حان الوقت لكي يتحد كل الأحرار والعقلاء في العالم العربي وهم كثر ويقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة شيوخ الطرف والجاهلية الذين أفسدوا حياة وطموحات العالم العربي حتى أصبح أضحوكة المسكونة كلها. على كل العقلاء أن يقاطعوا هؤلاء الشيوخ الذين يتاجرون بالدين ليل نهار عن جهل أو عن قصد حتى بات العالم العربي في مؤخرة قاطرة التنمية على مستوى العالم.

كم من مرة تحدث العلماء والفاهمون لصحيح الدين وبرهنوا بالعلم والمنطق أن الحقيقة المطلقة هي ملك لله سبحانه وأن الله سبحانه لم يعط سره لأحد ومازال هؤلاء الشيوخ مستمرون في تنفيذ خططهم الشريرة في اتجاه تدمير الحضارة الإنسانية.

ومازال هؤلاء الشيوخ في غيهم وبدلاً من تعليم البسطاء والعامة الصدق والأمانة وحب العمل، وعدم الغش وإتقان العمل تلك القيم التي باتت غير موجودة في عالمنا العربي التعيس تجدهم يتفننون في طرق تكفير الآخر، والاستهزاء بعقيدته، وطقوسه وممارساته وعباداته، وتقاليده، وقيمه الدينية.

كيف يمكن لدعاة السماحة والتسامح وحوار الأديان والتعايش وغيره من المصطلحات أن يكونوا هم أنفسهم الذين يدمرونها! كيف يمكن أن تصدر عن هؤلاء فتاوى تحرض على الكراهية ولا تدعو للألفة والمحبة بين الناس؟ ألعللهم مغيبون أم مع الأعداء متعاونون؟ لست أدري.

كيف يدعو أحدهم لعدم مصافحة الآخر المختلف معه دينياً وينادي في نفس الوقت بمبدأ التعايش، وكيف يدعو آخر لعدم تهنئة النصارى في أعيادهم وينادي في الوقت ذاته بأن الدين يدعو للمحبة بين الناس بغض النظر عن عقائدهم. وكيف يدعو ثالث بعدم مشاركة المسلمين إخوانهم المسيحيين في الشرق والغرب في أعياد الكريسماس ويحرمهم من فرحة شجرة الكريسماس البهيجة فيحرض بذلك على الكراهية والبغضاء في تناقض عجيب مع مبدأ المواطنة والوحدة في الوطن ويفسد السلام الاجتماعي. أتعجب ممن يدعي العلم والمعرفة عندما يكتب أن عقائد الآخر محرفة وإيمان الآخر باطل وينتظر من الآخر المديح والاحترام!

أقول لهؤلاء الشيوخ والدعاة من كل حدب وصوب، من كل دين وملة وعقيدة ارحموا الناس لكي يرحمكم الله الذي تتكلمون باسمه وانتم تجهلونه تماماً لأنكم لو عرفتموه معرفة صادقة وأمينة لكنتم بذلتم الجهد والوقت في تجميع الناس على البر والتقوى والتعاون والمحبة وليس الكراهية والحقد كما تفعلون وكما توعظون من على منابركم. ارحموا البسطاء والعامة الذين يكفيهم صعوبة الحصول على لقمة العيش وأبسط حقوق العيش الكريم وانتم تتمرغون في نعيم الملذات والأموال وتحرمون الناس من فرحة مشاركة أخوتهم في الإنسانية. اتقوا الله ليجد لكم مخرجا من الجهل والتخلف.

لن يستقيم حال العرب ما دام هناك شيوخ في فضاء التناقضات هائمون، وفي فضاء الكراهية سائرون، وفي فضاء الجهل قابعون، وبعيداً عن المحبة والسلام متجهون، وفي فضاء الثوابت التي وضعوها لأنفسهم ثابتون.

ولن تنهض الأمة العربية من غفلتها إلا باتحاد كل العقلاء من كل الأديان في مواجهة التطرف والمغالاة الدينية التي أنهكت البيئة ألإنسانية العربية حتى كادت تفسد بالتمام والكمال وكادت تفسد البيئة الإنسانية على سطح الكوكب بأكمله. على العقلاء وضع الآليات القانونية والدستورية التي تضمن عزل هؤلاء الشيوخ الذين يروجون لأفكار الكراهية والحقد عن المجتمع الإنساني العالمي.

وعلى أية حالة لن تمنعني تصرفات وفتاوى شيوخ الجاهلية من الاحتفال بشهر رمضان الكريم مع أخوتي وزملائي المسلمين كما تعودنا في كل عام حيث ندعوهم مع زوجاتهم وأولادهم على إفطار الشهر الكريم وفي أثناء إعدادا الطعام يكونوا قد انتهوا من الصلاة فنفطر سوياً ونشكر الله على المحبة التي تجمعنا وندعوه أن يديم المحبة بيننا.


[email protected]