قرار الدول المصدرة للنفط سيثير ارتياحا في الأسواق
أوبك تحافظ على الإنتاج والمنظمة معا

فداء عيتاني من بيروت: قرار الحفاظ على معدلات الانتاج في اجتماع اوبك quot;اتى بالاجماعquot; وايران quot;لم تقترح خفض الانتاج بواقع مليون برميل يومياquot; هذا ما اكده الوزراء عقب اختتام اعمال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط يوم الثلاثاء في دورة استثنائية حملت الرقم 139، واتت هذه التأكيدات في محاولة ابعاد السياسة عن المنظمة التي تعنى بالاعمال وامدادات النفط. بعد ان قررت المنظمة الحفاظ على السقف المرتفع للانتاج عند 28 مليون برميل يوميا، (بحدود 29 مليون برميل اذا ما اضيف اليه نفط العراق الذي لا يحتسب في الحصص الحالية). وترافق الاعلان عن الاتفاق بالاجماع مع تأكيدين اساسيين: اولهما الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي والثاني هو الحفاظ على انطاق السعري بين 50 و60 دولار للبرميل (وكان نفط اوبك قد تجاوز سعر 60 دولار للبرميل بشكل طفيف).

ومع نهاية اجتماع اوبك كان المشهد هو كالتالي: الحفاظ على اعلى انتاج مسجل لمنظمة الدول المصدرة، والحفاظ على نطاق سعري مرتفع جدا، وهي بكل الاحوال صفقة رابحة من كل النواحي اذا ما ابعد شبح السياسة والملف النووي الايراني والاضطرابات النيجيرية التي تعيق امدادات نيجيريا من النفط عن مشهد الصناعات النفطية.

الان ان النقاش بدأ ومنذ لحظة انتهاء الاجتماع في العاصمة النمساوية حول المرحلة المقبلة، دور اوبك اولا، بصفتها منظمة غير سياسية، وبالتالي ابعاد محاولات ايران التأثير على الولايات المتحدة ومجلس الامن عبر التهديد بافتعال ازمة نفطية عالمية تضرب اولا المستهلك الاكبر للنفط أي واشنطن، وهو ما سبق ان لوحت به طهران، وخرج مندوبون من الاجتماع ليسربوا للصحافيين في مقر الاوبك بان الاجتماع تحول إلى quot;اجتماع مسيس إلى حد بعيدquot;، قبل ان يؤكد الوزراء ان الاجتماع لم يبحث في ملفات سياسية.

ثانيا وفي اطار النقاش الذي فتح بعد انتهاء الاجتماع يأتي التخوف من تأثيرات سلبية لتراكم المخزونات النفطية وتصاعدها على الاسعار في الاسواق العالمية، وبعدها يأتي تقدير حجم التخفيض الذي يفترض ان يقتطع من الربع الثاني من العام الحالي، وهو ما المح وزير النفط السعودي علي النعيمي إلى انه ليس بالضرورة ان يحصل على الاطلاق، أي ان السعودية قد تقف في موقع المدافع عن الحفاظ على مستوى الانتاج حتى بحال انخفاض الطلب على النفط في نهاية الشتاء غير القاسي الذي شهدته معظم الدول في العالم هذا العام. وذلك ومنذ اللحظة بمواجهة موقف ايران وفنزويلا الحليفين السابقين (خلال الايام الماضية) في المطالبة بخفض الانتاج، والذين ربما كانا بحسب المواقف المعلنة من انصار خفض الانتاج في الربع الثاني من العام.

وفي اطار النقاش أيضا التأثير الذي يمكن ان تمارسه فعليا اوبك على الاسعار في الاسواق، خاصة مع قدرتها على التحكم بكل مراحل الانتاج والتصنيع النفطيين، وبشكل اخطر بعدم قدرتها (او قدرة أي من الاطراف العالمية تقريبا) في التأثير على النزاعات الامنية وعلى قرارات دول مصدرة للنفط والغاز مثل روسيا التي خفضت التصدير النفطي مرتين في المرحلة الاخيرة.

ومقابل النقاش الذي سيمتد حتى اجتماع وزراء اوبك المقبل في اذار/ مارس المقبل، فان الموقف الذي يدعو إلى الحفاظ على الانتاج كما هو رغم امكانية تقلص الطلب، يدعم نفسه منذ الان وعلى لسان رئيس منظمة اوبك ادموند دوكورو، الذي اعلن ان ارتفاع استهلاك النفط قد يوازي فائض الطاقة الانتاجية، او كما اعلن حرفيا :quot;ان فائض الطاقة الانتاجية لاوبك يبلغ مليوني برميل يوميا وسوف يزداد هذا العامquot;. مضيفا quot;ان كثيرين في اوبك يوسعون طاقتهم الانتاجيةquot; (ومنهم بلده نيجيريا والسعودية). وتابع quot;اذا أثمرت كل هذه الخطط للدول الاعضاء فانه سيكون بمقدورنا تلبية الزيادة في الطلب هذا العام.quot;

بكل الاحول فان من المتوقع ان ينعكس قرار اوبك ليوم الثلاثاء ارتياحا في اسواق النفط العالمية وفي اسهم الشركات النفطية.

[email protected]