رداً على مقال نشر لي قبل فترة ليست بالقليلة في جريدة الأتحاد عقب الكاتب كوليزادة بمقال بعنوانquot; إستدراكات على أزدواجية وفساد القيادة الكردستانيةquot; في جريدة ايلاف الكترونية.. بداية بودي أن أوضح للكاتب بانه ليس من العيب أن أكون كادراً للإتحاد الوطني الكردستاني مثلما ليس بعيب أن أكون خارج هذا الأطار حتى وأن كنت كذلك فأنا حر فيما أطرحه من أراء مثلما هو حر في توجيه الأتهامات ليس للإتحاد الوطني الكردستاني فحسب وانما الى الديموقراطي الكردستاني والقيادة الكردستانية برمتها وعلى رأسها الرئيسان جلال طالباني ومسعود بارزاني- وأريد أن أوضح أيضاً بأن الحزبين المذكورين وقيادتهما ليسوا بحاجة الى من يدافع عنهما خصوصاً أنهما يمتلكان وسائل اعلامية هائلة وناطقين رسميين يردون عند الوجوب على تخرصات بعض الكتاب غير الحريصين على نجاح التجربة الديموقراطية والتي هي ثمرة كفاح مرير ودماء زكية لآلاف من الشهداء.

في سياق لا يعترف الكاتب ضمناً بأزدواجيته ويسميها: أرقى أشكال الوطنية..!
ويقارن نفسه بالرئيس جلال طالباني وحزبه متهماً موقفه من الأحداث والتغييرات الجارية بالانقلاب على المبادئ والقيم السياسية.
بحسب تعبيره ومذيلاً أزدواجيته بـquot; أرقى أشكال الوطنية..!quot; وتوضيحاً لهذه الفقرة من مقال الكاتب نقول: نرى أن الكاتب لايزال يعيش أوهام نمط الاشتراكية البالية التي روجت لها الأحزاب الشرقية ويتباكى على أنظمتها التي أنهارت واحدة تلو الأخرى بسبب قراءتها الخاطئة للتطورات الاقتصادية والاجتماعية وأحداث الربع الأخير من القرن المنصرم وكذلك يتجاهل الكاتب ومع سبق الأصرار تحول سياسات الدول بعد البرسترويكا، والتي نراها صائبة لانها تتماشى مع متطلبات عصر العولمة وتستجيب لرغبات وحاجات مواطنيها، ولنا أن نسأل الكاتب جرجيس كوليزادة: هل نسمي هذه التغيرات أنقلاباً في المبادئ والقيم السياسية أم نعتبرها تحديثاً وتجديدا في الأستراتيجية؟. أن ماحدث من تغيرات في سياسة الاتحاد الوطني الديموقراطي والكردستاني وقيادتهما لم يخل بالمبادئ الاساسية التي ناضل الحزبان من أجلها، الصداقة مع أحدى أكبر دول العالم ليس بعيب وانما العيب في معاداتها خصوصاً ونحن ذقنا طمع المعاداة ولا أضمن بأن هناك قوة في العالم تعادي أمريكا سوى القاعدة ومن يدورون في فلكها لذا فان الاتحاد الوطني والديموقراطي لم يتحولا الى أدوات لادارة الشركات والكارتيلات كما يدعي الكاتب وأنما أدراكاً وفهما لما يتطلبه العصر وما للشركات الأجنبية من اهمية ليستثمروا رؤوس أموالهم في كردستان، ومن المفروض أن يدرك كوليزادة جيداً ماذا يعني وجود هذه الشركات وماتأثيرها على الوضع السياسي ومستقبل الاقليم في المنظور البعيد..!


وأخيراً.. فنحن لاندعي بأن التجربة الكردستانية خالية تماماً من الشوائب ولكن علينا جميعاً المشاركة في أصلاح ما يمكن أصلاحه وأننا لسنا الوحيدين في تجربة استلام السلطة بعد الثورة، فهناك الثورة الجزائرية التي عرفت بثورة المليون شهيد والثورة الفلسطينية شاخصة أمامنا فبالرغم عن قدراتهما السياسية وأمكانياتهما المادية والدعم الذي يتلقونه لازالتا تعانيان من بعض الامور سواء كان فساداً أدارياً أو سياسياً أو .. الخ لذا من المستحسن أن يضع كوليزادة النقاط على الحروف ويسمي الأشياء باسمائها ويتجرأ على ذكر الأسماء والأطراف التي يسميها بأنها فاسدة مارقة جائرة مستبدة متسلطة ناهبة والى آخره من هذه التسميات ويذكرها بالارقام لان عصرنا هذا عصر الأرقام وليس عصر الموعظة الرخيصة والاتهامات العشوائية ولا أظن بأن الأغلبية الفقيرة فقدت آمالها مثلما فقدها الكاتب، لأنها لا تنظر الى العالم من خلال ثقوب الأبواب التي أوصدها كوليزادة على نفسه!!


وهناك نقطة أخرى أود أن أذكر كوليزادة بها وهي أنه في غمرة كتاباته المستمرة الى الاتحاد وتغنيه بطالباني والاتحاد الوطني وحتى انه أصبح شاعراً في فترة ما أستكمالا لأغانيه، أقول في تلك الفترة طلب من قيادة الاتحاد ان تؤسس له مؤسسة يكون هو على رأسها وتخصص ميزانية ضخمة لها، ولما لم يتم تنفيذ ذلك بدأ بتغيير الزاوية الى أقصى الدرجات، هذا هو سر تغيره وليس quot;أرقى أشكال الوطنيةquot; كما يدعي.


جوهر كرمانج
مستشار الامين العام بالاتحاد الوطني جلال الطالباني للشؤون الثقافية