كامل الشيرازي من الجزائر

شهد اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يقودها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حاليا بالجزائر، توقيع الدولتان على إتفاق شراكة شاملة وأربعة بروتوكولات تعاون بلغت قيمتها الإجمالية 5 مليارات يورو، وتنص الإتفاقية/الإطار، على شراكة تجمع البلدين إلى العام 2017، وتمس كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية والطاقوية والثقافية والفنية، مع الإشارة إنّ هذه الشراكة تضمنت إرفاقا بتصريح سياسي هو الأول الذي تبرمه فرنسا مع دولة عربية وإسلامية.

وتتركّز الاتفاقات الأربعة الأخرى، على تطوير الطاقة النووية وإستعمالها لأغراض سلمية، وينبني الاتفاق على تطوير برنامج البحوث في ميدان استعمال الطاقة النووية في أغراض سلمية، مع تطوير برنامج الجزائر النووي، ومؤسسات البحث النووي، تحت رقابة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، ويعتبر هذا الاتفاق بالنسبة للحكومة الجزائرية، بمثابة تنويع للتعاون النووي بعد تعاونها في المجال مع كل من الصين منذ العام 1989 ثم الارجنتين، وبعدها روسيا والولايات المتحدة، علما إنّ الجزائر تحضر لبناء عشرة مفاعلات نووية جديدة موجهة لانتاج الطاقة الكهربائية.

فيما اتجه الاتفاق الثاني إلى توسيع عقود الغاز على المدى الطويل بين مجموعة سوناطراك الجزائرية ونظيرتها الفرنسية quot;غاز فرنساquot;، إلى غاية العام 2019 بقيمة 2.5 مليار يورو، ويشمل العقد الثاني إنجاز مركب بترو كيمائي بمنطقة أرزيو، لقاء 3 مليارات دولار، علما إنّ نصيب الطرف الفرنسي تقدّر بـ1.5 مليار دولار، وتضمن العقدان الآخران، إنجاز معمل للطاقة الحرارية الهجينة، إضافة إلى استغلال ميترو الجزائر، بين مجموعتي سونلغاز الجزائرية وألستوم الفرنسية.

في سياق متصل، وقبيل مغادرته الجزائر، صرّح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، إنّ زيارة ساركوزي إلى الجزائر تؤشر على quot;بداية حوار حقيقيquot;، معتبرا ما تمّ التوصل إليه ثمرة لمباحثات الدولتين على أعلى مستوى منذ الصائفة المنقضية.

وساعات بعد تقليل السلطات الجزائرية من شأن إدانة ساركوزي للاستعمار، تصورّ كوشنير بحتمية تركيز الدولتين على quot;الذاكرة ومواجهة الصعوبات المترتبة عن مخلفات الاستعمار، مشيدا بمحادثات بوتفليقة وساركوزي التي نعتها بـquot;الصادقة والمتفتحةquot;.