الهند تستهلك خُمس إنتاج العالم من الذهب


بهاء حمزة من دبي


كشفت احصائيات حديثة عن ان الهند تستهلك أكثر من خمس الإنتاج العالمي للذهب فيما وصلت وصلت قيمة الحلي الذهبية في الهند إلى حوالي 200 مليار دولار، كما زادت مشتريات الهنود من الذهب بنسبة 40 % خلال العام الحالي، الأمر الذي جعل الهند أكبر مشتر للمعدن الثمين في العالم.


ووفقاً لمجلس الذهب العالمي، فإن العالم أنفق أكثر من 45 مليار دولار عام 2005 على شراء الذهب، 60% من الذهب الذي بيع ذهب إلى المناطق الريفية من الهند والصين ومنطقة الشرق الأوسط، وهي أكثر دول العالم استهلاكاً للذهب إلى جانب أميركا، ويوضح تجار الذهب أن ذلك يرجع إلى أن الدخل الزراعي غير خاضع للضريبة، ولأن النساء غير المتعلمات يفضلن الاستثمار في الذهب كضمان. ومع أن شهية العالم للذهب كبيرة بكل معنى، إلا أنه لا شيء يشبه شهية الهنود للذهب، فهم أكثر شعوب الأرض شراء للذهب.


وتشتري الهند على الأقل خمس إنتاج العالم من الذهب سنوياً. ويعتقد الخبراء وجود ما يتراوح بين 15 ألف و20 ألف طن من سبائك الذهب والمجوهرات، تمثل 11% من إجمالي إنتاج الذهب في العالم، في أقبية المصارف الهندية والخزائن في المنازل التي توجد بها نصف مدخرات البلاد.


وعلى الرغم من أن الهند ليست من أكبر الدول المنتجة للذهب مثل جنوب أفريقيا، التي تنتج 72% تليها الولايات المتحدة واستراليا والصين وكندا وروسيا واندونيسيا وغانا والبرازيل والأرجنتين، إلا أنها أكبر مستهلك للذهب في العالم، فهي تستهلك مثلاً ضعفي استهلاك أميركا، على الرغم من أن الناتج القومي الهندي يبلغ 1 على 20 فقط من إجمالي الناتج القومي الأميركي. ومن الطبيعي أن يكون هناك علاقة بين عدد السكان وبين كمية استهلاك الذهب، فهناك 1.2 مليار صيني، ومليار هندي، و300 مليون عربي، و60% من إجمالي هذه الشعوب تشتري وتخزن الذهب بشكل منتظم.


ويمثل الذهب وسيلة استثمار جيدة بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوى لها منذ 22 عاماً، ولكن الخبراء يحذرون من الآثار السلبية لحمى اقتناء الذهب على الاقتصاد الهندي الذي أصبح واحداً من أسرع الاقتصاديات الآسيوية والعالمية نمواً.


لكن الخبراء يرون إنه سيكون من الأفضل ضخ الأموال التي يتم تجميدها كحلي ذهبية في الاقتصاد الهندي على المدى الطويل، ويقولون إن ما يزيد من أهمية تسييل هذا المخزون الذهبي الضخم لدى أفراد الشعب الهندي وتحويلها إلى سيولة نقدية يمكن استثمارها حقيقة هو أن قيمة هذا المخزون تصل إلى حوالي ثلث إجمالي حجم الاقتصاد الهندي، ويصل إجمالي حجم الاقتصاد الهندي إلى 690 مليار دولار، ولكن المشكلة أن هناك تراثاً ثقافياً راسخاً لدى الهنود يقدر الحلي الذهبية والمجوهرات، ويجعلها علامة أساسية من علامات الثراء وسمو المكانة الاجتماعية الأمر الذي يعرقل الجهود التي تبذل حالياً لتحويل مدخرات الهنود من الشكل الذهبي لها إلى أشكال استثمارية أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.