صدر عنquot; مجلس قيادة الثورة لهيئة علماء المسلمينquot; البيان رقم 312 quot; حول انزال العلم العراقي في شمالنا الحبيب quot;. والبيان الذي يتناول ويستنکر قرار السيد مسعود البارزاني بانزال العلم العراقي الحالي لحين اصدار العلم العراقي الجديد کما نص عليه الدستور لايشير الى اسم اقليم کوردستان باسمه رغم انه بات يعرف رسميا بهذا الاسم. والاشارة الى اقليم کوردستان بالشمال الحبيب ليست بالتسمية البريئة النابعة من النوايا الطيبة کما قد تبدو للبعض، لاسيما لمن هم غير ملمين بالشأن العراقي وحروب الدکتاتوريات ضد الشعب الکوردي.


الشمال الحبيب کانت على الدوام التسمية التي يطلقها عتاة الشوفينيين القوميين العرب في العراق لتجنب لفظ تسمية کوردستان، وعندما کان هؤلاء يستولون على مقاليد الحکم بانقلاباتهم العسکرية کانوا يمنعون کل استخدام او لفظ لهذه الکلمة وينال من يستخدمها اشد العقاب. وفي الحقيقة کانت مفردة کوردستان اضافة الى مفردات عديدة اخرى من الممنوعات في قوائم هؤلاء، فمثلا کان يتوجب على الجميع وعلى کل الاصعدة الرسمية وغير الرسمية استخدام تسمية المخربين او المتمردين بدل البيشمرکا، والجيب العميل بدل الحرکة الکوردية..الخ


وفي حين کان فيه هؤلاء يتحدثون عن quot; الشمال الحبيبquot; کانوا يعيثون في ارضها فسادا وينثروا فيها الدمار والرعب ويحرقونها بالنابالم والفسفور والخرد السيانيد. هذا ماعهده الکورد من هؤلاء منذ اعوام عبدالکريم قاسم الاخيرة وبالتحديد منذ عام 1961 ولغاية سقوط الفاشية عام 2003. وحتى نظام البعث الصدامي الذي اضطر امام اصرار القيادة الکوردية في مفاوضات عام 1970 للاقرار قانونا بتسمية منطقة کوردستان بدا بالتراجع عن استخدام هذه التسمية وکانت غالبا تستعاض بکلمة الشمال.


وبما ان استخدام تسمية الشمال الحبيب کان ذو مدلول سياسي عنصري اکثر منه جغرافي بريء کما تبدو التسمية في ظاهرها، فان الانسان الکوردي العادي کان يميز الصديق من غير الصديق من خلال هذه التسمية. فکان يعتبر من يساله : شنو اخبار کردستان.. غير الذي يساله : شنو اخبار شمالنا الحبيب.. فالسائل الاول کان من الغالبية العراقية التي کانت ترى في کوردستان الامل في الخلاص من الدکتاتورية والفاشية، وانها الملاذ والمأوى للاحرار من العراقيين، بينما کان السائل الثاني يمثل التيار العنصري الذي کان يعادي کل ما هو کوردي وبالتالي کل ما هو ديمقراطي تحرري عراقي.


وبيان هيئة بعض علماء الدين السنة في العراق والتي تسمي نفسها هيئة علماء المسلمين الذي يحمل رقم 312 والذي ذکرنا ببيانات مجلس قيادة الثورة المقبور خلى من اي ذکر او اشارة لاقليم کوردستان بل اکتفى بتسمية quot;الشمال الحبيبquot;. وفي ذلك دلالة بالغة تضاف الى الدلالات الاخرى الى ان هذه الهيئة ولاسيما رموزها من الظواري ما هم الا امتداد لذات العقلية العنصرية والفاشية التي کانت السبب في مأساة کوردستان بشکل خاص والعراق بشکل عام، وهي ذات العقلية التي تحلم باعادة العراق الى عهد التسلط الدکتاتوري البغيض حتى لو کان الثمن حربا اهلية ودمار العراق.


ان هيئة العلماء المسلمين ان کانت هي كذلك، فهي مدعوة الى اتقاء الله والکف عن الدعوة لتخريب العملية السياسية والسلم الاهلي من خلال جماعات التکفير الظلامي وفلول الصداميين.

آسوس جمال قادر

[email protected]