حادثة رمي الحذاء اتجاه الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في آخر زيارة له للعراق والمنطقة، ستبقى تاريخية عالقة في الذاكرة، ملازمة لاسم الرئيس بوش، الرئيس الذي لن ينساه التاريخ، ففي عهده حدثت حوادث تاريخية مؤثرة في العالم، حيث تعرضت أمريكا لعملية إجرامية حادثة 11 سبتمبر الشهيرة، وشهد العالم في عهده اكبر عملية بوليسية في العالم باسم القضاء على الإرهاب، وقامت الإدارة الأميركية بردة فعل تجاوزت قوانين حقوق الإنسان وراح نتيجتها ضحايا أبرياء، وفي نهاية عهده تعرض الاقتصاد العالمي للانهيار، وسيكتب التاريخ بان جورج بوش من اغرب الرؤساء الأميركيين!.
الأحذية والدكتاتورية
ومن المهم إن نذكر بان التاريخ وأبناء المنطقة العربية وبالخصوص العراقيين لن ينسوا جورج بوش الابن إذ في عهده تم إسقاط نظام طاغية المنطقة صدام الدكتاتوري، وذلك حينما تم إسقاط صنمه في ساحة الفردوس، الساحة التي سجلت مشاعر الشعب العراقي بالمناسبة..، فما ان لامس الصنم الأرض حتى قام الحشد الكبير بضرب رأس صنم صدام بالأحذية المتهالكة المليئة بأوبئة الكراهية للنظام الصدامي. ثم توالت صور ضرب صور صدام بأحذية الشعب العراقي، الذي لم يجد طريقة يعبر عن فرحته بسقوط النظام الظالم وكراهيته إلا بالضرب والدوس بالأحذية!
وفي عهد بوش تم القبض على صدام في حفرة..، وتم توزيع صور إخراجه من الحفرة، وهو يترجى الجنود بعدم إطلاق النار وهو بين أحذيتهم العسكرية، بعد ذلك تم إجراء محاكمة له، وهي أول محاكمة لرئيس عربي شهد العالم فصولها المثيرة، ثم صدر قرار قضائي بإعدامه شنقا، وليس ضربا بالأحذية!.
وكادت بعض أنظمة المنطقة تسقط وتتعرض للدوس بالأحذية من قبل شعوبها لولا أنها قدمت تنازلات تلو التنازلات لتحافظ على بقائها!. بسبب الغضب الأميركي بعد أحداث 11 سبتمبر.
حوادث غريبة
ولم يسلم طالبوا الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة في المنطقة (الذين صدقوا وتفاعلوا مع شعار أمريكا بدعم الديمقراطية في المنطقة) من نكبات بوش الذي تراجع عن دعم الديمقراطية وترك هولاء يصارعون مع أنظمتهم.
الرئيس بوش المليء تاريخه السياسي بالأحداث الغريبة ختم حياته السياسية في المنطقة بحادثة تاريخية غريبة ستبقى وصمة عار خالدة، من خلال رشقه بالحذاء، حيث إن رفع الحذاء تعبير عن مدى الإهانة والاحتقار حسب العرف العربي، وان رمي الحذاء هو ابلغ الصور على الاحتقار والكراهية والاستنكار.
وما ذلك العمل التاريخي؛ الجنوني عند البعض والشجاع عند البعض الاخر؛ إلا دليل على رفض شعوب المنطقة للسياسة الأميركية في المنطقة، وتحميل الإدارة الأميركية المسؤولية عن قتل الأبرياء والوضع المؤلم في المنطقة وبالخصوص في العراق وفلسطين ولبنان..، وهذا الموقف الكبير والمهين رسالة قوية جدا إلى إدارة الرئيس الأميركي الجديد اوباما. بضرورة تغيير السياسة البوشية والبحث عن سياسة جديدة.
الشعوب المقهورة والأنظمة
الملاحظ في حادثة الحذاء التاريخية، إن الحذاء استخدم من قبل الشعوب العربية المقهورة في ظل أجواء الديمقراطية وليس الدكتاتورية. وذلك بعد سقوط نظام صدام حيث تم ضرب صنم وصور صدام بالأحذية العتيقة، وعند وداع بوش. وكأن قمة نعمة العيش في ظل الديمقراطية للشعوب العربية المظلومة والمسكينة، للرد على الظلم والدكتاتوري والعنجهية هو الضرب بالحذاء.. كأعظم إهانة، لأنها شعوب يائسة فاقدة للثقة والآمان ولو كان النظام ديمقراطي!!!.
يا جماعة؛ الحادثة ستجعل الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة تعيش الخوف والهلع من أن يكون مصيرها تحت الأحذية..؛ وهناك توقعت بصدور قرار منع ارتداء الأحذية للشعوب لأنه الشرط الأساسي لاعتراف الأنظمة بالديمقراطية المفصلة بالمقاس!!
علي غراش
التعليقات