرلمان، تكون هناك خطوات اذا تم تطبيقها بشكل صحيح، فإن نتيجتها حتما ستكون ممتازه، فمن خلال متابعتنا، لما جرى قبل ايام من فرعيات وتزكيات وركزت عليه وسائل الإعلام بشكل لافت، وحولت بموجبه وزارة الداخلية بعضا من المشاركين الى النيابة العامة، رغم أنها تغاظت عنه في بداية الأمر لمصلحة معينة، وربما بعد تلاشي تلك المصلحة ارتأت الحكومة تحويل من شارك بالفرعيات الى النيابة العامة بعد أن فاحت رائحتها، وجميعا يعلم تماما بأن من يجتاز الانتخابات الفرعية لبعض القبائل فإنه يكون قاب قوسين أو أدني من الفوز بعضوية مجلس الامة وهذا ماكان يحصل في الإنتخابات السابقة، ولكن الآن تغير الوضع تمام بعد دخول المرأة ناخبة، وبعد أن افاقت الأقليات من نومها العميق وعرفت ان قوتها وحجمها في تحالفها، لكي تسمع كلمتها من كان لايعترف بها سابقا، فالواقع يقول بأن من يحتاز الإنتخابات الفرعية، ليس بالضرورة أن يحضى بشرف العضوية وإن كانت قبيلته كبيرة ولها وزنها في الدائرة، وذلك لإن الأمور تغيرت تماما، وأصبحت الحسابات معقده وغير محسومة، فالاختيار حتما سيكون وفق اسس صحيحة وعن قناعة تامة، فمن يمتلك مقومات القناعة سيختاره ناخبي الدائرة، وهذا الكلام ينطبق الا على بعض الدوائر التي تختار مرشحيها بموجب شروط معينة كالكفاءة والامانه، خرفا لبعض الدوائر التي لايصل المرشح الا بالمال السياسي بشراء الذمم، وهي دوائر معروفة للجميع فقد وصل الصوت بإحدى هذه الدوائر الى سعر خيالي أكثر من الف دينار وربما سيرتفع في الأيام القادمة، ولكن في هذه الدوائر جبهة معارضة لعارضي المال السياسي، فقد انتشرت في منطقة الفحيحيل لوحات تندد ببيع الذمم وتصف من يبيع صوته بأوصاف لايمكن ان تقال لاي بشر، فقد وضع اعلان يقول ( سعر الخروف بـألف وخمسئة وسعر الرخلة ( أي النعجة ) بخمسئة دينار، هل تريد ان تصبح بهذا الثمن؟! )، فهذا الواقع المر الذي وصلنا اليه فشراء الذمم على عينك ياحكومة وهي لم تحرك ساكنا، ولم تفعل مع هؤلاء الذين يريدون بيع البلد كما فعلت مع من شارك في الإنتخابات الفرعية، وكأنها تطبق مقوله ( الكيل بمكيالين ) فما يجري يجب عدم السكون عليه لأن هذه الاموال التي تصرف في شراء الذمم حتما سيرجعها اضعاف مضاعفة من جيب المواطن البسيط وعن طريق عقد صفقات على حسابة، فيجب ان يعي كل شخص بأن دوره كبير في محاربة قوى الفساد التي ستقضي علينا جميعا ان لم نحاربهم ونكون حجر عثرة في وصولهم الى كرسي البرلمان، لأن الاختيار الصحيح سيجعل وجوه الفساد تختفي وستظهر وحوه جديدة تكون اكثر قدرة على العمل من اجل البلد ولاشيئ غيره، فلن يقبل أي عذر بعدم الذهاب الى صناديق الاقتراع لتغيير هؤلاء الفاسدين وللمساهمة في بناء كويت المستقبل التي تريد منا الكثير، ولن يكون الشعب الكويتي مغفل لهذه الدرجة حتى يصدق قوى الفساد الذين رفضوا تعديل الدوائر في وقت سابق ومن اجل الحفاظ على كراسيهم، فمن غير المعقول ان يتحدثون في هذا الوقت عن المطالبة بتعديل الدوائر ومحاربة الفساد، وهم في وقت قريب من أشد المعارضين له.
نقطة نظام : يقال بأن بعض المرشحين بدأ بتجهير مقره الإنتخابي بشاشات عملاقة لمتابعة مباريات كاس العالم والتي تتزامن مع هذه الانتخابات، السؤال هل يعقل أن يفهم بعض المرشحين بان أبناء الشعب الكويتي همهم الوحيد متابعة المباريات فقط؟ أتمنى ان تكون الإجابة مغايرة تماما في صناديق الأفتراع، فالشعب الكويتي تشبع من الوعود والكذب على الذقون.



مسفر النعيس
[email protected]