أتمنى أن يمنح كل شخص نفسه بضع ثوان ليتخيل نفسه فيها مكان علاء مبارك.. هي ثوان قليلة.... تخيل بان هذا الطفل البريء هو طفلك أو قريبك أو عزيز عليك..

تخيل وأنت تراقب لحظات موته... لحظات يمر فيها كل شريط حياتك أمام عينيك بثوان قليلة.. شريطٌ يعود بك إلى الماضي ومن ثم إلى الحاضر بسرعة مذهلة.. وكأن هذا الدماغ قد تبرمج لينقذك في هذه اللحظة.. ينقذك.. لان كل إنسان يريد أن يتذكر فقط كل ما هو جميل في حياته.. شريط يقدم لك كل الصور الجميلة.. كل الذكريات الممتعة.. تشاهد قصة حياتك بطريقة لا يستطيع أفضل مخرج في الكون أن يقوم بها.. برمجة رائعة للدماغ تشعرك بان هناك آلافا من الناس يعملون سوية لكي يقدموا لك في هذا الشريط كل ابتسامات من سيفارقك.. كلامه.. حركاته.. كل ذلك دفعة واحدة.. يمنحك الشريط إحساس مركب هو مزيج من السعادة والألم في نفس الوقت.. فأنت تريد أن تمسك بهذه الذكريات الجميلة لتكررها وتعيشها مرة أخرى مع من سيفارقك.. ولكن دماغك بدأ يرسل لك إشارة.... بان وقت الشريط قد قارب على الانتهاء..

قارب على الانتهاء.. فقد بدأ يلفظ أنفاسه.. وجسده يتوقف عن الحركة.. وقلبه عن النبض.. وبدأت تصل لدماغه إشارة الإقلاع... لتستعد روحه للرحيل إلى مكان آخر.. يرقد فيه بسلام وأمان في أيد رحيمة جدا!!

بعد الرحيل.. هل سيقبل أي منا أن يقال بأنه رحل عقابا لنا؟؟ أو رحل من أجل أطفال غزة؟؟ اذا كان كذلك، إذن موت أطفال غزة كان عقابا لأهلهم أيضا!! وهل هناك عاقل يعتقد بان غزة بأطفالها وأهلها بحاجة إلى عقاب!!!

في زمننا هذا... نسي الناس كلمة ذات معنى عميق وهي quot;الرحمةquot;.. قد يكون الموت أحيانا رحمة من الخالق.. هو يقررها متى وكيف ولماذا!! فلا احد يختار أن يأتي إلى الحياة.. ولا احد يختار متى يرحل!!

سلوى اللوباني