يؤخذ الإبن بجريرة والده، كما كنت تفعل يا صدام


للمرة الثالثة أذكر هنا ما إستشهدت به في مقالتين سابقتين. وهو رد الإمام الراحل. الخميني. على الإشاعات التي روجتها إسرائيل أثناء الحرب العراقية الإيرانية، والتي قالت فيها بأنها تزود أيران بالأسلحة. إذ قال. / إسرائيل تدرك مكروهيتها عند العالم لذلك عندما تريد أن تسيء لدولة ما. تقول أنها صديقتي !!!!
ليس ربما. بل أكيد أن صدام وجلاوزته قد سمعوا بتلك المقولة المأثورة للإمام الخميني. خاصة وأن وقع الإشاعة الإسرائلية ما زالت راسخة في الأذهان الخصبة لقبول كل ما يسيء للآخر المخالف لهم عرقياً اومذهبياً. رغم أنهم اليوم في دفوعاتهم عن ممارسات الطاغية أثناء حكمه يذكرون مساندة أمريكا له في حربه ضد إيران لوقف وإجهاض مفعول الشعار الذي نادت به الثورة الإسلامية. وهو تصدير تجربتها إلى خارج حدودها. إذن كيف تجيز أمريكا لربيبتها إسرائيل تجهيز عدوتها بالأسلحة ؟؟!!
تطبيقاً عملياً لما أشار اليه الخميني نفذ دكتاتور العصر صدام خطة إسرائيل في جلسة محاكمته الأخيرة حين إتهم والد قاضيه بأنه كان وكيلاً لأمنه !!
تماماً كما فعل أخوه برزان حين نادى السيد المدعي العام جعفر الموسوي ( بالرفيق ) في قضية الدجيل لإدراكه جيداً بأنها ستسقطه ( أخلاقياً ) من نظر الشعب العراقي الذي يمقت صفة الرفيق البعثية..
إذا كان إتهام صدام لوالد القاضي الجديد صحيحاً فلماذا لم يعاتبه لقبوله منصب مقاضاته وهو إبن واحد من الذين ثبتوه في الحكم لطيلة ما يقارب الأربعة عقود بإفشائه له إسرار المحاولات الإنقلابية بدل أن يتعصب ويعيره بوالده ويصير إضحوكة بحركته الصبيانية ( الشلولوية ) وهو يشير إلى ما تحت وسطه لإثبات أن أبو القاضي قد أجرى عملية الفتق !!!!
ولو إفتضرنا صحة إدعاءه. ألا يعني ذلك حقيقة كل ما قيل عنه بعدم وفائه لغامريه بالجمائل ؟؟!!
أما نحن. ذوي ضحايا الدكتاتور فلا يهمنا عما إذا كان ابو القاضي وكيلاً للأمن او لا. المهم هو أن لا يدع الطاغية وأعوانه من جعل محاكمتهم فرصة لهم لقتل المزيد من أبرياء العراق بخطاباتهم ( الشفروية ) أو تركهم يهينون الأرواح في المقابر الجماعية دون رادع كما كانوا يفعلون في ظل القضاة السابقين مما أدى إلى موت الكثير ممن فقدوا أحبتهم وفلذات أكبادهم، بالسكتة القلبية.
أما أنت أيها القاضي الشاب. محمد عريبي. فأثبت للطاغية بأنك ذاك الفتى الذي لم يقل ( كان أبي ).
حسن أسد