بعد نفيها دفع إيران للمستحقات النووية
موسكوتتجه إلىالمغرب لتطوير الطاقة الذرية
فادي عاكوم - إيلاف
يبدو أن الحلم الإيراني بالإسراع بعملية بناء مفاعل بوشهربدأ يضيع مع تسارع وتيرة التصريحات بينها وبين موسكو التي نفت اليوم بشدة حصولها على المستحقات المالية، بينما ردت إيران أنها مستعدة لنشر الوثائق المصرفية المتعلقة بالمفاعل، بل أكثر من هذا فقد ربط المراقبون بين التحركات الروسية السياسية وبين إيقاف موسكو لعملية البناء، ومن جهة أخرى فقد أعلنت اليوم مؤسسةquot;آتوم ستروي إكسبورتquot; الروسية أنها ستناقش خلال زيارة العمل إلى المغرب في الفترة 19 ـ 21 مارس (آذار) الجاري آفاق إنشاء قطاع طاقة ذرية في المغرب، فقد قدمتالشركة الذريةإلىالسلطات المغربية معلومات حول التكنولوجيات الروسية، ويجري الآن كما يشير المكتب الصحفي في المؤسسة، حوار نشيط مع المديرية الوطنية لكهربة المغرب على مستوى إدارة المؤسسة وخبرائها، من أجل إعداد عرض تقني إقتصادي أولي لإنشاء محطة كهروذرية في البلد، وفي نية ممثلي quot;آتوم ستروي إكسبورتquot; القيام خلال الزيارة بالتوجه إلى الموقع المتفق عليه الذي من المفروض أن يبدأ إنشاء المحطة الكهروذرية الأولى في المغرب فيه.
وبالعودة إلى الجانب الإيراني، فقد أعلنرئيس وكالة الطاقة الذرية الفدرالية الروسية سيرغي كيريينكو أمام الصحافيين، أن الجانب الروسي يؤكد إلتزامه بتجهيز الوقود لمحطة بوشهر الكهروذرية قبل ستة أشهر من تشغيلها إلا أن موعد التشغيل غير معروف، وأكد كيريينكو أن تأجيل تشغيل المحطة ليس إجراءً سياسيًا وإنما لأسباب فنية، وقال إنه مندهش من موقف الجانب الإيرانيفي سبيلتمويل مشروع محطة بوشهر الكهروذرية، وأضاف أن القيادة الإيرانية لربما غير مطلعة على الأمور بشكل جيد وهذا الإنطباع ناجم عن أن الجانب الإيراني لم يعد يهتم بالمشروع ولم يدفع شيئًا منذ أواسط يناير (كانون الثاني).
وأعلن كيريينكو أن إيران لا تنفذ شرطي تمويل المشروع وتوفير المعدات من البلدان الأخرى. وأكد أن الجانب الروسي يواصل العمل، ولكنه وجد صعوبة في تحديد موعد تشغيل المحطة، كما دحضت وكالة الطاقة الذرية الروسية إعلان مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية حول تحويل طهران مبلغ12.7 مليون دولار في الأول من آذار (مارس) للجانب الروسي لتمويل مشروع بناء محطة بوشهر الكهروذرية.
فقد أعلن سيرغي نوفيكوف السكرتير الصحافي لوكالة الطاقة الذرية الروسية، أنه لم ترد إلى الجانب الروسي أي أموال من إيران في الآونة الأخيرة، هذا وعقدت في طهران اليوم الجولة الثالثة من المباحثات الروسية الإيرانية الهادفة إلى إيجاد مخرج من المأزق الذي تتخبط فيه عملية بناء المحطة النووية لتوليد الكهرباء في بوشهر، ولم يصدر الجانبان بيانًا رسميًا في ختام الجولتين السابقتين.
وكان المتحدث باسم شركة quot;اتوم ستروي اكسبورتquot; الروسية التي تتولى أعمال بناء محطة بوشهر، قد قال إن توقف الجانب الإيراني عن دفع مستحقات الشركة قبل شهرين شكّل عقبة كبيرة على طريق تنفيذ المشروع وإن الخبراء الروس باشروا بمغادرة موقع تشييد المحطة، وقال مسؤول في الشركة الروسية إنها تواصل العمل في بوشهر لإنجاز ما يمكن إنجازه في غياب التمويل المطلوب.
ومن ناحيته قال أمين مجلس الأمن الإيراني علي لاريجاني للصحافيين إن المفاوضات الروسية - الإيرانية في طهران حول إستئناف عملية بناء محطة بوشهر لم تسفر عن أي نتيجة بعد ولكنها مستمرة. و أعلن أن روسيا تريد معاونة مالية إيرانية أكبر مما تراعيه الإتفاقيات مشيرًا إلى أنه لا يرى أن الجانب الإيراني يواجه أي صعوبات مالية. وناشد لاريجاني روسيا الوفاء بإلتزاماتها الناشئة من الإتفاقية الخاصة بتشييد محطة بوشهر.
وردًا عن سؤال حول إستعداد إيران لنشر الوثائق المصرفية التي تؤكد دفع الجانب الإيراني للمبالغ المستحقة عليه نظير بناء محطة بوشهر قال لاريجاني إن إزالة الخلافات أهم من نشر الوثائق. ويجب التقيد بالقواعد الشرعية، كما قالت المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية في بيان لها، إن الجانب الإيراني سدد جميع إلتزاماته المالية المستحقة قبل 1 آذار (مارس) 2007. وأشارت إلى إن إيران تنتظر أن تورد الحكومة الروسية الوقود النووي المطلوب لمحطة بوشهر قبل نهاية آذار (مارس) 2007 طبقًا لإلتزاماتها.
كما أعلن النائب الأول لوزير الطاقة الأميركي كلايتون سيل في كلمته في مركز كارنيغي بموسكو، أن الولايات المتحدة تؤيد موقف روسيا من مشروع محطة بوشهر الكهروذرية (إيران) الذي يتلخص في ضرورة إلتزام الجانب الإيراني بجدول التمويل المتفق عليه سابقًا من أجل إنجاز بناء المحطة، وأشار سيل إلى أن الولايات المتحدة تؤيد إنشاء محطة بوشهر الكهروذرية ولكن بشرط أن يحضر الوقود النووي خارج إيران وأن يعاد إلى روسيا بعد إستخدامه.
التعليقات