وولفوفيتز يستعد لاول اجتماع سنوي في عهده للبنك الدولي


واشنطن

قال الرئيس الجديد للبنك الدولي بول ولفوفيتز مبتسما لمجموعة من الصحافيين استقبلهم في مكتبه عشية الاجتماع السنوي الاول في عهده للبنك "انا منفتح على كل النصائح التي يمكن ان تسدوها الي في الكواليس"، ففي عطلة نهاية الاسبوع المقبل في واشنطن، سيتراس الرجل الثاني السابق في وزارة الدفاع الاميركية واحد ابرز مهندسي الحرب في العراق ولكنه مبتدئ في شؤون التنمية، الاجتماع السنوي الاول في عهده لحكام الدول ال184 الاعضاء في هذه المؤسسة الدولية،وعلق ولفوفيتز "لم اشارك يوما في اجتماع مماثل ولست متاكدا من النتائج التي سينتهي اليها".


لكنه تدارك "امل ان الفت قليلا الى اهمية قدرتنا على ان نقوم نتائج برامجنا، واهمية التنسيق بين الدول المانحة في حقول نعلق عليها اهمية كبرى على غرار الصحة والتربية والبنى التحتية"،ومنذ ترؤسه هذه المؤسسة المتخصصة في المساعدة على التنمية في اول حزيران/يونيو على وقع الانتقادات، يحرص وولفوفيتز (61 عاما) على تكرار شعاره:" افريقيا تحتل مقدم اولوياتي".
والسبب الرئيسي في رايه ان القارة في جنوب الصحراء هي "المنطقة الكبرى الوحيدة التي لا تزال متخلفة".


ولم تمض خمسة عشر يوما على تسلمه منصبه حتى قام بجولة على عدد من الدول الاشد فقرا في منطقة يعيش نصف سكانها باقل من دولار واحد يوميا، رغم ان نسبة النمو الاقتصادي فيها تحقق تقدما،ويظل الفساد الذي وصفه سلفه جيمس ولفنسون بانه "سرطان"، احدى اكبر الافات الواجب مكافحتها الى جانب الايدز (مليونا ضحية سنويا في افريقيا) والشوائب التي تعانيها التربية، وفي ما يتصل بالفساد، اعتبر الرئيس الجديد للبنك الدولي انه "ينبغي ان يكون في طليعة اولويات" المؤسسة التي "حددت افضل المعايير واحدثها على هذا الصعيد".

وقال "نحن جميعا مسؤولون، وكل عملية فساد تنطوي على لاعبين عدة اثنان منهم على الاقل وعموما واحد من هذين الاثنين يتقن ارتكاب الرشوة".
ووفق تقديرات البنك الدولي، فان اكثر من الف مليار دولار تنفق سنويا في العالم على الرشوة،واعتبر وولفوفيتز ان الاجتماع السنوي للبنك الدولي الاحد المقبل غداة اجتماع صندوق النقد الدولي ياتي "في لحظة بالغة الاهمية في تاريخ مكافحة الفقر".


وذكر بالالتزامات الاخيرة "المثيرة للاعجاب وخصوصا من الدول الاشد فقرا" لجهة بذل مزيد من الجهود، وكذلك من الدول المتقدمة في قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى هذا الصيف ومن الامم المتحدة خلال قمتها العالمية الاسبوع الفائت في نيويورك.


وكانت مجموعة الثماني التي تضم الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا واليابان وفرنسا والمانيا وايطاليا وروسيا التزمت في ختام قمتها في غلين ايغلز (اسكتلندا) في تموز/يوليو ان تضاعف مساعداتها للدول الاكثر فقرا في مهلة اقصاها عام 2010، وذلك بعدما قررت الغاء ديون 18 من هذه الدول البالغة 40 مليار دولار،ويبقى ان تحدد الية تطبيق هذا القرار والمبالغ التي ستسحب من موازنة البنك الدولي،وقال ولفوفيتز "امل ان نعالج هذه القضية خلال الاجتماع" مبديا "تفاؤلا حذرا"، وراى ان "فشل الاجتماع اذا حصل ينبغي الا يصيبنا بالياس، لانه ليس مبادرة للدول الاشد فقرا فحسب بل لكل مجتمع التنمية".