يدور الكلام هذه الايام حول زيارة مرتقبة لنوري المالكي الى اقليم كردستان فقد اعلن مسعود البرزاني في تصريحات له لوكالة الانباء الفرنسية ان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيقوم quot;قريباًquot; بزيارة الى الاقليم لبحث المشاكل العالقة بين الطرفين وquot;العمل على حلها.

وقد اضاف البرزاني الذي التقى الرئيس العراقي جلال الطالباني مع وفد كبير من حزبه لبحث تشكيل الحكومة الجديدة في منتجع دوكان (45 كلم شمال السليمانية) quot;سيقوم المالكي قريبا بزيارة الى الاقليم لبحث كل المشاكل العالقة بين المركز والاقليم والعمل على حلها.

وفي رده على سؤال حول لقائه وزير الدفاع الامريكي بروبرت غيتس في وقت سابق اليوم في اربيل: اكدنا للجانب الامريكي ضرورة حل المشاكل العالقة مع المركز وفقا للدستور.

مضيفاquot;اكدنا التزامنا بالدستور ونطالب ان تلتزم بغداد بذلك ايضا.

وتتزامن هذه الجهود الامريكية مع اعلان النتائج النهائية لانتخابات برلمان اقليم كردستان فقد بدأت الامس في منتجع دوكان مباحاتات مباشرة بين حزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستانى بعدما أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في مؤتمر صحافي في اربيل امس، عن فوز القائمة الكردستانية التايعة للحزبين المذكورين في الانتخابات بعدما حصدت نسبة على 57% من مجمل الاصوات.


وفي جانب اخر فقد اعلنت المفوضية العليا ايضا عن فوز مسعود البارزاني برئاسة الاقليم مجددا بعدما حصل على 69.75%ا فيما حل المرشح المستقل الدكتور كمال ميراودلي في المرتبة الثانية بنسبة 25.32%، والدكتور هلو ابراهيم شقيق زوجة الرئيس العراقي في المرتبة الثالثة بحصوله على 3.49% من أصوات الناخبين الاكراد.


اما المفاجاة الاكبر فقد حققتها المعارضة الكردية المتمثلة بقائمة التغيير التي يقودها القيادي المنشق عن الاتحاد الوطني نوشيروان مصطفى اذ نالت 8ر23% من الاصوات..
وذكرت مصادر مقربة من الرئيس العراقي الطالباني بان اجتماعات منتجع دوكان بين مسعود البرزاني والطالباني تناولت مسائل تشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب السياسية ولم تعلن حتى الان تركيبة الحكومة الجديدة في اقليم كردستان.

وقد حض وزير الدفاع االامريكي غيتس المسؤولين الاكراد على ضرورة تسوية الخلافات مع بغداد قبل انسحاب كامل للقوات الامريكية نهاية 2011 quot;لكي لا تضيع المكاسب التي تحققت على حد قوله.

وبراي مراقبين للشان العراقي فان محاولة المالكي لحسم الخلافات مع حكومة اقليم كردستان يهدف الى ارضاء الطرف الامريكي لانه لا يزال بحاجة الى الدعم الامريكي لتدريب وتجهيز القوات العراقية وفي المساعدة من اجل تصفية الخلافات العراقية الكويتية العراقية السعودية وتنقية علاقات العراق مع جيرانه.
المراقبون لتحركات المالكي الاخيرة يرون بانه يهيئ نفسه لخوض المعركة الانتخابية المقبلة، لأن فوزه في هذه الانتخابات المقبلة كفيل بتمكينه من تجديد ولايته الحكومية من جهة، واجراء التعديلات الدستورية المطلوبة لتحويل النظام السياسي الحالي الى نظام مركزي توفر صلاحيات واسعة لرئاسة الحكومة.
وهو بذلك يريد تعبئة القاعدة الشيعية في العراق لمصلحة الائتلاف الجديد التي بدأ العمل على تشكيلها، من اجل عزل منافسيه واعادة ترتيب المشهد السياسي العراقي لمصلحة طموحاته الجديدة.

خلافات حكومة المالكي مع اربيل ليست وليدة اليوم وانما تعود الى الاعوام الخمسة الاخيرة عندما اصرت حكومة اقليم كردستان تنفيذ كل ما تطالب به على مستوى الملف النفطي وحصة الاقليم في الموازنة، بالاضافة الى ضم كركوك و بعض المناطق التابعة للموصل، والسعي الى توقيع العقود النفطية وبناء علاقات دبلوماسية خاصة مع الخارج.


ولا يستبعد البعض تفاهماً كردياً تركياً بدون علم بغداد مثلما حصلت بين المقاومة العراقية المسلحة ووواشنطن في اجتماعات انقره يسمح لاقليم كردستان بهامش أوسع من الاستقلالية في توظيف عائدات النفط، فضلاً عن تفاهم كردي- اميركي على انشاء قواعد عسكرية اميركية في الاقليم، بعد الانسحاب الاميركي العراق.

راوند ر سول

السليمانية