لا أعتقد أن هناك إنساناً منحطاً في لغته، متهتكا في أسلوبه، وفي الوقت ذاته (سيء) ولا يدري أنه سيء مثل فاروق الشرع. تشعر حينما تسمع أو تقرأ مقولاته وتعليقاته السياسية أن الرجل يحمل كماً من الحمق والحقد والبذاءة، فضلاَ عن الغباء والبعد عن قراءة الأحداث قراءة موضوعية.


ماذا يريد، وعماذا يبحث، ولماذا قال هذه الجملة، أو تلفظ بذلك اللفظ ؟ أسئلة تبقى مستعصية على الفهم. فلا تدري لماذا تحدث، ولا تدري لماذا سكت! فالرجل عندما تتعامل معه تشعر أن فهمه في أصول اللغة الدبلوماسية، والعلاقات الدولية، لا يعدو أن يكون فهم وإدراك (رجل شارع) يتسكع خارج حدود الزمان والمكان، دونما قدر ولو ضئيل من الضوابط الأخلاقية. وعندما يتحدث الشرع تجد أنه أقرب ما يكون إلى رجل قام لتوه من عقد الستينات (عقد القوميين) ليجد نفسه يتعامل مع مستجدات العقد الأول من الألفية الثالثة. كل تصرفاته (مفارقات)، وأسئلة تبحث عن إجابة، تثير من الضحك بالقدر الذي تثيره من الاشمئزاز، و(قد) تعطف عليه وأنت تراه وصل إلى هذا المستوى المنحط في تعاملاته وخطاباته الدبلوماسية وهو يحتل منصب الرجل الثاني في التراتبية الدبلوماسية السورية. يقولون : أنه مازال (مهندس) الدبلوماسية السورية، ويقول آخرون : بل أنه (ركل) إلى الأعلى، إلى نائب الرئيس، بعد أن فشل في إدارة الدبلوماسية السياسية كما ينبغي، وليمارس أدواراً محددة قبل أن يُحال إلى (المعاش) الذي أراه الآن يقترب منه يوماً بعد يوم؛ فلا يُمكن أن يستمر رجلٌ بهذه العقلية وهذه اللغة على رأس مؤسسة دبلوماسية لإحدى (دول الموز) في أمريكا اللاتينية فكيف بدولة مؤثرة في المنطقة مثل سوريا؟


العزلة السياسية الخارجية التي تعيشها سوريا مع دول المنطقة ndash; فيما عدا إيران ndash; سببها رعونة الشرع السياسية كما يؤكد ذلك من يعرفوه وتعاملوا معه. فلديه ndash; على ما يبدو ndash; قصور لا يضاهيه فيه أحد في عدم قدرته على قراءة اللحظة المعاصرة بموضوعية؛ والتماهي مع متطلبات المرحلة، والتعلق بالأوهام، والبعد عن الحقائق، الأمر الذي جعل سوريا الآن تمر بأسوأ سنوات العزلة في تاريخها المعاصر على الإطلاق. كان الشرع مجرد (ناقل) رسائل في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، وكان الجميع يلقبونه آنذاك ب(الحمام الزاجل)، حيث كان لا يهش ولا ينش، مجرد ناقل تنتهي مهمته بإيصال الرسالة أو استلامها؛ وعندما تسنم سنام الدبلوماسية السورية ابتدأت الدبلوماسية السورية بالانحدار، والتخبط، والعزلة. ولعل ما تعانيه الدبلوماسية السورية من عزلة وعدم قدرة على النفاذ إلى ما وراء الحصار السياسي المفروض عملياً على القرار السياسي، فضلاً عن المستقبل المظلم الذي ينتظر بعض المتورطين في المحكمة الدولية في مقتل الرئيس الحريري، كل ذلك يحتم على القيادة السورية أن تعيد حساباتها في طريقة تعامل رجل كالشرع في قضايا تكتنفها هذه الحساسيات، وتريد رجالٌ يعرفون كيفة التعامل مع المرحلة الجديدة، خاصة وقد أثبتت التجارب أن الفترة التي أشرف فيها الشرع على الدبلوماسية السورية كانت من أسوء الفترات في تاريخ الدولة السورية الحديثة. فهل ينقذ السوريون وطنهم من تصرفات هذا الرجل القميء؟

محمد بن عبداللطيف آل الشيخ