الفئة الضالة تستقي قيمها من فكر ضال، وقد كشفت عن حقيقتها وتعرت أمام واقع الحضارة الجديد في وقت مفاجئ لها وللآخرين، دون أن يمهلها الوقت كي تتستر بقناع آخر يحميها من التعري. وعندما انكشفت حقيقة هذه الفئة الضالة لم تجد من حل سوى أن تتعرى أكثر، لتفصح عن جوهرها الأسود المفعم بالحقد والكراهية ضد كل شيء مختلف وجميل ومميز. ولأن أمرها انفضح ولم تعد تستطع التخفي أو إيجاد التبريرات لممارساتها وفكرها القبيح فإنها قد بادرت بالمجاهرة بأفعالها وان تدافع عن كل سلوك ظلامي قمعي إقصائي، لتعترف بحقيقتها التي لم يتخيل احد من قبل، أن تلك الفئة الضالة تعتقد كل ذلك الاعتقاد الخطير وتؤمن كل ذلك الإيمان الكبير في الكراهية كمنهج مقدس وفي الإقصاء كوسيلة لتمكين الكراهية أن تمارس قبحها وأحقادها.
والأخطر أن يتم تبرير أفعال الكراهية استنادا إلى قيم الدين التي يجب أن تكون إلى جانب الحق والإنصاف والعدل والحرية، وليس إلى جانب الظلم والإلغاء والجور والاستبداد والعبودية.
هكذا ينفتح الستار على أقبح مسرح في التاريخ، ليتم فضح أقبح فكر ظلامي استعدائي، يسخر كل قواه الظلامية والمادية والسلطوية لمحاربة العقول المبدعة، وقتل الأنفس البريئة، ومعاداة القيم الحضارية والبشرية المتنوعة، والوقوف ضد كل جديد يساهم في خدمة الإنسان أينما كان.
ليس لهذه الفئة الضالة أهداف سامية، وكل ما يهمها هو معاداة الحضارة من جهة واستخدام وسائلها من جهة أخرى، لبث الفتن بين الناس، وتشويه الحقائق، وتزييف التاريخ، وذبح الفضيلة التي يلبسون ثيابها، ليقفوا مع الباطل ضد الحق، وليمنعوا ما استطاعوا أن تنتشر الأشعة في محيطهم المظلم.
لكنها.. الحضارة: كفيلة بالكشف، والفضح، والتعرية، لكل الأماكن الموبوءة بفكر الظلام الذي يولد ويترعرع في ظلمة الكراهية.
هذه الفئة الضالة، المعاندة للسنن الإلهية والحضارية، ليس لها إلا أن تقاوم المد الحضاري الذي يرعبها، وليس للحضارة إلا أن تستمر في بث إشعاعها حتى تغطي المساحة المظلمة، و حتى ينهزم هذا الفكر الضال مثلما انهزم كل فكر نازي وشيفوني على مر التاريخ أمام الفكر الحضاري المستنير.
والزمن القريب... القريب جدا: كفيل بإعلانه القضاء على أخطر وأبشع فئة على مر التاريخ، تعيش لحظاتها الأخيرة، وتستمد قوتها من تواجدها في الظلام الذي تحيك فيه مؤامراتها ضد البياض والنور والحقيقة.
لكن ظلامها ينحسر أمام الإشعاع الحضاري المنبثق من عقل الإنسان الحر.
تتصارع عناصر الفئة الضالة بسبب الضغط القوي الذي تمارسه الحضارة بكل أسلحتها المتنوعة ضد تلك الفئة التي لاتزال تتحايل على القيم الحضارية والإنسانية وفي ظنها أنها قادرة أن تنجو من الحصار، دون أن تدرك أنه قد حان أجل السقوط الحتمي مثلما سقطت كل الفئات الضالة التي تستمد قوة تنظيمها من فكر العصابات التي لاتعيش بغير القتل والاستلاب والتخريب، وذلك الصراع بين الفئات الضالة المنتمية إلى فكر ضال، يعري أساليبها في التحايل والتخفي، مما يجعلها غدا تسقط بسبب الصراع بين عناصرها الخائفة قبل أن تتلقى الضربة القاضية من قبضة النور الحضاري القادم إلى محيطهم المعتم.
الفئة الضالة وفكرها الضال ومنهجها الأسود وعناصرها الخفية والعلنية وقواعدها المادية والسياسية والتنظيمية والإعلامية وكل من يرتزق من وراءهم من المأجورين وبائعي الذمم:إلى مزبلة التاريخ.. قريبا !!
سالم اليامي
التعليقات