الحياه الخاصة الداخلية لاسامه بن لادن هي ماصرحت به نجوى بن لادن / في 334 صفحة، الزوجة الاولي لاسامه بن لادن 1974 ( الاصل نجوى الغانم )، سورية الاصل و قريبته من طرف والدته السورية السيده عالية الغانم و التى تزوجت والد اسامه، الشيخ محمد بن لادن.


تفرد صفحات من الكتاب عن عالية الغانم التى انجبت الابن الوحيد لهما من الزواج و ترتيبة الثامن عشر من اثنان و عشرون ولدا،حيث ولد اسامه عام 1957، وتحدثت نجوى عن كيف طلبت و الدتها الطلاق من الشيخ محمد بن لادن و كيف فقدت طفلا ثانيا في احشائها من خلال ماكينة الغسيل، و من ثم كيف تزوجت من محمد العطاس فيما بعد و انجبت منه اربع اولاد.


قررت نجوى ان تفتح الملف الداخلي لاسامه بن لادن في شهر نوفمبر2009 حيث ان الكتاب صدر مؤخرا في الولايات المتحدة الامريكية بالاشتراك مع ابنها عمر بن لادن و حررته لها quot;الامريكية جين سيزون التى ترى في زوجة بن لادن سيدة ظلمت في حياتها quot;.


الكاتبة الامريكية التى اشتهرت بالكتابة عن قضايا المرأة المعذبة و المقهورة ذات الحقوق الضائعة في الشرق، و لها اصدارات مختلفة بعض منها ممنوع مثل الحياه خلف الحجاب، اختطاف الكويت، بنات الاميرة سلطانه،مياده ابنه العراق و الحب في بلد ممزق كردستان، وهي اصلا كاتبة عاشت في الشرق الاوسط اثنا عشر عاما اخذت السبق في التدقيق و التحليل و النقل عن لسان زوجة بن لادن و ابنها عمر.


و يحمل المؤلف اسم quot; تنشأة اسامه بن لادن quot;.
دور الزوجة في الاسلام كما تفهمه نجوى بن لادن
تقول في كتابها عندما حملت بطفلها الخامس واجهها اسامه برغبته في الزواج عليها من أمراه تكبره باعوام تشبهها بالرسول الذي تزوج السيده خديجة و الى كانت تكبره بخمس و عشرين عاما فوافقت. وفي فصل اخر تتحدث عن زيجات اسامه. و تقول ان الزوجة الاولي في الاسلام تحظى دائما بالتكريم و انها اختارت له خيرية صابر زوجه ثالثة و رشحتها للزواج منه عام 1987.


و تتحدث في الكتاب عن زوجات اسامه و بيته المكون من اربعة عشر غرفة في جده، و ثلاث زيجات عليها،و طلاق و احده، و زواج في السودان من خامسة مجهولة لمده ثمان و اربعين ساعة، و كيف و ان عام 1985 تميز بعدم انجاب اي من الزوجات، و كيف ان واجب الزوجة في الاسلام هو رعاية الابناء و متابعة الخدم و السائقين و الاهتمام بالزوج، و ان يبت اسامه بن لادن كان عبارة عن امم متحده في جده يعج بالفلبيين و المصريين و السريلانكيين و اليمينين و الافارقة و دول اخرى في وظائف الخدم.
و تقدم المثل على حسن رعايتها لكل زوجات اسامة بن لادن و كيف عاملت خيرية و سهام و غيرهم من النساء المتزوجات من اسامه، و كيف صاحبتهن و قامت بتحضير غرف معيشتهن قبل حضورهن الى منزل الزوجية باعتبار ان احد واجبات المسلمة هو مراعاه طلبات الزوج و السهر على راحته.


بين جده و المدينة
و تتحدث عن كيف كانت حياتهم في بيت جده، قبل ان تنتقل الى المدينة المنورة، بلد الاشعاع الديني للرسول عليه السلام، و التحول في حياه اسامه، و الطب منهم ان يعيشوا في بيت بسيط، و يأكلوا اكلا بسيطا، و يلبسوا ملابسا بسيطة، و ان تحول من شخص كريم الى بداية التقشف الشديد باستثناء رغبته وولعه باحدث موديلات السيارات الامريكية التى كان يقتنيها و ظل يحافظ عليها و يقودها بسرعو جنونية.


و تربط في كل احاديثها و رواياتها حياتهم بالعودة وحب التشبه بحياة الرسول و الاقتداء بما يفعل، حتى انهم اطلقوا على احد بنات اسامه الاسم quot;فاطمة quot; نسبا الى ابنه الرسول عليه السلام.

و يتحدث عمر، ابن اسامه منها، في موقع اخر من الكتاب عن بيت المدينة و الذي فرح لرؤيته من الخارج قصرا كبيرا اخرا، و صعق عندما دخل اليه وجده فارغا الا من بسطات ارضية و سجاد ايراني و مراتب نوم على الار ض من نوع رديء. و يتحدث عن مدرسة عبيد بن كعب كاسواء مدرسة في المدينة و كيف كان يتنقل محشورا في الباص و كيف فرح لعودته الى جده في عام 1988، و بعد انتهاء مشروع شركة بن لادن في المدينة. و يذكر في مواقع كثيرة عن عدم انسجام بينه و بين ابيه و الخلاف حول ما يقوم به.
الخرطوم و تورا بورا و افغانستان.

ثم يتحدثوا عن تجريتهم في السودان، الخرطوم تحديدا، و بعدها كيف مرض في تورا بورا و شعر انه سيموت في افغانستان و كيف كان ابيه ياخذه معه لتسلق الجبال اربع و شعرين ساعة بدون اطعام، و كيف هدم على رؤسهم مبنى من الطين، و كيف وضع الظواهري يده عليه مطمئنا اياه و كان يخافه منذ ان قام الدكتور ايمن الظواهري بقتل صديق عمر، ابن محمد شرف. و يتحدث عن بناء اسوار في كابول حول المنازل لاجل اعطاء حرمه لنساء اسامه بن لادن الذين يرافقوه، وغيرها من القصص في مراحل حياتها الثلاث، السعودية و الخرطوم و افغانستان و في كل منها صورا للمرأة، صورا للمعاناه صورا للتحمل.

و يتحدث الكتاب عن الاختباء من الامريكان و قصف المواقع التى بها اسامه بن لادن، و كيف كان الاهتمام بالقتلي من المسلمين و اغفال القتلى من الافارقة و الفرحه بقتل الامريكان، و يسرد التدريبات و المعسكرات و الية الحشد و النوم في الصحاري و في الخزانات و تبادل الذخيرة و فصول الدراسة العسكرية تمهيدا لتدريب على القتل و الحرب. و في موقع اخر ما حدث يوم تدمير البارجة كول في اليمن، في اماكن اخرى المعاملة السيئة التى حصل عليها في المدارس لانه ابن اسامه بن لادن، و مع ذلك تحمل كل هذا.
و تتحدث نجوى بن لادن عن انجابها لابنتها رقية في الخارج، و عن زواج ابنتها فاطمة من رجل سعودي اختاره لها اسامه و سمح له برؤيتها اول مره لفترة من الوقت و تزوجته باوامر من والدها، وكم كانت تدعي لها امها بان يكون محمود حاميا لها و مدافعا عنها خصوصا و ان فاطمه لم تر في حياتها اي شخص خارج نطاق العائلة.

و في مقاطع اخرى كيف كان الخلاف لعمر مع ابيه، و عدم رغبته او موافقته على ما يقوم به ابيه، و عدم موافقتها الضمنية هي الاخرى، و لكن كان الخوف من الاب و من مزاجه العصبي الذي يحمل كلمه quot;لا دوماquot; في الرد على ابنائة.

ثم تأتي على ذكر كيف دخل عمر ابنها يوما عليها وقرر لها ان تسافر مع اصغر اولادها وهي ابنتهاquot;رقية quot; الى سوريا quot; و كيف تم ترتيب هروبها حيث قال لها ياامي لا داعي لان تسمعي لابي، اذا قررت ان تلدي ابنك الحادي عشر فأنا على استعداد لان اكون بجانبك في السفر دون علمه. و لكن مع الايام وافق اسمه بن لادن على سفر نجوي بن لادن مع ابنائها الصغار رقية و عبد الرجمن و نور و تركت ايمان و لادن الاصغر حسب طلبه في افغانستان لأن المرأة في الاسلام لا تعصي الزوج، و خرجت من افغانستان لتضع هذا الكتاب و الذي يروي فيه عمر عن لقاء بينه و بين ابيه / حيث رفع اسامه يده الى السماء و قال لعمر، هذا يا عمر ما تقوم به هو امر بينك و بين ربك، فأجاب عمر، نعم بيني و بين ربي، و قد كان هذا الكتاب.

في النهاية تورد الكاتبة الامريكية وتوجه الاصابع الاتهام الى القاعده في عمليات حدثت في اليمن و و الصومال و بريطانيا و الاردن وكينيا و مصر و غيرها من الدول بتواريخها في سجل و حتى الثاني من شهر يونيو 2008، بينما توثق نجوى حياه اسامه بن لادن منذ ان التحق بمدرسة الثغر في السعودية و ابو رمانه في بيروت و جامعة الملك عبد العزيز ليدرس الاقتصاد و الادارة.

و بعيدا عن الكتاب، تبقى القراءة و الاطلاع ضمن متع التواجد في الغرب، حيث المكتبات و الحريات و الثقافة المفتوحة دون اي منع او حجب او احتكار لرأي، و الكتاب يأتي بعد عام من كتاب لستيف كول :عائلة بن لادن :اسرة عربية في القرن الامريكي و هو ما ساتناوله في مقال قادم، ضمن مجموعة كتب اشتريتها مع احدث ما كتبه اليهودي الاعلامي لاري كنج عن حياته و قد بلغ الخامسة و السبعين هو الاخر وقدم له بيل كلينتون الرئيس الامريكي ويستحق ايضا القرأة، اذ لم يكن الرئيس بوش الاب فقط هو من يقدم الشخصيات الى العالم و منها بن لادن و لكن بطريقة مختلفة.

كنت دوما اتمنى ان ابقى في الغرب، في مكتباتهم اقرأ و اكتب و انقل المعرفة لان هناك حياه اخرى و علم اخر، الشرق بعيد عنه و غير متابع له و به الجزء الاخر من حقيقة يجهلها. الاف الكتب و المؤلفات.

و الاتجاه الاخر في مخاطبة الغرب غير متوافر و ان توافر فهو ممل، بطيء و عاجز مع وجود استثناءات فردية قليلة.

و يبقى التساؤل مفتوحا حول الاساءات التى حملتها التفجيرات لمن قتل من الابرياء و للشعب العربي و الشرق الاوسط وما تعرض له نتيجة تلك الاعمال و ما نهايه المسلسل ذو الحبكة الامريكية، و هل يأتي الكتاب صك غفران من الزوجة و الابن للخروج من مطرقة القاعدة و سندان الامريكان ام نقد مبطن لكيفية معاملة المرأة، ام كلاهما معا؟

اقصد ان الارهاب مرفوض جملة و تفصيلا بكل انواعه و مبرراته، كما هو تعدد الزوجات حيث يعتبر في الغرب جريمة و في الشرق حقا مشروعا تجميليا لخدمة الرجل و ارضائه في مناسبات معينه.

هل هناك من يصرخ quot;كفىquot; ارهابا متعدد الاشكال و الصفات؟


[email protected]