المغرب يراهن على السياح السعوديين لبلوغ 10 ملايين زائر في 2010

مؤشر السياحة بين الرباط والرياض يسير نحو الارتفاع

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء

يبدو أن مؤشر الحركة السياحية بين الرباط والرياض يسير نحو مزيد من الارتفاع بعد أن أبرمت، مساء اليوم الجمعة، الهيئة العليا للسياحة بالمملكة العربية السعودية ووزارة السياحة المغربية على برنامج تنفيذي للتعاون في هذا المجال الحيوي. ويرمي البرنامج، الذي وقعه إبراهيم بن عبد العزيز العساف وزير المالية السعودي وعادل الدويري وزير السياحة، إلى تعزيز العلاقات الأخوية والتعاون في مجال السياحة، إذ اتفق الطرفان على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتشجيع التبادل السياحي الثنائي من خلال تقديم التسهيلات اللازمة للسياح وتشجيع وكلاء السياحة والسفر بالبلدين من أجل تنظيم رحلات سياحية لكليهما.


كما يهدف هذا البرنامج إلى الاستفادة من التراث الحضاري والثقافي والتاريخي في البلدين من أجل جذب السياح، وبما يحفظ لكل بلد دوره الحضاري في حركة التطور والتقدم البشري وتشجيع وكلاء السياحة والسفر بالبلدين على تنظيم وتسويق برامج مشتركة للأفواج السياحية من بلدان أخرى.


ويحظى هذا القاطاع بأولوية خاصة من قبل المستثمرين السعوديين، إذ أن quot;لاساميرquot; لتكرير البترول، التابعة لمجموعة quot;كورالquot;، تمتلك غالبية أسهم quot;أمفتريت بلاصquot; في الصخيرات، وفندق quot;الميريديانquot;، الذي هو قيد الإنشاء بالدار البيضاء لصاحبه عبد المجيد أبو الجدايل، إضافة إلى مشاريع سعودية أخرى كـ quot;فندق موفمبيكquot; في طنجة وقصر المؤتمرات محمد السادس في الصخيرات، وفندقي quot;كامبانسكيquot; في أكادير ومراكش.


وكان الاستثمار السعودي في المغرب، خاصة في قطاعي السياحة والعقار، ارتفع من 37.5 مليون دولار في 2005 إلى 41.8 مليون دولار العام الماضي. وسجلت الخطوط الملكية المغربية زيادة في نسب المسافرين من الرياض إلى المملكة المغربية، في صيف 2006، بنسبة تراوحت ما بين 25% و30% عن صيف عام 2005.


وتظهر هذه الأرقام وتوقيتها أن نسبة السعوديين المتوجهين لقضاء إجازة الصيف بالمغرب، وخاصة من العائلات التي لوحظ توجهها إلى مناطق سياحية صيفية مثل شمال المغرب وخاصة مدينة طنجة، في تزايد ملحوظ. ويسعى المغرب إلى تنشيط حركة الخطوط من السعودية إلى المغرب للجلالب أكبر عدد ممكن من السياح، في انتظار زايدة عدد رحلات الخطوط الملكية المغربية من الرياض إلى الدار البيضاء مباشرة حال توفر طائرات جديدة خلال السنة المقبلة.


وينتظر أن تعرف نسبة العائلات السعودية التي تزور المغرب زيادة، من بداية حزيران (يونيو) المقبل إلى أواخر سبتمبر المقبل، زيادة مهمة، ما سيستدعي رفع عدد الرحلات بين المدينتين إلى أربعة بدلا من ثلاثة. ويسعى البلدان إلى تحفيز السياحة الشتوية إلى المغرب من المملكة العربية السعودية عبر خفض التسعيرة في هذه الفترة التي تعرف ركودا كبيرا.


وتعتبر سياحة المؤتمرات من الأنشطة المبشرة في المغرب لأن العديد من المدن العريقة تضم قصور مؤتمرات عصرية قابلة لاستضافة أكبر المؤتمرات. وتتجه مزيد من المدن المغربية إلى إقامة قصور مؤتمرات بها لاستقطاب سياحة المؤتمرات، مثل أكادير التي يتوقع أن ينتهي بناء قصر المؤتمرات بها بعد شهور قليلة.


ويراهن المغرب، في أفق العام 2010، على استقطاب عشرة ملايين سائح. ويعد استقطاب السياح العرب واحدا من الأهداف التي تتركز حولها الخطة السياحية في المغرب، حيث تم وضع إستراتيجية لتنشيط السياحة البينية العربية لزيادة أعداد السياح العرب الذين بلغ عددهم، سنة 2000، حوالي 169 ألف خليجي، منهم 50% من السعودية بما يعادل 30 ألف سائح، ومن مصر 12 ألف سائح ومن الأردن وغيرها من الدول العربية.


ورغم هذا لا تتجاوز نسبة السياح العرب للمغرب 6% ويقدر عددهم بنحو 100 ألف سائح، وهو رقم لا يتماشى مع طموحات المغرب، خاصة بالنسبة للقادمين من الخليج، ما دعا لتكثيف الجهود وتنشيط الترويج للمغرب عبر المشاركة في المعارض السياحية المتخصصة التي تعقد في دول مجلس التعاون، خاصة معرض سوق السفر العربي (الملتقى) وتوجيه دعوات للصحفيين لزيارة المغرب التي تولي أهمية كبرى للسائح العربي والخليجي خاصة، فهو الأطول مكثا والأكثر إنفاقا، فهو يأتي في المرتبة الثانية عالميا بعد السائح الياباني في الإنفاق.