عرس السينما المغربية في مدينة طنجة
هجرة اليهود حاضرة في الأفلام المغربية
أحمد نجيم من طنجة: انطلقت يوم الجمعة 19 تشرين الأول ( أكتوبر) المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان الفيلم الوطني التاسع في قاعة سينما روكسي في مدينة طنجة (شمال المغرب). وكان حفل افتتاح الدورة قد عقد مساء أمس الخميس في القاعة نفسها وحضره بالإضافة إلى مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل، وزيرا الثقافة والاتصال المعينان أخيرا، ثريا جبران وخالد الناصري.
إدارة المهرجان اختارت فيلم quot;كان واحد المرة، حتى كان جوج دالمراتquot; لابن المدينة البشير السكيرج. ضعف الفيلم الفني والتقني جعل المهرجانيين يغادرون القاعة في الدقائق العشر الأولى، وقد احتج أحد الممثلين قائلا quot;ليس بمثل هذه الأفلام يمكن أن نفتتح مهرجانا للفيلم الوطني،كان يجب أن لا يشارك في المسابقة الرسمية، إدارة المهرجان تذهب إلى أن جميع الأفلام المغربية لها الحق في المشاركة، quot;هذا عرس لكل السينمائيين المغاربة، فهو مهرجان وطني يشارك فيه كل السينمائيين، وقد بلغ عدد المدعوين هذه السنة 500 مدعو يمثلون كل الفعاليات السينمائية، أما مسألة الجودة فنتركها للجنة التحكيمquot;. البداية المتعثرة للمسابقة الرسمية قابلتها بداية قوية في حفل الافتتاح، إذ عرض فيلم quot;مولاديquot; للمخرج السينغالي الراحل عصمان سيمبين. برمجة هذا الفيلم جاء تكريما لأحد أكبر أصدقاء المغرب، ويعد سيمبين أحد عمالقة الفن السابع في القارة الإفريقية، توفي هذه السنة عن عمر يناهز 84 سنة. وقد وصفه المخرج السينغالي كالارونس ديلغادو في كلمة بالمناسبة بquot;منارة في سماء السينما الإفريقيةquot;، وأضاف quot;إن كان قد رحل جسديا في صمت, فسيظل حيا في وجدان كافة محبيهquot;.
دورة هذه السنة من الفيلم الوطني الذي سيمتد لتسعة أيام، تحاول أن تجيب على أسئلة ظلت تؤرق السينمائيين المغاربة، وهي الانتقال من الإنتاج الكمي (قرابة 15 فيلما في السنة) إلى مسألة الجودة. سؤال ستجيب عنه حتما أفلام مخرجين أمثال فوزي بنسعيدي بفيلم quot;يا له من عالم جميلquot; وداوود أولاد السيد مخرج quot;وداعا بازولينيquot;، ويعد المخرجان من الجيل الثاني للسينما المغربية.
يشارك في المسابقة الرسمية للافلام الطويلة 25 فيلما طويلا أما مسابقة الأفلام القصيرة فسيشارك فيها 28 فيلما، هذه الأخيرة اختيرت من قبل لجنة مختصة، في سابقة هي الأولى في المهرجانات الوطنية. ويعد هذا الرقم قياسيا، فلأول مرة يشارك 25 فيلما طويلا في المسابقة، هذا الوضع دفع بالمسؤولين إلى التفكير في جعل المهرجان حدثا وطنيا سنويا، بعدما كان ينظم مرة كل سنتين.
من مميزات الدورة التاسعة على مستوى مواضيع الأفلام الطويلة، عرض فيلمين مغربيين يتحدثان عن هجرة اليهود المغاربة، الفيلم الأول للمخرج حسن بنجلون وعنوانه quot;فين غادي يا موشيquot; (إلى أين أنت ذاهب يا موشي) فيما يحمل الفيلم الثاني اسم quot;وداعا أيتها الأمهاتquot; هو للمخرج محمد إسماعيل. وظل تاريخ هجرة المغاربة إلى إسرائيل أو أوروبا طابو في الساحة الفنية المغربية، فباستثناء بعض الكتابات والدراسات الأكاديمية، لم يتناول الفنانون في المسرح والسينما هذا الموضوع.
الأفلام ال 25 ستتنافس على عدة جوائز وهي الجائزة الكبرى للمهرجان والجائزة الخاصة للجنة التحكيم وجوائز أحسن سيناريو وأحسن دور نسائي ورجالي وأحسن دور ثانوي نسائي ورجالي وجائزة الصورة والصوت والمونتاج والموسيقى الأصلية. ويرأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الفنان التشكيلي محمد مليحي وتضم في عضويتها الصحافية صباح بنداود وعضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أمينة بن الشيخ والمؤرخة والكاتبة سعاد بهيشار والمخرج والمنتج البريطاني غاريت جونز والناقد الفرنسي غي بروكور والمنتج التونسي حسن الدلدول.
[email protected]
*الصور بعدسةكريم سلماوي
التعليقات