من يقرأ الرسالة التي وجهها الشعب الكويتي الى حكومته من خلال اختيار اعضاء البرلمان الجديد، يدرك جيدا بأن الوعي السياسي دخل مرحلة النضج وأن الاختيار يمثل ارادة شعبية وهجمة شرسه من الشعب في وجه الفساد والتطلع لمرحلة قادمة اصلاحية ولايمكن ان نرضى بغير ذلك، فما افرزته هذه الانتخابات من نواب اصلاحيون عادوا الى كراسيهم وحصدوا المراكز الأولى في دوائرهم لهو دليل على ان الاختيار جاء وفقا لمواقفهم الشعبية وسعيهم نحو تحقيق الاصلاح السياسي وقد شاهدنا ماذا حل بنواب الفساد والذين نالوا جزاءهم بمواقفهم السيئة وبيعهم المواطن من اجل مصالح شخصية، فالجميع كشفهم على حقيقتهم وأوصل لهم رسالة واضحة وصريحه، رغم ان القلة منهم قد اعيد انتخابة، وهؤلاء نجحوا بأصوات القبيلة وبمساعدتة نظام الانتخابات الحالي والذي فصل على مقاسهم وانا أقصد نواب المنطقة العاشرة، والذين نتمنى ان يصفيهم عملية تعديل الدوائر وتقصيهم من النجاح القبلي، فالرسالة التي وجهها الشعب نتمنى ان يكون الرد عليها وفقا لأهميتها وأن يكون التشكيل الوزاري قويا واصلاحيا كما هو حال مجلس الامة، لكي تكون الكفة متعادلة وتسير عملية الاصلاح بشكل متوازي ولكي لاتجر البلد الى التشنج وعدم التفاهم كما حدث في المرحلة الفائته والتي كانت الحكومة سببا رئيسيا فيه، ونتمنى ان يتم الاختيار فقا للكفاءة وبعيدا عن المحاصصة، فالبلد للجميع وليس لأشخاص معينين، ونتمنى إبعاد وزراء التأزيم واختيار من هو قادر على ادارة الامور السياسية وخدمة البلد بعيدا عن المصالح الشخصية، فدور المواطن انتهى عند اختياره لأعضاء مجلس الأمة ولم يبقى الا أن يشاهد دور الحكومة من خلال عملها القادم، والذي سيحدده اختيار وزراءها والذين نتمنى ان يتم اختيارهم عن طريق الكفاءة وهذه مسؤولية كبيرة على رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، والذي نال ثقة حضرة صاحب السمو أمير البلاد، ونحن نثق في الاختيار، ونتمنى لرئيس الوزراء التوفيق في حسن الاختيار وحمل الامانه الغالية، فالبلد يسير على طريق الاصلاح السياسي واولى خطواته هي تعديل الدوائر الانتخابية فهي المنفذ الوحيد نحو مزيدا من الاصلاحات السياسية، وهذا سيجعلنا جميعا نتفائل بأن (نعيدها كما كانت ) كما يقول شعار النائب الجديد مرزوق الغانم والذي يمثل الشباب الكويتي في مجلس الأمة ونتمنى ان نرى نشاطه وأفكاره تحت قبة البرلمان كما فعل في نادي الكويت والذي إنتشله من القاع الى القمة، فهنيئا لنا بهذا النائب المميز.

نقطة نظام : نبارك لنائب دائرة الصباحية الجديد جابر المحيلبي، ونتمى له التوفيق تحت قبة البرلمان، وأن ينقل هموم المنطقة للمسؤولين وأن يطبق شعاره نائبا للجميع، فالمنطقة مهملة والخدمات بها غير جيدة، فالمسؤولية كبيرة على هذا النائب ونتمنى ان يوفقه الله على حملها.

مسفر النعيس
[email protected]