أنا لا أعرف صاحب المقولة الشهيرة: quot;النظافة مِن الإيمانquot;، لكن ما اعرفه أن محافظة القاهرة عاصمة مصر احتفلت الأيام الماضية بعيدها القومي. كثير مِن الشوارع الرئيسية في القاهرة وُضِعت بها لافتات لتهنئة السيد محافظ القاهرة وشكره على الخدمات المقدمة لهذا الحي أو ذاك. اختلفت اللافتات بين حي وآخر، وبين نوعية مسئول وآخر، لكن اتفقت جميعها أنها صادرة مِن مسئولين حكوميين سواء كانوا أعضاء الحزب الوطني أو المحليات أو مجلس المحافظة أو الأندية الحكومية وغيرها مِن ذوي السلطة والحيثية في مؤسسات الحكومة. طبعاً أنا بإمكانياتي المحدودة يصعب معرفة.


مصدر الأموال التي انفقت على هذه اللافتات، وهل هي مِن الأموال الخاصة لهؤلاء المهنئين؟ أم هي مِن أموال الشعب الواجب عليهم صرفها فيما ينفع الشعب؟

ما علينا، يا عزيزي القارئ، هل جاءت علي هذه الحنفة مِن مئات الآلاف، أو بضعة ملايين مِن الجنيهات التي تصرف هدراً على مظاهر الرياء والنفاق؟
المهم، دعنا نلمس بعض النقاط المتعلقة بنظافة القاهرة:ـ
bull; هل تدني مستوى النظافة العامة، حذفت كلمة انعدام بعد كتابتها، يؤدي إلى حالة مِن الاحباط العام التي نرى آثارها في التخريب المتعمد للمرافق العامة؟
bull; كيف نَدرسْ تدني مستوى النظافة بالتزامن مع تدني مستوى الأخلاق العامة، وصفحات الحوادث خير مثال؟
bull; ما علاقة تدني مستوى النظافة وتزايد مظاهر سلوكيات التدين الخارجي؟

بعد كل هذا هل نستطيع أن نقول: quot;النظافة مِن الإيمانquot;؟ وما الحل؟ المفترض في كاتب المقال بعد طرحه للمشكلة وإثارة القارئ أن يناقش معه حلول مقترحة. لكن ماذا لو رمينا بالكرة في ملعب السيد المحافظ والسادة أعضاء مجلس المحافظة؟


إن نظافة القاهرة لا تحتاج إلى مقالات مجاملات، لكنها تحتاج إلى دراسة خبرات الدول الراقية التي تجعل مِن القمامة ثروة قومية بدلاً مِن اعدامها. القاهرة وأطنان قمامتها تحتاج إلى تخطيط علمي بعيد المدى يشارك فيه علماء مِن كليات الفنون الجميلة وكليات علم الإجتماع.


الصراعات الدينية وتنامي مظاهر السلوكيات الدينية لن يحل مشاكل الاحباط وتدني الأخلاق الناتج عن تدني مستوى النظافة العام.

أيمن رمزي نخلة
[email protected]