المنافسة والوقود يخيمان على معرض السيارات العالمي
باريس
فتح المعرض العالمي للسيارات أبوابه السبت في باريس للعموم، ليستمر أسبوعين يمكن خلالهما التعرف إلى 60 طرازا جديدا.ورغم ما كان يبدو من أجواء البهجة على العارضات وكذلك على الأروقة، إلا أنّ هاجس المستقبل quot;الصعبquot; من خلال المنافسة الشرسة وتناقص الوظائف وأسعار الوقود المرتفعة، خيّم على اليوم الأول وهو ما بدا حتى في كلمة الافتتاح التي استهل بها رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان الأيام.
ويشكّل المعرض فرصة لاسيما للدول الأوروبية، حتى تقنع أكثر بطرازاتها في ظلّ المنافسة التي تنامت مع السيارات اليابانية والكورية وقريبا الصينية.وفيما تواجه شركة بيجو الفرنسية التي تحالفت مع مواطنتها سيترون مصاعب فيما يتعلق بالوظائف حيث ستضطر إلى حذف ما بين 7000 و8000 وظيفة العام القادم، وجدت شركات أخرى الحلّ في تحالف أشمل مع شركات أجنبية مثلما فعلت رينو مع كلّ من نيسان اليابانية وجنرال موتورز الأمريكية.
وتشير الإحصائيات إلى أنّ المنافسة شديدة في عقر الدار الأوروبية الغربية حيث خسرت الشركات الفرنسية والإيطالية أجزاء مهمة من مرابيحها لمصلحة الماركات الآسيوية.وأدى ذلك إلى فقدان 5000 شخص لوظائفهم في فرنسا وحدها.كما تشير الإحصائيات إلى أنّ أكبر مهدّد للماركات الأوروبية، حتى الساعة في انتظار الماركات الصينية، هو شركة تويوتا اليابانية.
ويعوّل الصانعون، مثلما هو واضح في أروقة المعرض، على المدى العاجل على تطوير طرازات الدفع الرباعي بما يجعلها في متناول شرائح أوسع من الزبائن، خاصة أنّ هامش الربح في السيارات صغيرة الحجم يبدو غير مهمّ.
وعلى المدى الآجل، يعوّل الصناع، بدفع من الحكومات، على تطوير صناعات التكنولوجيا المفيدة للقطاع مثل الزيوت عالية الجودة والوقود العضوي.وفي معرض باريس، عرضت الشركات سنابل قمح وشعير وقوارير غاز إيثانول مستخرجة من النباتات ولاسيما اللفت السكري.
كما يتمّ عرض قطع غيار غير ملوثة للبيئة وتعمل بدورها بمستخلصات نباتية صديقة للبيئة.غير أنّ الهاجس الأكبر مع ذلك، تبقى الصين التي عرضت نماذج من سيارات يتوقع المراقبون أن تغزو العالم، في غضون السنوات الشعر القادمة، مثلما تمّ مع قطاع النسيج. واستعرض الصينيون في تقديمهم لهذه النماذج بعرضها وسط أجواء راقصة حرصت فيها الفتيات على الرقص بثياب التين الآسيوي القادم.
وحققت الصين وجودها للمرة الأولى فى معرض باريس للسيارات حيث عرضت خمس موديلات للسيارات، بيد ان وصول الصين اعتبره منافسوها quot;تحدياquot; وليس quot;تهديداquot;.ورغم عرض خمسة موديلات فقط لشركتى لاند وند /رياح الأرض/، وجريت وول /السور العظيم/ موتور، الا انها اظهرت طموح الصين بأن تصبح منتجة سيارات على المستوى العالمى، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم /الجمعة/.
وصرح بيرند بيشيتشرايدر، رئيس ومدير شركة فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات، quot;انه على المدى القريب، فأن الصين لا تشكل تهديدا، ولكنها على المدى المتوسط فانها ستشكل تحديا بصورة واضحةquot;.بيد ان ريك واجونر، رئيس شركة جنرال موتورز الأمريكية قال ان الصين بحاجة الى مزيد من الوقت لتأخذ مكانها بين الدول المتقدمة.وذكر تاى تشينغ هانغ، ممثل السفارة الصينية فى بيان صحفى لشركة // لاند وند// quot;الآن سيعرف المستهلكون الفرنسيون ان الصين لا تصنع فقط ملابس وأحذية، وأنما سيارات، بل وطائراتquot;.
التعليقات