بلا شك ان خطة الرئيس الأمريكي جورج بوش الجديدة لتقويم الوضع المعوج في العراق، ولفرض الأمن والاستقرار في ذلك البلد النازف دماً والممزق بأنياب ومخالب الإرهاب الذي بات يُشكل المعضلة الحقيقية و المطب الكبير الذي يعيق تقدم عملية البناء والإعمار في العراق، أقول بلا شك أن تلك الخطة جيدة، ولكنها بحاجة إلى نقاط تكميلية تكون بمثابة الطبخة الرئيسة التي قد تكون بحاجة إلى quot;بهارات وتوابلquot; الرئيس بوش التي انتشرت رائحتها خلال خطابه الأخير الذي وصفه مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس جيمي كارتر(( زبيغنيو بريجينسكي)) في مقاله المنشور في صحيفة الواشنطن بوست بأنه خطاب لم يتمكن خلاله الرئيس: (( من مقاومة إغراء التسطيح والتبسيط الدعائي الديماغوجي، لمجمل التحديات التي تواجهها بلاده وإدارته في العراق)).
وعليه أقتضت الضرورة أن نورد بعضاً من عشرات النقاط التي أغفلها الرئيس بوش في خطته الجديدة والتي ربما تكون حلاً أو قد تساهم في حل المُشكل العراقي الحالي:
أولاً: تعيين حاكم عسكري لبغداد والمحافظات ومجلس حكم محلي يديره ضباط ينتخبون مباشرة من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي ودون تدخل الأحزاب والقوى السياسية أوالدينية.. وفرض الحكم العسكري في كل محافظة ومدينة عراقية دون النظر لأية اعتبارات وحسابات طائفية أو مصالح شخصية ضيقة.
ثانياً: تعطيل أحكام الدستور وإعلان حالة الطوارىء في البلاد لفترة يحددها رئيس الوزراء.
ثالثا: إن المشكلة الحقيقية في العراق هي ليست عسكرية أو أمنية فقط، بل ركيزتها الأساسية المشكلة السياسية والصراعات الطائفية والعرقية التي نشبت في البلاد على كراسي الحكم بُعيد سقوط صنم الجاهلية الثانية..وعليه يجب دعوة جميع القوى السياسية والدينية المعارضة والمشتركة في العملية السياسية للدخول في حوار جدي نافع ولمدة قصيرة نسبياً للخروج بتوصيات لبلورة أجماع وطني يهدف إلى خلق روح جديدة متفاعلة مع العملية السياسية وما يريده المواطن العراقي البسيط تلبية لحاجاته وحلاً لمشاكله التي باتت مستعصية.
رابعاً: التفاهم على صيغة أو حل وسط لخروج قوات الإحتلال من العراق..وتكون أما بتحديد جدول زمني للإنسحاب التدريجي المزمع من العراق بشكل كامل، أو بخروج القوات الأمريكية من المدن الرئيسة والإبقاء عليها لفترة زمنية محدودة في قواعد معينة حتى تستكمل قوات الأمن العراقية استعداداتها ووتولى عملية حفظ الأمن في البلاد بشكل كامل.
خامساً: التنسيق مع دول الجوار العراقي
لمنع دخول المتسلليين عبر حدودها..كثُر الحديث حول هذه النقطة والمستغرب حقاً أن تَرفع بعض حكومات تلك الدول المجاورة للعراق شعارات الحفاظ على أمن واستقرار العراق دون أن تساهم بشكل فعًال في الحد من خطورة المسلحين العابرين للحدود، أو دون أن تساهم في آلية عمل مشتركة مع الحكومة العراقية لتنفيذ تلك الستراتيجية التي باتت شوكة في حلق أمن المواطن المفقود.. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إذا كانت تلك الدول تخاف على وحدة وسلامة أراضي العراق، وتخشى الإرهاب المتسلل عبره إلى أراضيها في عملية عكسية((رمتني بدائها وانسلت))!! فلماذا إذن لا تمضي قُدماً في مخططات كسر شوكة الإرهاب-كما تدعي- وتغلق الأبواب المفتوحة على مصراعيها للحد من خطورة الجيل الإرهابي الجديد المتنامي من وراء الأظهر؟! ولماذا لا تتفاعل مع طلبات الحكومة العراقية، مُنذ مايقارب الأربع سنوات، لضبط الحدود المفتوحة؟!
سادساً : حل أزمة البطالة: فتح مشاريع في المناطق المستقرة نسبياً وتشغيل عشرات الآلاف من العاطلين عن العمل لإيقاف عملية استغلالهم في الإرهاب الذي يضرب نصف مساحة العراق تقريباً.
سابعاً: فتح ملفات الفساد الإداري والمالي والسياسي ومعالجتها من خلال تشكيل لجان تخضع لسلطة رئيس الوزراء بشكل مباشر وعلى الأخير أن يبدأ عملية قيصرية لبقر بطون الفساد أينما تواجدت.
ثامناً : بدأ عملية إعادة اعمار وبناء اللُحمة بين أبناء الشعب العراقي، وتثقيف المواطنين بدورهم الوطني للقضاء على الطائفية الجديدة وللتخلص من بقايا الأوهام وخزعبلات التأريخ التي تحاول خفافيش الظلام نشرها لتبقى تعتاش على فتات الجهلة.
تاسعاً: أماطة اللثام عن التحركات المشبوهة لبعض قادة الأحزاب السياسية والدينية وفضح إرتباطاتهم الدولية والأقليمية ونزع الرداء المقدس عن تلك الوجوه التي تحاول العبث بأرواح المواطنين من خلال اللعب على وتر الطائفية المقيتة!
عاشراً: لا ننسى أخيراً عملية quot;الكوماندوس الكبرىquot; التي يجب أن تبدأ مُنذ الآن والتي تتضمن:
أ- إنهاء عمل المليشيات وحل جميع التشكيلات المتواجدة على الساحة على إختلاف تسمياتها وأنواعها وإنتماءاتها الطائفية والعرقية والسياسية.
ب- البحث عن أولئك المتورطين في نخر عظم التشكيل الأمني للجيش والشرطة وإختراق الوزارات والمؤسسات الأمنية والخدمية الأخرى.
ج- البحث في أقبية السجون والمعتقلات السرية لإطلاق سراح الأبرياء الذين أعتقلوا دون ذنب أو جريمة!
معد الشمري
صحافي وإعلامي
[email protected]
التعليقات