صمْت الأنظمة العربية المريب بل المخزي أمام ما يجري في لبنان الحبيبة، تبِعَه تصريحات أشد خزياً ودعارة من الصمت الذي كان أقل دناءة من تلك التصريحات...
كم كان رائعاً ومفيداً أن تكون كل الأنظمة العربية قد وافتها المنية، وأصبحت في ذمة الله، كي تفسح المجال للشعوب والرجال كي يكونوا يداً واحدة ضد إسرائيل ومن ورائها أمريكا...
كم كان مجدياً أن تلتزم هذه الأنظمة صمت الحجارة، وركود المستنقعات الآسنة، والسبات الشتوي للزواحف، فذلك أقل سوءاً وامتهاناً من أن تتبرأ من المقاومة المقدسة، وتتنصل من واجبها الديني والقومي بل الإنساني (إن كانوا ينتمون إلى هذه النوع من المخلوقات) أمام الشعب اللبناني.
وعلى الرغم من أن فرنسا (التي احتلت سابقاً كثيراً من بلادنا) أوفدت رئيس وزرائها للتعاضد (الذي لا يجدي كثيراً، ولكنه يبيض الوجه قليلاً أو على الأقل يمسح شيئاً من سواده) مع لبنان، فإن هذه الخطوة ستلطخ وتمرغ رؤوس الكثير من تلك الأنظمة العربية التي تخشى حتى من التعاضد اللفظي مع المقاومة، فلم نسمع عن مسؤول عربي كبير (أو حتى مراهق) زار بيروت خلال هذا العمل الصهيوني المسعور، إما خوفاً من أن يتسخ حذاؤه اللامع من غبار الخراب الدموي والمدوي، وإما خوفاً من أن تسجل زيارته هذه في سجله الأسود ..........
ربما نرى في الأيام التالية لزيارة رئيس وزراء فرنسا، بعضَ الزيارات لبعض المسؤولين العرب وذلك للتبخير وتلطيف روائح العفن العربي الرسمي.
(نصر الله) لم يتفاجأ من عدم تقديم الدعم المادي والعسكري للمقاومة، لكنه على الأغلب صدم من أن تقوم كثير من هذه الأنظمة بمهاجمة المقاومة سراً وعلناً، بشكل مباشر وغير مباشر، على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الإعلامي...
إن كل تصريح أو إعلان أو مقال أو إبداء رأي (في هذا الوقت) ضد المقاومة هو بكل المقاييس خيانة كبرى لكل الديانات والقيم والمبادئ النبيلة...، هو وقوف حقيقي مع إسرائيل كي تتابع عملها (التأديبي) للمجاهدين اللبنانيين.
كنت أود أن تكون الأنظمة العربية في ذمة الله ، كنا ترحمنا عليها على الأقل، لكنها وللأسف الشديد في ذمة الشيطان... أمريكا الذي تدور في فلك إسرائيل..
القمم العربية القادمة (هذا إن قامت لها قائمة) كسواها من القمم، التي لا تنجب إلا مسخاً من القرارات غير الملزمة التي لا تهز ذيل بعير ولا تستحق حتى ثمن الماء الذي تنقع فيه ليحتسيها المجتمعون بعد وليمة غداء محترمة على شرفهم... والجنوب الصامد والمقاوم، يشتمه سوقة المفكرين مع كل صاروخ إسرائيلي يسقط على الجنوب.
لو اتفقت جميع الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج على القيام بقصف صاروخي موحد على إسرائيل (لمدة ساعة واحدة فقط) لمسحت إسرائيل من الخريطة إلى الأبد... وليأتي بعد ذلك الطوفان...
والكثير من الدول العربية يمتلك القدرة المادية للقيام بذلك...
ماذا تفعل الأنظمة العربية بأساطيلها وجيوشها وأسلحتها الثقيلة؟؟؟
هل تخبئها ليومها الأسود حين تنتزعها الشعوب من كراسيها بالملقاط لترميها في سلة المهملات...؟
أيتها الأنظمة العربية لماذا تشترين الأسلحة والصواريخ بمئات المليارات من الدولارات؟ لماذا تنفقين أموال الشعوب على التسلح...؟
إذا لم يكن هذا اليوم هو يوم السلاح العربي الشامل، فليذهب السلاح العربي مع الأنظمة العربية إلى الجحيم، التي تقول دائماً: هل من مزيد...؟
لن يترحم عليك أحد أيتها الأنظمة العربية (الآيلة للسقوط) بعد سقوطك المدوي الذي هو آت آت آت...
بعد خمسين سنة أي خزي سيصيب أحفادنا حين سيقرؤون تاريخنا الأسود من التخاذل والخيانات التي لا تنتهي...!!!
ولله الأمر من قبل ومن بعد
علاء الدين الحلبي
مسلم من بلاد الله الواسعة
التعليقات