عود على بدء


ولد صديقي محمد مصطفى استيتي في قرية المنسي قضاء حيفا قبيل قيام دولة اسرائيل بستة شهور الدولة التي افتتحت وجودها باغتيال والد الطفل الرضبع انذاك محمد اسيتي والذي حملته والدته وفرت به الى مدينة جنين مقتنعة بالنداء العربي للخروج تحضيرا للعودة، اليوم تقترب والدة محمد من اواخر العمر وقطع محمد نصف مئويته قبل ثمان سنوات وشغله الشاغل هذه الايام كيف سيعود ليحمل والدته الى هناك قبيل وفاتها علها تدفن بجانب الرجل الذي لم يلتقيه ابدا بسبب رصاصات اقامة دولة اسرائيل على انقاض المهد الذي كان ينبغي ان يربى به محمد طوال حياته.
منذ اضرابنا عن الطعام في اوائل ايار هذا العام 2006 والذي سعينا للقول به ان هناك عدو آخر هو الذي يسرق قوت اطفالنا وحياتهم وان الديمقراطية ليست السبب في غياب الخبز بل اعداء امتنا واعداء البشرية هم الذين لا يؤمنون بالديمقراطية الحقيقة، منذ ذاك ومحمد لا هم له سوى كيف يمكننا اسكات نار الداخل، ومنع الفتنة وهو لذلك يقترح اقتراحات عديدةفي سبيل مواصلة الكفاح على طريق الحرية لا مواصلة الاختلاف على طريق تدمير الذات، كان اضراينا ناقوس خطر ولكن احدا لم يكترث له ابدا والجميع اعتقد انه ضدهم ولم يتنبه احد ابدا عدانا نحن السبعة الى ان الحركة كانت في الطريق الصحيح وضد العدو الصحيح.


المهم ان محمد وانا معه ننادي الجميع ان يقترحوا علينا حلولا لكي نواصل الكفاح بشكل او بآخر دون ان يتعارض كفاحنا مع فلسطينيتنا، ودون ان نجد انفسنا في صراع مع هذا الفصيل او ذاك، نحن نريد آلية للكفاح ضد العدو الوطني وفي سبيل حرية بلادنا وفي سبيل الاحلام التي بدانا الكفاح في سبيلها، نريد كفاحا يعيد لنا فلسطينيتنا كي نتمكن من استعادة فلسطيننا.


لنبدأ مسيرة كفاح بدل حالة الصمت والانكفاء الى الداخل التي نعيشها، ان علينا ان نبدأ قبل ان ترحل والدة محمد عن الدنيا وقبل ان يتمكن البعض من دفعنا الى حافة كراهية الذات، ان علينا ان نبدأ والا فان نموذج يوسي سريد بين الاسرائيليين سيكون النموذج السائد وهو يرفض عرض الحكومة النروجية لاعطاءه جواز سفر ليتمكن بواسطته من حضور احد المؤتمرات ليصرخ يوسي سريد لا لا اقبل سوى جواز السفر الاسرائيلي فليس لي سوى اسرائيل وطنا، وبالمقابل يقف الفلسطينيون طوابيرا في كل العالم امام سفارات الغرب وفي المقدمة سفارة العدو الاول امريكا بوش بحثا عن جوازات سفر ايا كانت بديلا لهويتهم الوطنية، هل نذهب الى العرب لنصرخ بهم انقذونا من انفسنا.


كل ما تقدم مطروح امام كل فلسطيني واما كل عربي وكل مكافح في سبيل الحرية ليبدي رايه وبالسرعة الممكنه حتى لا نفقد ما تبقى لنا من الحلم وينحر الاغبياء كل امل لمحمد بمهد طفولته ولوالدته بلحد نهايتها، انني اصرخ باسم صديقي محمد وباسمي تعالوا معا نفتح بوابة توصد ريح الموت وتشعل راية الكفاح التي اغتالها الغباء والنرجسية والذاتية، تعالوا معا نعيد للعرب واجبهم الذي انتزعناه منهم، ونعيد للامم المتحدة ودوائر الاجراء لديها حقنا في تمكيننا من تنفيذ قراراتهم، اقترحوا علينا، فهذا ليس مجرد مقال، انه دعوة للمشاركة ولو بالفكرة او الفعل حتى لا نغرق في خلافاتنا الداخلية وننتحر عندها.


تعالوا معا فلسطينيون لا اكثر ولا اقل، فلسطينيون لاهم لنا سوى فلسطين، فلسطينيون بلا الوان او بالوان العلم التي تدرك ان ذاتها مرتبطة بالاخر والا فلا معنى لوجودها
تعالوا معنا بالفعل او الفكر لنحرق الوان التناقض العمياء التي لم تعد ترى الا ذواتها وذواتها فقط، ام ان طريق محمد ووالدته الى المنسي الحلم والمنسي الارض والمنسي الطريق بات نسيا منسيا وصار الوطن جماعة معلقة بالهواء ايا كان اسمها او لونها او تاريخها، تعالوا معا نصرخ ان لا مجال للسير الى الامام ان لم تتحد سواعدنا بدل اقتتالها شكلا ومضمونا.

عدنان الصباح