رغم حسم المواقف اجتماع أوبك قد يحمل الإثارة
لا ضرورة لخفض الإنتاج النفطي

فداء عيتاني من بيروت: انتهت الليلة الأخيرة قبل اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط على اجماع الاراء على عدم ضرورة خفض انتاج النفطي للدول المنضوية تحت مظلة نادي المنظمة، رغم مطالبات ايران بضرورة خفض الانتاج، وتأييد فنزويلا للمطلب الايراني، وبالتالي فقد انتصر ومنذ ما قبل التئام وزراء دول المنظمة في اجتماعهم الرأي الاكثري بضرورة الحفاظ على استقرار الاسعار في الاسواق تحت عتبة السبعين دولار اميركي للبرميل (60 دولار للبرميل بحسب سعر سلة اوبك ليوم الجمعة) رغم اغراء الارباح الخيالية التي يمكن جنيها بحال خفض الانتاج.

واتى المطلب الايراني مشبعا بالسياسة، وان كان مدعوما بتقرير الاسواق بحسب دراسة لاوبك، التي اشارت إلى ضرورة خفض الانتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم للحفاظ على معدل الاسعار، خاصة مع توقع انخفاض الاستهلاك وبالتالي الطلب على النفط للربع الثاني من العام الحالي، الا ان المطلب الايراني كان يستند إلى رفع سيف النفط في وجه تحويل الملف النووي الايراني إلى مجلس الامن الدولي من قبل وكالة الطاقة الذرية يوم الخميس المقبل.

وبكل تأكيد فان السيف النفطي الايراني، الذي سبق ان هددت به ايران بشكل واضح عبر قطع امداداتها النفطية بحال اتخاذ محلس الامن لقرار حول المفاعل النووي الايراني، في وقت سابق من الشهر، رفعته طهران في وجه الولايات المتحدة الاميركية التي تشكل اكبر مستهلك عالمي للنفط، وبالتالي الاكثر حساسية وعرضة للتأثر بتقلبات اسعار النفط في العالم.

وبالمقابل فقد اثار اعلان رئيس منظمة اوبك ادموند داوكورو عن عدم وجود أي مبرر لخفض الانتاج ارتياح الاسواق، وهو ما شكل إشارة واضحة إلى الموقف الذي سيكون يوم الثلاثاء عقب الاجتماع، حيث سيتم اتخاذ قرار على الارجح بابقاء معدل الانتاج كما هو، ومراقبة الاسواق، مع تأجيل قرار خفض الانتاج لتجنب انخفاض حاد في الاسواق، بعد انتهاء موسم الشتاء، إلى شهر اذار \ مارس المقبل، أي عند مطلع الربع الثاني من العام، وبالتالي مباشرة قبيل بدء انخفاض الطلب، ومع بدء التعاملات المؤجلة للمرحلة المقبلة. مع الاشارة إلى تصريح وزير الطاقة والتعدين الجزائري شكيب خليل الذي اعتبر إن الافتراض بان سوق النفط ستكون متخمة بالمعروض عندما يتراجع طلب الشتاء في الربع الثاني قد لا يتحقق.

وفي السياق فان فنزويلا لا تصر كثيرا على خفض الانتاج، وهو الموقف الذي كانت قد ايدت فيه ايران، على خلفية سياسية هي الاخرى، أكثر منها نفطية او اقتصادية، الا ان وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي رفايل راميريز عدل موقف بلاده يوم الاثنين معتبرا انه ينبغي لأوبك عدم بحث خفض الانتاج في اجتماعها يوم الثلاثاء وترك احتمال الخفض الى اجتماعها المقبل في اوائل مارس اذار. مع إبدائه قلق بلاده من quot;نمو المخزونات لانها مرتفعة للغايةquot;، وهو ما سيؤثر سلبا على الاسعار.

الا ان ما سبق لن يلغي التشويق الذي قد يحمله اجتماع اوبك، حيث من المتوقع ان يثار في الاجتماع جدل واسع داخلي حول المخزونات والاسعار والنسب والتخفيضات، ومحاولات دول اصغر انتاجا للعب دور اوسع في اطار المنظمة والتحكم باسعار الاسواق النفطية العالمية.