بدءاً لابد من تهنئة الفريق المصري لكرة القدم على الحالة الرائعة التي ظهر فيها خلال مباريات بطولة كأس أفريقيا التي تجري في غانا وكل اُمنياتنا أن يواصل لاعبوه المشوار بنفس اللياقة العالية والمثابرة الغيورة أمام فريق الكاميرون لنيل اللقب..
المستمع الحاذق للمعلقين المصريين عند نقل مباريات فريقهم الدولي. تلفزيونياً وإذاعياً يكتشف ظاهرة لفضية غريبة لديهم ( لا أدري فيما إذا كان القصد وارداُ في النية أم لا !!؟). وهي إنتمائية لاعبيهم لفرعون عند الفوز وعروبيتهم بالخسارة، فغالباً ما نسمع المعلق المصري بعد تسجيل فريقهم لهدف يصرخ بأنفعال.
بص، شوف. الفراعنة بيعملوا إيه!
أما إذا خسروا المباراة فيتأسف لأن أولاد مصر العربية خذلوا إخوتهم العرب الذين إنتظروا إنتصارهم!!.
لو دققنا جيداً في كلام المعلق المصري فسنجده صادقاً في الأول ومستخدماً التورية في الثاني، فهو يدرك جيداً بأن بعضهم لا يود الخير لبعضه الآخر لعلمه بنفاقهم من جراء مخالطته لأصحاب القرار...
عند إفتتاح كل دورة تنافسية في مختلف المجالات. رياضية. فنية. ثقافية. التي تجري بين الدول العربية، يلقي المسؤولون خطباً عصماء تشيد بالتآلف العربي وما إقامة مثل هذه الدورات إلا لغرض التآزر والتعارف ما بين الأخوة العرب لذلك فأن فوز واحدهم على الآخر لا يعني شيئاً ولايؤخذ بعين الإعتبار ما دام التنافس شريفاً وإذا ما إنتهت تلك المنافسات نسمع بقرارات إقالة المدربين وتوبيخ الفنيين وتسخيف المثقفين وفي بعض الدول سجنهم لأنهم سمحوا ( للإخوة ) الأعداء أن يفوزوا عليهم!!
ظاهرة ( بالوجه مراية وبالقلب سلاية ) نحسها ونشاهدها جلياً قبل وبعد كل مباراة تجرى مابين فريقين عربيين عندما يكون النقل التلفزيوني لها حياً وذلك من خلال مناقشات الخبراء والمحللين الرياضيين. طبعاً كل منهم في إستوديو تلفزيون بلده.
فقبل المباراة يقومون بتقييم مميزات لاعبي الفريقين وخطط مدربيهم ومن ثم يتمنون لهما حظاً سعيداً ولعباً جميلاً مصرين على أن النتيجة لا تعني لهم شيئاً فكلهم ( عرب ) لتبدأ المباراة وينتهي شوطيها بفوز أحدهما وتعود الكاميرات إلى إستوديوهاتها لنرى محللي الدولة العربية الفائزة وهم ( طايرين من الفرح ) وكأن فريقهم قد هزم إسرائيل أما الطرف الآخر فيصب جام غضبه على خطة الفريق داعين إلى إقصاء المدرب وتبديل اللاعبين لأنهم ( سودوا وجه بلدهم )..!!!!
من ما سبق نستنتج بأن كل دولة عربية ( تحود النار لقرصته ) ليس في الرياضة فقط بل في جميع المجالات أما جملة ( لا فرق ) فهي جملة تزويقية لذر الرماد في العيون.!!!
هنا أود الإشارة إلى ظاهرة إستشرت في السنوات الأخيرة وهي شعار ( بلدي أولاً ) حيث يصرخ المصري مصر أولاً. والاُردني. اُردن أولاً والسوري. سوريا اولاً حتى الصومالي يصيح. صومال أولاً فيقال في الشعار إنه نفث وطني صحي أما إذا صرخ العراقي ( العراق أولاً ) فيتهم بالدعوة للإنسلاخ من جلده العربي عجبي..
حسن أسد
التعليقات